الجولاني لامريكا: سوريا لن تشكل تهديدا لأي طرف بما في ذلك إسرائيل


ردت سوريا
كتابيا على قائمة شروط أميركية لرفع جزئي محتمل للعقوبات، قائلة إنها طبقت معظمها
لكن البعض الآخر يتطلب "تفاهمات متبادلة" مع واشنطن، وفقا لنسخة من
الرسالة اطلعت عليها "رويترز".
وفي اذار الماضي، سلمت الولايات المتحدة سوريا قائمة بـ8 شروط
تريد من دمشق الوفاء بها، منها تدمير أي مخزونات متبقية من الأسلحة الكيماوية
وضمان عدم منح أجانب مناصب قيادية في الحكم.
وأكدت دمشق في الرسالة أنها استجابت لمعظم شروط تخفيف العقوبات
الأميركية، وتسعى لتفاهمات متبادلة بشأن القضايا العالقة.
وجاء في الرسالة أن سوريا تشكل لجنة لمراقبة أنشطة الفصائل
الفلسطينية في البلاد، وتسعى لمزيد من المناقشات بهذا الشأن.
كما قالت سوريا، وفق "رويترز"، إنها "لن تشكل
تهديدا لأي طرف بما في ذلك إسرائيل".
وأوضحت أن قضية المقاتلين الأجانب في الجيش السوري تتطلب جلسة
تشاورية أوسع، لكن "تم تعليق إصدار الرتب العسكرية".
الى ذلك، كشفت واشنطن عن أنها قد تخفف العقوبات
على سوريا إذا اتخذت حكومة دمشق خطوات في بعض الملفات، بما في ذلك الإفراج عن
معتقلين أمريكيين وقضية المقاتلين الأجانب والأسلحة الكيميائية.
جاء ذلك في تصريح لكبير مسؤولي مكتب
شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية تيم ليندركينغ، خلال مشاركته بندوة
نظمها المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية، الخميس.
وأكد ليندركينغ أن العقوبات على سوريا
مستمرة، ولكن ثمة إمكانية لتقديم مرونة "في حال أظهرت السلطة الانتقالية في دمشق
تغييرًا، فنحن نبحث عن فرصة لبناء الثقة”.
ولفت إلى أن "هذه ليست أمورًا يمكن
إصلاحها بين عشية وضحاها”، وأن واشنطن مستعدة للتفاعل مع المسؤولين السوريين
وفهمهم.
وأوضح أن توفير معلومات موثوقة عن
المواطنين الأمريكيين المحتجزين أو المفقودين في السجون السورية، بما في ذلك
الصحفي أوستن تايس، يعد من المتطلبات الأساسية لواشنطن.
ورحّب ليندركينغ باستقبال الرئيس السوري
أحمد الشرع، عائلة تايس في 19 يناير/كانون الثاني، مؤكدًا ضرورة الكشف عن مصير
الأمريكيين المفقودين.
وشدد على أن واشنطن "مصممة وحازمة” في
منع إيران و”حزب الله” من إعادة توطيد وجودهما في الأراضي السورية، وأنها تطلب
ضمانات بهذا الشأن.
ودعا الحكومة السورية إلى مواصلة جهودها
في مكافحة الإرهاب بما في ذلك تنظيم "داعش”، معربًا عن ارتياح واشنطن لتوقيع
اتفاقية تؤكد وحدة الأراضي السورية في مارس/آذار بين الشرع وفرهاد عبدي شاهين، أحد
قادة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي”.
وقال إن واشنطن تدرك بأن تنفيذ هذه
الاتفاقيات سيكون محفوفًا بالتحديات، داعيا الأطراف إلى التوصل لحل يضمن عدم ظهور
"داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية مرة أخرى في سوريا.
وأكد ضرورة التخلص من جميع الأسلحة
الكيميائية واعتماد مبادئ عدم الاعتداء على الدول المجاورة، مطالبًا بمحاسبة
مرتكبي "الأعمال الوحشية” التي وقعت خلال الاشتباكات بسوريا وكذلك في محافظة
اللاذقية في مارس الماضي.
وطالب ليندركينغ بعزل "المقاتلين
الأجانب” من المناصب الحكومية، مشيرًا إلى أن واشنطن مستعدة لإعادة التفاعل مع
دمشق في حال تحقق تقدم في هذه المجالات.
وقال: "إذا اتخذت السلطة الانتقالية
(حكومة دمشق) خطوات قابلة للإثبات تتماشى مع ما ذكرته، فإننا سننظر في تخفيف
العقوبات. ونريد تحظى سوريا بفرصة ثانية”.