إلى أين أيُّها الغالي.....


بقلم / سوسن
الحلبي
ومضيت أحمٍلهُ بين يديّ
وأرتجف...
يعتصرني الوجع وتُضنيني
الهموم...
سِرتُ والآلام تفتك بي...
وقد خارت من جزعي كلّ
قواي...
وامتلأت عيناي بالدّموع...
مترنحةٌ باليأس...
لا أُدرك خطاي...
سِرتُ وقلبي ينزفّ
دمًا،
بجانب قلبه...
واحترتُ في دربي...
فإلى أين أذهب به؟
وهل ستنقلني قدماي نحو
مثواه؟
كم وددت احتضانه بلا
نهاية...
أو أن تنتهي بغيابه آخر
سطور الحياة...
فلا أُعاود المسير...
إلاّ في طريقٍ نمضيه
معًا...
يُمسك ذيل ثوبي المنسدل
بيداه...
ليتهُ يعود ويناديني:
يا أمّاه!!
ويُسمعني بعضًا من
كلماتٍ اعتدتها...
فهل جفَّ حقًا في ثغره
كلّ الكلام؟
وهل كُتبَ لعمري أن
يمضي من دونك؟
فإلى أين أيُّها
الغالي؟
ألم يتبق لديك إلاّ
الرحيل، ولا شيئًا سواه؟!
تعبتُ...
ولم تعد قدماي تحملني...
ولم تعد الدنيا تسعني...
ولم يعد للأمل في روحي
مكان...
ضاقت بي الدُّنيا...
بعد أن كانت بالكاد
تتسع لي...
وطفا على شاطئها ضيمٌ
وبعض الذكريات...
ولم يتبقَّ لديّ سوى
سراب...
بعد أن غادرني أعزّ
الأحباب...
ودِّعتُك يا حبيبي في
الأرض مُرغمةً...
وأعلم أن في السماء لا
بُدّ لنا لقاء...
فامضِ بسلامٍ حيث سِرتَ
ولا تلتفت...
فستنتهي خطاي مهما طالت
بي الحياة...
لأعود وألتقيك كما
أشتهي...
وأعانق دفء قلبك في
العلياء...