شريط الأخبار
"الخيرية الهاشمية": لا نستطيع إنهاء حصار غزة.. ونواصل إدخال المساعدات كجزء من محاولة جادة لإنقاذ الأرواح ويتكوف ونتنياهو يحملان حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.. ويلوحان بالرد قافلة مساعدات اردنية تعبر اليوم الى غزة مقتل ستيني بمشاجرة.. وكشف مصير سيدة قتلها زوجها في اربد "الكهرباء الاردنية" تنفي نية تعديل تشريعاتها للحجز على املاك المواطنين قافلة مساعدات من 50 شاحنة تنطلق إلى غزة بالتعاون مع المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي الحملة الأردنية توزّع الخبز الطازج على مئات العائلات في المواصي بخان يونس "العمل الإسلامي" يثمن الجهود الرسمية لإدخال المساعدات لغزة ويدعو لتكثيف الجهد بمواجهة حرب التجويع الاردن يدين تصويت الكنيست على بيان دعم السيادة الاسرائيلية على الضفة مندوبا عن الملك.. حسان يشعل شعلة مهرجان جرش ايذانا بانطلاق فعالياته الملكة: الكلمات لا تطعم أطفالنا.. رسالة من غزة مصدر إسرائيلي يزعم: ردّ حماس على المقترح الإسرائيلي لم يرضِ الوسطاء ولم يمرر لاسرائيل العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية يواصل التحديث بإرادة راسخة ونهج يضع المواطن في صميم الأولويات بتوجيهات ملكية .. الأردن يسير قافلة إغاثية لجنوب سوريا التجويع يفتك بالفلسطينيين في غزة… وأوروبا تلوّح بـ«إجراءات» الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة على الواجهة الغربية *الهيئة الخيرية": عبور قافلة مساعدات إلى شمال غزة لصالح منظمة “المطبخ المركزي العالمي قتل شابين بجريمتين منفصلتين بمحافظة البلقاء متحف الدبابات الملكي يحصد جائزة "خيار المسافرين 2025" المومني: المعيقات الإسرائيلية تقف بوجه الأردن لإيصال المساعدات

كِبار السِنّ .. والمعاناة .. والمِحن

كِبار السِنّ .. والمعاناة .. والمِحن


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

ذكرت وسائل الإعلام الإلكتروني أن الرئيس التركي/ رجب طيب أردوغان ، إتخذ قراراً حضارياً ، متقدماً ، راقياً أسرده لكم حرفياً :— [[ منح كل من تعدى الخامسة والستين من العمر معاشاً شهرياً إضافياً لكل من المُسِنّ والمُسِنّة . كما يمكنهما أيضاً طلب الطعام المجاني بالتليفون ، فضلاً عن تكفل الحكومة بإرسال ثلاثة من الخدم  إسبوعياً لتنظيف البيت او طهي الطعام . وتكفل الحكومة أيضاً برامج الرعاية الصحية المجانية ، وإرسال سيارة إسعاف ، يحتوي طاقمها على طبيب وممرضة لتقديم الخدمة الطبية للمسنين في منازلهم . هذا بالإضافة لركوب المواصلات العامة مجاناً ]] . إنتهى الإقتباس

 

إذا صحّ هذا الخبر ، فإنه ينقل تركيا الى مصاف الدول المتحضرة ، المتقدمة جداً ، كما دول الغرب . حيث تعتني دول الغرب عامة بكبار السن  وتقدم لهم أفضل الخدمات . ويُسمى كبير السن ب ( Senior Citizen ) ، وعليه يركبون المواصلات العامة مجاناً ، ويستخدمون المواصلات الخاصة بأجرة رمزية ، وتُقدم لهم أحدث الخدمات على أرقى مستوى . كما تراعي دول الغرب استقلالية كبار السن وتحافظ على كرامتهم ، ويقدمون لهم الرعاية الصحية المنزلية ، والتأهيلية في منازلهم . كما يقدمون لهم الدعم الإجتماعي ، والمساعدة في الأنشطة اليومية ، والبرامج الترفيهية والإجتماعية ، والمساعدات الغذائية . ويقدمون لهم أيضاً خيارات السكن المتنوعة

 

أتحفظ على نهج تركيا العثمانية المستعمِرة ، وعلى فكر أردوغان العثماني الإستعماري  العدائي الإستغلالي للعرب . لكن هذا الموقف القومي ، لا يمنع من الإشادة وإظهار حقائق أدائه المتميز لبلده . حيث لا ينكر أحداً انه خلال فترة حكمه إرتقى بالإقتصاد التركي لمصاف الدول الكبرى .

 

كِبار السِن يحب ان لا يتم إعتبارهم عالة على المجتمع . لأنهم أُناس ساهموا في بناء أوطانهم في شبابهم عندما كان لديهم القدرة على العطاء والمساهمة في البناء .

 

كِبار السِن نهضوا بوطنهم وحملوا راية الإنجاز لعقود طويلة بعطائهم ، وعرقهم ، وتعبهم ، وإنجازاتهم ، حتى سلّموا الراية للجيل الذي يلي ، وهذه سنة كونية ربانية ، كل جيل يجتهد ، ويتعب ، لينجز ويساهم في بناء الوطن ،  وهذه تكون إنجازات تراكمية في الأوطان المتحضرة . وعليه يجب إحترامهم ، وتقديرهم ، وتوفير الحياة الكريمة لهم

 

لكن ، وللمقارنة ، انظروا لكبار السِن في وطننا . مهملون ، مهمشون ، لا عناية ، ولا رعاية ، ولا تقدير ، ولا احترام ، ولا مساعدة لظرف صحي ، ولا مساندة عند الحاجة

 

ما يستر على كبار السن في وطننا العربي عامة ، عند تقدمهم بالعمر هو عناية وإهتمام أولادهم إناثاً وذكوراً بوالديهم . رغم وجود بعض الحالات الفردية التي تنكّر فيها الأولاد لوالديهم وأساءوا معاملتهم ، وارسلوهم قسراً وبأساليب إحتيالية غير أخلاقية الى ملاجيء العجزة وكبار السن

 

من دافع الغيرة ، عندما أسمع عن تعامل متميز في دولة ما يخصون به كبار السن أتذكر غياب خدمات ومساعدات الحكومات الأردنية في تقديم أية مساعدات تذكر لمواطنين أفنوا حياتهم في خدمة وطنهم ، ويتنكر الوطن لهم وهم في أرذل العمر ، شيء مؤسف ومحزن حقاً

 

فمثلاً عند مراجعة المراكز الصحية ، لا يصرفون أدوية الأمراض المزمنة لثلاثة شهور كما كان سابقاً . فيضطر المريض من كبار السن للذهاب للمركز الصحي شهرياً ويعاني ما يعاني في مشواره أثناء التنقل في المواصلات ، يضاف الى ذلك المعاناة داخل المركز الصحي حيث يضطر للوقوف على الدور لخمس مرات عند كل مراجعة

 

يضاف الى ذلك ،  ان بعض أدوية الأمراض المزمنة لا يتم صرفها من نفس المركز ، حيث يشترط على المريض من كبار السن الذهاب الى مستشفى البشير او مستشفى الأمير حمزة في عمان مثلاً للحصول على دواء يمكن صرفه من نفس المركز . فتجد المستشفى مزدحماً حيث لا تجد مكاناً للوقوف وليس الجلوس ، ويصل الدور الى رقم ( ٦٥٠ ) وأكثر . هل يُعقل هذا !؟ ولماذا لا يتم صرف الدواء من المركز الصحي نفسه للتخفيف من معاناة أُناس لا يقوون على السير ولا حتى على الوقوف

 

أما الطامة الكبرى إذا تم تحوليك الى احد المستشفيات الكبيرة لأخذ صورة طبقية مثلاً فإن الموعد يصل الى ( ٩ ) شهور وربما أكثر .  أما اذا تم تحوليك لمراجعة طبيب إستشاري ، فهنا الطامة الكبرى والمعاناة التي لا تُحتمل ، حيث لا يمكن توصيف المعاناة .  

 

علمت من مصدر موثوق ان الخدمات الطبية الملكية الأردنية تقوم بتوصل أدوية الأمراض المزمنة عبر شركات التوصيل ، ويدفع صاحب الدواء حوالي دينارين لجهة التوصيل ، لماذا لا تتبع هذه الخدمة الحضارية من قبل وزارة الصحة ، ويقوم كل مركز صحي بتوصيل أدوية الأمراض المزمنة لمرضاه كل ثلاثة شهور او كل شهرين او حتى كل شهر مقابل ان يدفع المريض اجرة خدمة التوصيل ، فهو يدفع للمواصلات مبلغاً أكبر من ذلك . او يمكن طرح موضوع التوصيل على المرضى والذين يوافقون على ايصال الدواء لهم بواسطة شركة توصيل يتم فصلهم في كشف مستقل ليتم إرسال الأدوية لهم ، وهذا الإجراء يخفف الضغط على العاملين في المراكز الصحية والمستشفيات

 

لا نطلب الكثير من حكوماتنا ، لأننا نعرف انهم يعتبرون كبار السن عالة على المجتمع ، وعبء على موازنة الدولة ، وتتمنى الحكومات الأردنية سابقها وقادمها ان لو يصحوا يوماً ولا يروا متقاعداً كبيراً في السن على قيد الحياة

 

ستكبرون ، وتمر بكم السنون ، ويمضي بكم العمر ،  وستعجزون عن الحركة ، وتتمنون لو قدمتم كما تقدم تركيا لكبار السن فيها ، حتى تكون تلك الخدمات موجودة وتصل اليكم وتشعرون بقيمتها ومدى الحاجة اليها

 

شكراً أردوغان على ما تقدمه لبلدك عامة ، ولكبار السن خاصة . فهذا يعتبر إنجازاً وطنياً وإنسانياً يُسجل لك ، ولك كل الإحترام . ويصعب عليّ حتى ان أطلب من رؤساء حكوماتنا الإقتداء بك ، لان ذلك ليس مستبعداً فقط ، بل يعتبر من الشطط في التفكير . ولنا الله الذي لا يُستجدى سواه .