اردوغان المنتشي بـ"تحرير" سورية.. يترك غزة ولبنان لفم الحوت
ماجد توبه
فيما تعهد الرئيس التركي رجب طيب
اردوغان بتقديم بلاده "كل الدعم اللازم لتحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار
الاقتصادي في سوريا خلال المرحلة المقبلة”. اكتفى مراوغا بالقول على الصعيد
الفلسطيني ان تركيا "قدمت أقوى رد منذ اليوم الأول على المجازر المرتكبة في
غزة، وأنها عبرت عن موقفها العادل والإنساني في كل المحافل الدولية"!.
اردوغان الدي قدم الدعم العسكري
والاستخباري والمالي للمعارضة السورية بما اسهم في اسقاط النظام السوري وفتح الباب
لاحتلال اسرائيل ثلث سوريا تقريبا، لم يتردد بعد ان ترك غزة تباد، الى القول أن
تركيا في العام الجديد ستواصل العمل "بكل قوتنا من أجل إقامة دولة فلسطين المستقلة
ذات السيادة والوحدة الجغرافية، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ولم يحدد اردوغان كيف سيعمل "بكل
قوة" على اقامة دولة فلسطين مستقلة، وهو لم يبادر اصلا لاتخاد قرارات مهمة
مثل جنوب افريقيا ودول لاتينية جرت اسرائيل الى محكمة امن الدولة. بينما ما تزال
المعارضة التركية ومنظمات المقاطعة الدولية لاسرائيل بمهاجمة اردوغان على استمرار
سماحه بتمير جزء كبير من حاجة اسرائيل من النفط الكازخستاني والجورجي عبر ميناء
ازمير التركي!
الثابت اليوم ان اردوغان ترك، او يئس من
انقاد قطاع غزة وسكانها من ابشع مجازر البشرية رغم تبنيه دور عراب الاخوان
المسلمين التي تعد حماس دراعها العسكري الرئيسي.. فاستبدل اردوغان كما يبدو تحرير
فلسطين ونصرة غزة بفرض حله الشخصي على سورية والتخلص من لاجئيها بملايينهم
الثلاثة، والبحث عن مكان له في مخططات اسرائيل وامريكا برسم خارطة جديدة للشرق
الاوسط، تقصى منها حماس وحزب الله ولبنان وتفتح الباب لتسيد اسرائيل المنطقة
تطبيعا ونفودا عسكريا واستراتيجيا بدعم امريكي لا محدود.
تركيا، وفي ظلها قطر طبعا، التي تسلمت
اليوم ملف سوريا ونظامها الجديد ومحاولة اعادة تاهيل سورية الدولة في الاقليم
والعالم، وبما يسهم ايضا بقطع كل انابيب الدعم للمقاومة اللبنانية عبر سوريا على
اعتبار ان ثوار سوريا الجدد يرون بالشيعة وحزب الله اكثر عداء لهم من الصهاينة...
نقول تركيا اليوم تقدم لامريكا ترامب واسرائيل - ارادت دلك ام لم ترد -استكمال
تحييد الساحات الغزية واللبنانية والسورية لتتفرغا (امريكا واسرائيل) لايران
واليمن وربما للضفة الغربية.