الأردن صوت الحق الذي لا ينكسر وأرض خيرها ممتدا وظلها وارفا


.
الدكتور أيمن أبو هنية
هنا على ثرى الكرامة الخالدة وأرثها العظيم وعلى أرض
بلغت من المجد ذروته والسؤدد غايته، ولا يزال خيرها ممتداً وظلها وارفاً وسط
جبال العز وقلوب الرجال يقف الأردن كالسيف المسلول في وجه الباطل وكالصخر في وجه
الريح
هنا وطنٌ لا يعرف التلون ولا يساوم على الحق ولا يبيع مواقفه
في سوق المزايدات والشعارات الرنانة هجمات وفبركات إعلامية وأخبار زائفة ومضللة
وحسابات وهمية
مأجورة تتكاثر كالسراب
تصرخ بالأكاذيب وتفترش الزيف وتغزل حبال الفتنة… لكن الأردن أكبر من كل افتراء
وزور وبهتان.
هذا الوطن الذي حمل فلسطين في قلبه كما تحمل الأم طفلها لا
ينتظر من أحد تصفيقًا أو شهادة أو كلمات شكر لأن التاريخ نفسه ناطق باسمه والشهداء
شهوده ومن فتكت أجسادهم المجاعة واغاثتهم المساعدات الاردتية جنوده ومن بترت
أطارفهم في حرب ظالمة لا يوجد للرحمة لها عنوان وضعت لهم شواهد من أطباء اردنيون جازفوا
بارواحهم كما الكثير من اخواننا في الجيش العربي من الطياريين والسائقين الذين
واصلوا النهار بالليل لإيصال المساعدات لأشقائهم في غزة العزة والكرامة
والصمود عملوا إناء الليل وأطراف النهار لنصرة أهلهم هناك.
إننا الأردنيين السدّ المنيع و الفجر الذي لا يُطفأ و
السواعد التي إذا اشتدت ارتجف الباطل.
أما ملكنا الهاشمي فهو صوت الحق الذي يعلو فوق الضجيج وهو
راية الكرامة التي ترفرف عاليًا لا تنحني إلا لله ولا تلتفت لأي ناقم يجوب
العالم ليلا نهارا للدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق ووقف العدوان الإسرائيلي
الغاشم على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية هناك.
فليصرخوا ما شاءوا وليكتبوا ما أرادوا… الأردن لا تهزه
الكلمات ولا تضعف عزيمته العواصف لأن في كل بيت أردني قلبًا نابضًا بفلسطين وفي كل
روح أردنية قسمًا بأن يبقى الحق على حقه.
هذا هو الأردن… إذا مشى تبعته القلوب وإذا تكلم أصغت الأرض له
وإذا تعهّد أوفى وليعلم كل من حاول النيل من أن هذا البلد وُلد من رحم الكبرياء
وأنه سيبقى شامخًا عصيًّا على الانكسار ما دام في عروقه دم أردني واحد
فسيبقى الأردن بأهله وعشائره وبواديه وريفه ومدنه ومخيماته
نسيجًا واحدًا من العزّ والوفاء تتعانق فيه القلوب كما تتعانق جباله مع سهوله
وتلتقي فيه الأصالة مع الإباء. في كل شبر منه حكاية بطولة وفي كل بيت عهد لا ينكسر
وحبٌ لفلسطين لا تضعفه الأيام ودفاعٌ عنها كما يدافع المرء عن بيته وأهله دمًا
وعرقًا وموقفًا.
وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القائد الهاشمي الذي
يحمل الأردن وفلسطين في قلبه وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله يجسدان
العزم المتجدد والنهج الثابت على الحق. فالهاشميون الأحرار هم الجذر الراسخ لهذا
الوطن ضاربون في عمق التاريخ ظلهم الوارف يحمي الحاضر ويصون المستقبل ويدهم ممدودة
لإغاثة الأشقاء ونصرة المظلوم.
سلامٌ على الأردن الذي إذا ذُكر الحق كان اسمه حاضرًا وإذا
نادى المجد لبّى وإذا استغاثت فلسطين كان أول الواصلين
فأرفع رأسك فوق أنت أردني حر وسيبقى الأردن دوما كالجبال
الراسخة التي تتحطم عليها على محاولات النيل والعبث بأمنه واستقرارة وتشويه مواقفه
الثابته والتاريخية ليكون قاعدة الانطلاق لنصرة القضايا العربية والإسلامية.
حفظ الله الأردن وطنا عزيزا آمنا مطمئنا مستقرا نهضويا بقيادة
عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه
وولي عهده الأمين.
·
رئيس كتلة حزب عزم النيابية