شريط الأخبار
هل يصلح النظام للعاصمة: نحو رؤية متكاملة لتركيب الكاميرات في طرق عمّان (1 - 2) ترامب يعلن انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات "أبراهام" التطبيعية مع اسرائيل ملاحظات على الطبعة 19 (2025) لاصدارات "مكتبة الأسرة الأردنية" مسؤولون امريكيون: كازاخستان ستعلن اليوم الانضمام رسميا لاتفاقيات ابراهام عاجل. ويتكوف: الاعلان الليلة عن دولة جديدة ستنضم لاتفاقات إبراهيم استكمالاً للزيارة الملكية للكرك العيسوي يلتقي 200 شخصية من أبناء وبنات المحافظة الاحتلال يصعد ويشن سلسلة غارات على جنوب لبنان رويترز: واشنطن تستعد لتأسيس قاعدة عسكرية جوية في دمشق واشنطن تطرح رسمياً مشروع قرار بشأن غزة على مجلس الأمن الدولي فتح باب استيراد زيت الزيتون من الاحد.. وتوقع خفض اسعاره قانون "التأمين" يسري على جميع العقود أيا كانت حالة الشركة الملك يبدأ زيارة إلى اليابان السبت في مستهل جولة عمل آسيوية “حزب الله” يُحذر من استدراج لبنان وإيقاعه في فخ “التفاوض السياسي” مع إسرائيل ويؤكد حقه في مقاومة الاحتلال أكسيوس": واشنطن تتواصل مع السلطة الفلسطينية حول مرحلة ما بعد الحرب في غزة الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائر مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية يلوح بتصعيد عسكري بوجه إيران راي اقتصاي: تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الموازنة العامة لعام 2026 الحكومة تقر مشروع قانون الموازنة العامة تمهيدًا لإرساله لمجلس الأمة "المستقلة للانتخاب": تلقينا مئات الاستقالات الحزبية "صحتنا حق" تؤكد تجاوب وزير الصحة ولجنة صحة الأعيان لشكوى نقص ادوية للسرطان

لا تودِّعوها أبدًا...

لا تودِّعوها أبدًا...


 

بقلم / سوسن الحلبي

 

 

في أوج التهديدات التي لم تتوقف... رفض أحمد طافش، البطل الكفيف، أن يترك أرضه وداره... ضاربًا بكل مزاعم عدوهِ عرض الحائط... لم يستطع أحمد أن يودع طفولته وذكرياته... فقد كان قلبه متعلقًا بذاك الثرى... ببقايا الأبنية المهدَّمة في حيّه العتيق...

 

خرج يمشي بين البيوت ببصيرةٍ تفوق ما يراه الملايين... يناشدُ: يا أهلي وصحبتي لا ترحلوا... لا تودِّعوا ما بقي لكم من أحلام...

هنا ولدتم... وعلى هذه الأرض، كبرتم وتربيتم... وفيها، لا بُدِّ تُدفنوا...

 

احتضنوا البيوت بكلّ ما في صدوركم من قوةٍ وحنين... فلا أحد يستطيع إيقاف تلك العاطفة المتدفقة في عروقكم...

 

واعلموا، كما أعلم جيدًا، أني إن خرجتُ... فلن أحظى بالعودة إلى دياري من جديد... مَثَلي كمَثل سائر من مضوا في الطريق قبلنا... ليس الآن فحسب... بل منذ عشرات السنين...

 

لكن، إذا ما بقيتُ ها هنا... واستشهدتُ على ترابها... فستختلط دمائي وعظامي بثرى هذه الأرض، التي لم أنفكُّ أُحبّها يومًا... وسأكون رفيقًا لكلّ من نال شرف الشهادة عليها، إلى يوم يُبعثون...

 

اقصفونا بالقذائف... دمرونا بتلك الصواريخ... أطلقوا صوبنا كلّ ما في جُعبكم من أسلحة... فلربما استطعتم تدمير كلّ ما نما على هذه الأرض... أما الجذور، فستبقى راسخةً في التراب... وستعود لتنبت من جديد، مهما طال عليها الزمان...

 

فذروني أبقى بين أزقّتها... وارحلوا إن كنتم فاعلين... فأنا لم أُخلق لأُفارقها... في الموت كان أو في الحياة...

 

لم يتأنَّ العدو في إجرامهِ، كدأبهِ منذ بدء الاحتلال... فضرب الحيّ بكلِّ ما أُوتي من ظلم... ليُدمِّر كلّ ما فيه... ويُنهي حكاية رجالٍ تشبَّثوا بالحقِّ حتى النهاية... تاركًا أصداء صوتهم تُسافر في المكان... تُنادي أجيالًا تجيب نداءهم بعد حين...

 

أمَّا اليوم، فقد غاب أحمد... غاب مع كلّ البيوت التي اندثرت تحت الرمال... مع كلّ الحنين لأرضٍ ودَّعت كلّ من رحلوا عنها، بدمعهم مُصطلين... ولم يبق فيها بعد الوداع، إلاّ ذاك الشابّ الذي أحبّها بشغفٍ... رغم أنّه لم يُبصرها يومًا بعينيه... لكنّه رآها بقلبه أكثر من كلّ الذين رأوها... جنةً تشبهُ مأواه الأخير