لماذا يكره السائق الأردني "الغماز" ويعشق "الزامور"؟ انظر ما تقول الدراسات
امران يشتهر بهما الأردني في سواقة السيارات، وهما امران
–للاسف- لا تطالهما المخالفات! الاول كره السائق الاردني او عدم اكتراثه باستخدام
"الغماز" عند الالتفاف او التجاوز او التحرك، وكأن صانع المركبة الاجنبى
وضع الغماز فقط للاكسسوار!
الأمر الثاني، الذي يشتهر به السائق الأردني هو حبه
وعشقه لاستخدام "الزامور" بل والتفنن "على الطالع والنازل"
باستخدامه الى درجة تستفز الحجر.
ملاحظتان اجزم ان اغلب المواطنين والسائقين يرصدونهما
على مدار اليوم في شوارعنا.
ما علينا..
الجديد اليوم ان دراسات علمية تفيد بان استخدام ابواق
السيارات (الزامور) يعكس في كثير من الاحيان عدوانية السائق وضيقه من مشاكل وعقد
نفسية وحياتيه يفرغها بالزامور "على الطالع والنازل"، والاخطر ايضا في هذا
السياق، ان الدراسات وجدت ان التعرض الطويل لضوضاء الابواق والزوامير في السيارات
يسبب الاكتئاب وبنسبة 29 بالمائة.
وفي التفاصيل، تم اختراع البوق في عام ١٩٠٨م كأداة
لتحقيق السلامة على الطرقات وتحذير السائقين والمشاة من الخطر، ومع مرور الوقت،
انحرف استخدام البوق عن غرضه الأساسي، وأصبح وسيلة "لتفريغ العقد"
والتنفيس عن التوتر وإطلاق المشاعر السلبية.
بل إن البعض تمادى وأسس لغة خاصة بالأبواق: فالضغط على البوق مرة واحدة له معنى،
ومرتان له معنى آخر، وغيرها من الاستخدامات البعيدة، يكفيك أن البوق أصبح - حالياً
- أداة لإرسال التحية للطرف الآخر.
أبواق السيارات والسلوك العدواني
وأظهرت دراسة كلاسيكية أجريت في مدينة فينيكس الامريكية ذات المناخ الحار، ونُشرت في مجلة Environment and Behavior إلى أن
السائقين الذين يعانون من الإجهاد أو الظروف القاسية، مثل الحرارة العالية أو
القيادة بدون تكييف هواء، هم الأكثر عرضة لاستخدام البوق بشكل عدواني.
هذا النوع من السلوك لا يقتصر فقط على التسبب في الإزعاج، بل يمتد ليؤثر على الصحة
النفسية للمشاة. يعود استخدام البوق العدواني إلى عوامل سلوكية ويمكن تتبعها إلى
مجموعة من الضغوطات. كما أشارت الدراسة إلى أن السائقين الذين لا يملكون تكييفًا
للهواء ويقودون مع نوافذ مفتوحة الأكثر عرضة لاستخدام البوق.
دراسة ألمانية اخرى أظهرت أن
التعرض لضوضاء مرورية تزيد عن ٥٥ ديسيبل يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة
تصل إلى 29 بالمائة، وتظهر أعراض الاكتئاب بشكل أكبر على الأشخاص من ذوي المستويات
التعليمية المنخفضة.
كيف نخفف من الآثار؟
ظهرت العديد من الاقتراحات، منها تثقيف السائقين حول التأثيرات السلبية
لاستخدام البوق، ويمكن أن يشمل ذلك برامج إرشادية تعلم السائقين قواعد استخدام
البوق، وتحذرهم من العقوبات المرتبطة بسوء استخدامه.كما تم اقتراح تخفيض مستوى
الصوت المسموح به للأبواق عالميًا من ٩٣ ديسيبل إلى ٨٧ ديسيبل، مع وضع قيود صارمة
على الاستخدام غير الضروري للبوق في الأماكن العامة.
اما في الاردن.. فلا اعتقد ان هناك من يستطيع اخراج سائقينا عما اعتادوا
عليه من كره "الغماز" وحب "التزمير".. والله أعلم !