المخاوف تتجدد في مصر من صفقة القرن مع مجيء “ترامب
مع الإعلان عن مجيء دونالد ترامب إلى سدة
الرئاسة الأمريكية مجددا، عبر سياسيون مصريون عن مخاوفهم من أن يكون صفقة القرن هو
الهدف الأول في أجندة الرئيس الجديد.
د. محمد مدبولي أستاذ السياسات التربوية
وعميد تربية حلوان سابقا والوزير المفوض السابق بجامعة الدول العربية توقع أن يأتي
"كوشنر” مجددا بصفقة القرن، وسيشمر من تخاذلوا سابقا سواعدهم لتهجير أهل غزة إلى
الوطن البديل الذي أقيم بالفعل منذ سنوات حسب رأيه.
أما السفير د .عبد الله الأشعل فيقول إن
المطلوب الآن ليس إلغاء اتفاقية كامب ديفيد بل تجميدها وسحب الاعتراف بإسرائيل
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن التجميد لا يعرض مصر للمخالفات والعقوبات، لافتا إلى أن
الولايات المتحدة موقعة مع إسرائيل اتفاقية واشنطن في 26 مارس 1979″ تنص على أن
إرغام مصر على تنفيذ اتفاقية السلام.
ويقول إن إقدام مصر على إلغاء كامب
ديفيد سيجعلها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال إن تجميد الاتفاقية سيكون معبرا عن
حالة الغضب المصري وسيكون رسالة قوية.
وطالب الأشعل الوطنيين المصريين خصوصا
رؤساء الأحزاب السياسية بعمل تكتل وتحرير بيان قوي .
وتابع قائلا: "لا تستصغرن أحدا، وعلى
المجتمع المصري أن يتكاتف، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أن تنشط في ظل العجز
الحكومي”.
وردا على سؤال: هل تتوقع أن يكتمل
المخطط الصهيوني بمجيء ترامب؟
أجاب الأشعل: "وارد بقوة، ما دام رضي
العرب بالهوان، ومع إرادة ترامب التي لا تخفي وسعيه بكل قوة وصفاقة لإنشاء إسرائيل
الكبرى بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن وسورية ولبنان”.
واختتم مؤكدا أن مصر باقية وعلى أبنائها
أن يدفعوا عنها كل الأخطار.
الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس
تحرير صحيفة الشعب قالها صراحة ودون مواربة: "كل مشكلات مصر الأساسية والمتفاقمة
تعود للسيطرة الأمريكية مع التحالف الاقليمى والعالمى المعروف”.
ويضيف أن هذا الحلف مستعد دوما للتنازل
عما يدعيه عن الديموقراطية، ولكنه لا يتنازل عن الأطماع الاستعمارية والتوسعية
وحرب الإبادة، ولا يتنازل عن نهب الثروات البترولية والذهبية وكل المعادن النفيسة
والنادرة، ولا يتنازل عن الموقع الاستراتيجى لمصر والمشرق العربى المتوسط.
ولفت إلى أن الاستراتيجيين وكبار الساسة
فى العالم أجمعوا على أن هذا الموقع المتوسط هو الذى يربط مشارق الأرض ومغاربها ،
ثم جاء فيه البترول فزاده أهمية.
وقال "حسين” إن جل أزماتنا الداخلية
تعود بالأساس إلى التبعية ، وأن قرارنا ليس فى أيدينا فى السياسة وفى الاقتصاد بكل
فروعه و فى التعليم والبحث العلمى.
وخلص إلى أن الحل يبدأ من أعلى : من
اتفاقية كامب ديفيد التى تحولت إلى دستور أعلى للبلاد ،يمنعنا من انقاذ الأطفال
الخدج، ويفرض علينا فتح القناة لمدمرات اسرائيل.
واختتم مؤكدا أن بداية الاصلاح تبدأ
بحركة شعبية تطالب بإلغاء كامب ديفيد باعتبارها أم الكبائر التى أوصلتنا إلى هذا
الحضيض.
وأنهى قائلا: ” لابد من توحيد المصريين
فى جبهة واحدة لمواجهة التدخل الأجنبى فى شئوننا .. وهذا يؤدى إلى عملية نضالية
تنتزع استقلال الوطن السياسى والاقتصادى .. ثم ننتقل إلى الانطلاق فى نهضة حضارية
شاملة بالتعاون مع مختلف الأشقاء العرب والمسلمين ودار العهد.
التوحيد يبدأ بالتجمع حول عريضة تطالب
بإلغاء كامب ديفيد”.
هدف قديم
في ذات السياق حذر عبد الناصر سلامة
رئيس تحرير الأهرام الأسبق من أن تهجير "الغزاويين” إلى سيناء هدف ترامبي قديم ضمن
صفقة القرن.
وأضاف سلامة متسائلا: إلى أي مدى سيكون
الصمود الرسمي المصري؟
المقاومة المقاومة
وإلى أن يأتي يوم تنصيب ترامب في يناير
المقبل يراهن الكثيرون على رجال المقاومة الذين أبلوا بلاء حسنا، مؤكدين أنهم
قادرون بإذن الله على قلب الطاولة على ترامب وكوشنر وأعوانهما.