شريط الأخبار
الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف.. وجاهزون لتسليم الحكم بغزة لأي جسم مهني متفق بشأنه الملك يهنيء الاردنيين بالتأهل لنهائيات كأس العالم النشامى يكتسح عُمان بثلاثية.. ويصل لاول مرة إلى كأس العالم ولي العهد يغادر إلى عُمان لمتابعة مباراة "النشامى" الملك ورئيس وزراء إسبانيا يشهدان توقيع إعلان شراكة استراتيجية الملك يلتقي بمدريد العاهل الاسباني ويبجث العلاقات الثنائية تحضيرية الجبهة الوطنية تطالب بالافراج عن الخواجا تفاصيل جديدة حول التعاون بين إسرائيل وميليشيا "ياسر أبو شباب" العميلة عيد آخر حزين في غزة: لا أضاحي ولا حج.. إبادة وتشرد وتجويع ولي العهد يقلد ضباطًا في الكتيبة 101 برتبهم الجديدة توقيف نائب أمين عام "الوحدة الشعبية" والحزب نطالب بالإفراج عنه مصدر امني: توقيف اشخاص خالفوا القانون بمسيرات وسط البلد وزير الداخلية يلتقي الحاج توفيق.. وبحث تسهيل التجارة مع سوريا رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من جامعة عمان العربية وشبابا من محافظة الكرك التنمية تضع يدها على عقار لـ "الاخوان" المحظورة الملك إلى إسبانيا في مستهل جولة عمل أوروبية هل ترفض ايران المقترح الامريكي.. وخامنئي: يتعارض والمصالح الوطنية حكومة نتنياهو على كف الحريديم.. وتجنيد المتدينين يتفاقم الى أزمة مستعصية "الفاو" تكرم الملك بميدالية "أجريكولا" لجهود الاردن الانسانية بغزة بحث آليات تطوير علاقات الأردن الاقتصادية مع المغرب

من حفلات التخرّج… إلى استعراض التهويل

من حفلات التخرّج… إلى استعراض التهويل



 

 د. طـارق سـامي خـوري

تخرجت من المدرسة دون حفلات، من الجامعة دون صخب، ومن الماجستير والدكتوراه دون موسيقى ولا طاولات مزينة. لم ينقصني شيء، لا فرح، ولا فخر، ولا شعور بالإنجاز. كانت الفرحة داخلية، صامتة، لكنها راسخة.

 

ما يحصل اليوم مختلف تمامًا… أصبحنا نعيش زمن "حفلة لكل مرحلة”، لا بل لكل خطوة. طفل يتخرّج من الحضانة فتُقام له حفلة بثلاث كاميرات ومصور وطاولات ضيافة. تلميذ ينجح بالصف السادس، فتُقام حفلة ثانية، ثم ثالثة للثانوية، ورابعة للجامعة، وخامسة من الأهل، وسادسة مع الأصدقاء… حتى كادت الشهادة أن تصبح تفصيلاً بين الحفلات، لا العكس.

 

هل هذا تعبير عن الفرح؟ أم محاولة تعويض؟

هل هي لحظة إنجاز صادقة؟ أم عقد نقص تُغطى بالمبالغة؟

هل نحن نربّي أجيالًا تقدّر الجهد والتواضع؟ أم نغرقهم في ثقافة المظاهر والتضخيم؟

 

الفرح مشروع، بل ومطلوب. لكن حين يصبح الاحتفال هو الغاية، وتتحوّل الطقوس إلى استعراض اجتماعي يضغط على الأهالي ويُربك التوازن القيمي، تصبح المسألة مقلقة. فالمبالغة في الاحتفال، خصوصًا في مراحل ليست مفصلية، تنزع عن الإنجاز معناه، وتخلق حالة تضخيم ذاتي غير واقعية.

 

إن ما نراه اليوم ليس فرحًا بالتخرج، بل سباقًا على الشكل، وتنافسًا على من يُبهر أكثر. لقد صار الطفل يشعر أنه "أنجز” لأنه ارتدى روب التخرج، لا لأنه تعلّم أو اجتهد. وصار الطالب ينتظر الحفلة أكثر من النتيجة.

 

المجتمع الذي يُكافئ المظاهر، سينشئ جيلًا يسعى للّفت، لا للتميّز.

والمؤسسات التعليمية التي تُنظّم حفلات أكثر مما تراجع المناهج، لا تُخرج مفكرين بل "مؤثرين” بلا أثر.

 

الفرح جميل… حين يكون في مكانه.

لكن الاحتفال المفرط، دون ضوابط أو تمييز بين المرحلة المفصلية والعابرة، يفقدنا التقدير الحقيقي للنجاح… ويخلق "عقلاً احتفاليًا” لا يعرف قيمة الإنجاز إلا إذا كان مصحوبًا بكاميرا ومكبر صوت.

 

فهل نحن نحتفل بالعلم؟ أم نبحث عن فرصة لنقول: "شوفونا”؟