شريط الأخبار
محافظة: وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية بديلا لوزارة التربية ولا دمج مع "التعليم العالي" ولي العهد يحيي النشامي ويبارك للمغرب ويشكر قطر الملك للنشامى: كلنا فخورون بكم وبما حققتم "الشيوعي الاردني": اعتقال عضو الحزب محمد فرج منذ اسبوع الموت القلبي المفاجئ… خطر صامت مقدر يختصر أعمار مرضى السكري الأمن العام : مدافئ الشموسة أداة قتل داخل منازلكم.. تخلصوا منها في نقد التحول من الاشتراكية الى الرأسمالية مربعانية الشتاء تدخل الأحد.. توقع اجواء باردة جدا وأمل بالامطار والثلوج امريكا تواصل "بلطجتها" ضد الجنائية الدولية دعما لاسرائيل.. والمحكمة ترفض معاريف: موافقة نتنياهو ونرامب على صفقة الغاز لمصر تهدف لاحتواء النفوذ التركي والقطري بغزة ولي العهد يتوج علي علوان هداف كأس العرب الملك: شكرا للنشامى ولجمهورنا الوفي الملكة: فخورون بالنشامى وآداء مميز العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادته الهاشمية ومسارات التحديث ركيزة قوة الدولة النشامى يخسر بشرف كأس العرب ويحل وصيفا امام المغرب ولي العهد يدعو جماهير الاردن الوفية لدعم النشامى والدة النائب والعين السابق خالد رمضان بذمة الله الأمم المتحدة و200 منظمة إغاثة: العراقيل الإسرائيلية تهدد العمليات الإنسانية في غزة بالانهيار بعد مماطلة اسرائيلية.. المصادقة على صفقة الغاز مع مصر بقيمة 35 مليار دولار اسرائيل تقصف مجددا ريف القنيطرة.. وحكومة الجولاني تتباهى بضبط كمية كبيرة من قذائف "آر بي جي" للمقاومة اللبنانية

كِبار السِنّ .. والمعاناة .. والمِحن

كِبار السِنّ .. والمعاناة .. والمِحن


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

ذكرت وسائل الإعلام الإلكتروني أن الرئيس التركي/ رجب طيب أردوغان ، إتخذ قراراً حضارياً ، متقدماً ، راقياً أسرده لكم حرفياً :— [[ منح كل من تعدى الخامسة والستين من العمر معاشاً شهرياً إضافياً لكل من المُسِنّ والمُسِنّة . كما يمكنهما أيضاً طلب الطعام المجاني بالتليفون ، فضلاً عن تكفل الحكومة بإرسال ثلاثة من الخدم  إسبوعياً لتنظيف البيت او طهي الطعام . وتكفل الحكومة أيضاً برامج الرعاية الصحية المجانية ، وإرسال سيارة إسعاف ، يحتوي طاقمها على طبيب وممرضة لتقديم الخدمة الطبية للمسنين في منازلهم . هذا بالإضافة لركوب المواصلات العامة مجاناً ]] . إنتهى الإقتباس

 

إذا صحّ هذا الخبر ، فإنه ينقل تركيا الى مصاف الدول المتحضرة ، المتقدمة جداً ، كما دول الغرب . حيث تعتني دول الغرب عامة بكبار السن  وتقدم لهم أفضل الخدمات . ويُسمى كبير السن ب ( Senior Citizen ) ، وعليه يركبون المواصلات العامة مجاناً ، ويستخدمون المواصلات الخاصة بأجرة رمزية ، وتُقدم لهم أحدث الخدمات على أرقى مستوى . كما تراعي دول الغرب استقلالية كبار السن وتحافظ على كرامتهم ، ويقدمون لهم الرعاية الصحية المنزلية ، والتأهيلية في منازلهم . كما يقدمون لهم الدعم الإجتماعي ، والمساعدة في الأنشطة اليومية ، والبرامج الترفيهية والإجتماعية ، والمساعدات الغذائية . ويقدمون لهم أيضاً خيارات السكن المتنوعة

 

أتحفظ على نهج تركيا العثمانية المستعمِرة ، وعلى فكر أردوغان العثماني الإستعماري  العدائي الإستغلالي للعرب . لكن هذا الموقف القومي ، لا يمنع من الإشادة وإظهار حقائق أدائه المتميز لبلده . حيث لا ينكر أحداً انه خلال فترة حكمه إرتقى بالإقتصاد التركي لمصاف الدول الكبرى .

 

كِبار السِن يحب ان لا يتم إعتبارهم عالة على المجتمع . لأنهم أُناس ساهموا في بناء أوطانهم في شبابهم عندما كان لديهم القدرة على العطاء والمساهمة في البناء .

 

كِبار السِن نهضوا بوطنهم وحملوا راية الإنجاز لعقود طويلة بعطائهم ، وعرقهم ، وتعبهم ، وإنجازاتهم ، حتى سلّموا الراية للجيل الذي يلي ، وهذه سنة كونية ربانية ، كل جيل يجتهد ، ويتعب ، لينجز ويساهم في بناء الوطن ،  وهذه تكون إنجازات تراكمية في الأوطان المتحضرة . وعليه يجب إحترامهم ، وتقديرهم ، وتوفير الحياة الكريمة لهم

 

لكن ، وللمقارنة ، انظروا لكبار السِن في وطننا . مهملون ، مهمشون ، لا عناية ، ولا رعاية ، ولا تقدير ، ولا احترام ، ولا مساعدة لظرف صحي ، ولا مساندة عند الحاجة

 

ما يستر على كبار السن في وطننا العربي عامة ، عند تقدمهم بالعمر هو عناية وإهتمام أولادهم إناثاً وذكوراً بوالديهم . رغم وجود بعض الحالات الفردية التي تنكّر فيها الأولاد لوالديهم وأساءوا معاملتهم ، وارسلوهم قسراً وبأساليب إحتيالية غير أخلاقية الى ملاجيء العجزة وكبار السن

 

من دافع الغيرة ، عندما أسمع عن تعامل متميز في دولة ما يخصون به كبار السن أتذكر غياب خدمات ومساعدات الحكومات الأردنية في تقديم أية مساعدات تذكر لمواطنين أفنوا حياتهم في خدمة وطنهم ، ويتنكر الوطن لهم وهم في أرذل العمر ، شيء مؤسف ومحزن حقاً

 

فمثلاً عند مراجعة المراكز الصحية ، لا يصرفون أدوية الأمراض المزمنة لثلاثة شهور كما كان سابقاً . فيضطر المريض من كبار السن للذهاب للمركز الصحي شهرياً ويعاني ما يعاني في مشواره أثناء التنقل في المواصلات ، يضاف الى ذلك المعاناة داخل المركز الصحي حيث يضطر للوقوف على الدور لخمس مرات عند كل مراجعة

 

يضاف الى ذلك ،  ان بعض أدوية الأمراض المزمنة لا يتم صرفها من نفس المركز ، حيث يشترط على المريض من كبار السن الذهاب الى مستشفى البشير او مستشفى الأمير حمزة في عمان مثلاً للحصول على دواء يمكن صرفه من نفس المركز . فتجد المستشفى مزدحماً حيث لا تجد مكاناً للوقوف وليس الجلوس ، ويصل الدور الى رقم ( ٦٥٠ ) وأكثر . هل يُعقل هذا !؟ ولماذا لا يتم صرف الدواء من المركز الصحي نفسه للتخفيف من معاناة أُناس لا يقوون على السير ولا حتى على الوقوف

 

أما الطامة الكبرى إذا تم تحوليك الى احد المستشفيات الكبيرة لأخذ صورة طبقية مثلاً فإن الموعد يصل الى ( ٩ ) شهور وربما أكثر .  أما اذا تم تحوليك لمراجعة طبيب إستشاري ، فهنا الطامة الكبرى والمعاناة التي لا تُحتمل ، حيث لا يمكن توصيف المعاناة .  

 

علمت من مصدر موثوق ان الخدمات الطبية الملكية الأردنية تقوم بتوصل أدوية الأمراض المزمنة عبر شركات التوصيل ، ويدفع صاحب الدواء حوالي دينارين لجهة التوصيل ، لماذا لا تتبع هذه الخدمة الحضارية من قبل وزارة الصحة ، ويقوم كل مركز صحي بتوصيل أدوية الأمراض المزمنة لمرضاه كل ثلاثة شهور او كل شهرين او حتى كل شهر مقابل ان يدفع المريض اجرة خدمة التوصيل ، فهو يدفع للمواصلات مبلغاً أكبر من ذلك . او يمكن طرح موضوع التوصيل على المرضى والذين يوافقون على ايصال الدواء لهم بواسطة شركة توصيل يتم فصلهم في كشف مستقل ليتم إرسال الأدوية لهم ، وهذا الإجراء يخفف الضغط على العاملين في المراكز الصحية والمستشفيات

 

لا نطلب الكثير من حكوماتنا ، لأننا نعرف انهم يعتبرون كبار السن عالة على المجتمع ، وعبء على موازنة الدولة ، وتتمنى الحكومات الأردنية سابقها وقادمها ان لو يصحوا يوماً ولا يروا متقاعداً كبيراً في السن على قيد الحياة

 

ستكبرون ، وتمر بكم السنون ، ويمضي بكم العمر ،  وستعجزون عن الحركة ، وتتمنون لو قدمتم كما تقدم تركيا لكبار السن فيها ، حتى تكون تلك الخدمات موجودة وتصل اليكم وتشعرون بقيمتها ومدى الحاجة اليها

 

شكراً أردوغان على ما تقدمه لبلدك عامة ، ولكبار السن خاصة . فهذا يعتبر إنجازاً وطنياً وإنسانياً يُسجل لك ، ولك كل الإحترام . ويصعب عليّ حتى ان أطلب من رؤساء حكوماتنا الإقتداء بك ، لان ذلك ليس مستبعداً فقط ، بل يعتبر من الشطط في التفكير . ولنا الله الذي لا يُستجدى سواه .