جيش الاحتلال يضلل العالم ويعلق الأعمال العسكرية بمناطق محددة بغزة


في اليوم
الـ659 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال، اليوم الأحد،
تعليقًا "تكتيكيًا محليًا" للعمليات العسكرية اليومية في مناطق المواصي
ودير البلح ومدينة غزة، وذلك من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً،
"بناءً على توجيهات المستوى السياسي"، على حدّ تعبيره. وأوضح الجيش
الإسرائيلي، في بيان، أن الخطوة تأتي في إطار ما وصفه بـ"الجهود الإنسانية
لتوسيع إدخال المساعدات"، ولفت إلى أن القرار "جرى تنسيقه مع الأمم
المتحدة والمنظمات الدولية"، وسيشمل كذلك "ممرات مؤمّنة بشكل
مستدام" من السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلًا، بهدف تمكين قوافل الإغاثة
من التحرك الآمن داخل قطاع غزة.
يأتي ذلك بينما تتصاعد
التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية، لا سيّما بعد اعتداء قوات
الاحتلال، فجر اليوم، على سفينة "حنظلة" في المياه الدولية خلال توجهها
لكسر الحصار عن غزة، في خطوة أثارت تنديدًا واسعًا ووصفت بأنها "جريمة إرهاب
وقرصنة"، كما اعتبرتها حركة "حماس" "تحدٍّ سافر للإرادة
الإنسانية".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة
الفلسطينية في قطاع غزة، مساء السبت، تسجيل 5 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء
التغذية خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 127 حالة، من بينهم 85 طفلًا؛
وسط تحذيرات من أن استمرار منع دخول المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع
المنكوب. وتحذّر منظمات أممية ومؤسسات إغاثية من أن المنظومة الصحية في القطاع على
شفا الانهيار، مع تصاعد مخاوف من وقوع وفيات جماعية بين الأطفال نتيجة سوء التغذية
والأمراض، في ظل انعدام المياه الصالحة للشرب والدواء والرعاية الصحية.
وشدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق
الإنسان على أن "إنزال المساعدات عبر الجو حلقة إضافية في إذلال
الفلسطينيين"، وأضاف أن هذا الأسلوب "يحمل مخاطر حقيقية على أرواح
المدنيين المتكدسين في مساحة تقل عن 15% من القطاع"، وانتقد المرصد إعلان
الجيش الإسرائيلي عن نيّته استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فوق قطاع غزة،
معتبرًا أن ذلك لا يلغي مسؤوليته المباشرة عن حصار القطاع وتجويع السكان، بل
يُستخدم كأداة سياسية لإدارة المجاعة، لا لمعالجتها.