الخواجا.. الطبيب الانسان … والرقم الصعب


رؤى العضايلة
عرفته عن قرب منذ مده
بسيطه …. لا تزيد عن سبع شهور حين بدأت مسيرتي في اختصاص امراض الدماغ والاعصاب
عند الاطفال برفقته … لكنه تمكن بقلبه الواسع ورحابه صدره ان يعلمني كيف
اتحلى بالصبر …. وكيف ان المصلحه العامه تفوق بأهميتها المصلحة الشخصية … قالها لي
ذات عياده حين سالته عن ممانعته العمل في القطاع الخاص …. اجابني قائلاً : لمين
اترك المرضى الفقراء ؟؟
استمرت عيادتي برفقته
حتى الساعه السابعه مساء ….. لا يعرف ان يقول لا لاي مريض ولو ساله الاهل مئه سؤال
…. اجابهم بكل رحابة صدر …. تعلمت منه كيف نعرض على اهل الاطفال صور الرنين وكيف نشرح
لهم بالتفصيل …. مكررا على مسامعي من حقهم ان يعرفو كل التفاصيل …..
دفع من جيبه الخاص
بحضوري لذوي المرضى الفقراء… ثمن الادويه .. وثمن الفحوصات التي لا تغطى بالتأمين
الصحي … وثمن وصولات التقارير …يتابع حالات المرضى ويعطيهم رقم هاتفه الشخصي
ليتابعهم عن قرب …. هو الطبيب الذي يفتتح عياده زياده على عياداته الرسميه ليفحص
مرضى ويرى ويتابع احوالهم….
ذات يوم دخلت غرفه
تخطيط الدماغ من اجل اعداد تقارير لهم …. لم اجد اي تخطيط بلا تقرير …. وعندما
سالته اجاب : اجيت الجمعه وقرأتهم !!!
حدثت أمّي عنه مراراً
وتكراراً …. اخبرتها كيف يتعاطف مع كل مريض حتى وان كان ليس ضمن اختصاصه … واخبر
كل من يذكر اسمه كيف يعالج الامور بحنكه ودرايه واسعه …. كيف يُصالح الجميع وان
انتظروا عند باب عيادته من الساعه الثامنه صباحاً حتى الثامنه مساءاً…يغادرون
العياده بكل رضى …
اضحكته يوما حين قلت ….
كيف تستطيع ان تخبر الاهل ان طفلهم لديه تشخيص معين وان تشرح لهم بكل صدق وان
يغادروا العياده وكلهم ايمان ورضى وسعاده بان طفلهم بين يدي الطبيب الصحيح
انهيت العياده معه في
الساعه السادسه والسابعه وحين اردنا المغادره يخبرني … خلينا نطمن عالمرضى في
القسم !!!
والكثير الكثير الذي لا
يُكتب ولا يوصف بمثل هذا الصرح الحكيم الانسان ……
كيف يُعتقل من هو مثله
…. بعلمه العظيم ومعرفته الواسعه ورؤيته الحكيمه … وضميره الحي
كيف يُعتقل من يقول
دوماً المصلحه العامه اهم من مصلحتي الشخصيه ؟؟
الحرية للطبيب الذي ان
غاب ترك مرضى بحجم الوطن
الحريه لمعلمي الأول
والاعظم استشاري امراض الدماغ والاعصاب والعنايه الحثيثه عند الاطفال الدكتور عصام
الخواجا
الحريه لابن الوطن
البار واب الاطفال المرضى
الحريه للاستشاري الذي
سافر الى اسبانيا على نفقته الشخصيه ليتخصص بامراض الدماغ والاعصاب عند الاطفال