شريط الأخبار
الاردن يدين العدوان الاسرائيلي على قطر قيادات حماس بالخارج تنجوا من قصف اسرائيلي لمقر اجتماعهم بقطر الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء حظر النشر في قضية "فارس الحباشنة" اسرائيل تواصل استباحة سوريا.. وقصف جديد على حمص واللاذقية حريق بسفينة رئيسية.. هل تسابق اسرائيل الزمن لعرقلة اسطول الصمود لكسر حصار عزة؟ الجغبير: تعديل أسس إيصال الكهرباء على حساب فلس الريف يدعم الصناعة الوطنية جيش الاحتلال يصعد قصفه الوحشي و"يأمر" أهل مدينة غزة بالهجرة مناورة جديدة صعبة التحقيق.. إسرائيل تعلن قبول مقترح ترامب..وحماس والوسطاء يخشون "أفخاخه" الأمانة: الأبنية القديمة غير ملزمة بوضع سارية للعلم الملك يزور مطار الملكة علياء ويطلق مشروعين جديدين رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا تربويا من مديرية التربية والتعليم المزار الشمالي ولي العهد يوجه إلى بحث استخدام التكنولوجيا لمعالجة الازدحامات المرورية العراق يثبت اردنيا حكما قضائيا ضد متهم أردني باختلاس أرصدة لهيئة الأوراق المالية ترامب يطرح صفقة جديدة لوقف عدوان غزة.. حماس جاهزة للتفاوض.. وهذه تفاصيل المقترح لقاء مرتقب وزير الخارجية السوري ووزير اسرائيلي: الاحتلال يريد جنوبا سوريا خاليا من جيش الجولاني والاسلحة الثقيلة اعلام اسرائيلي: حدث أمني صعب.. مقتل 4 جنود بانفجار عبوة بدبابة وإطلاق نار شمال غزة قراءة برلمانية لاداء المالية العامة للنصف الأول 2025 مرضى السرطان .. ينتظرون!! الحوثيون يواصلون دك الاحتلال الاسرائيلي بالصواريخ والمسيرات.. واصابة مباشرة لمطار رامون

لا تودِّعوها أبدًا...

لا تودِّعوها أبدًا...


 

بقلم / سوسن الحلبي

 

 

في أوج التهديدات التي لم تتوقف... رفض أحمد طافش، البطل الكفيف، أن يترك أرضه وداره... ضاربًا بكل مزاعم عدوهِ عرض الحائط... لم يستطع أحمد أن يودع طفولته وذكرياته... فقد كان قلبه متعلقًا بذاك الثرى... ببقايا الأبنية المهدَّمة في حيّه العتيق...

 

خرج يمشي بين البيوت ببصيرةٍ تفوق ما يراه الملايين... يناشدُ: يا أهلي وصحبتي لا ترحلوا... لا تودِّعوا ما بقي لكم من أحلام...

هنا ولدتم... وعلى هذه الأرض، كبرتم وتربيتم... وفيها، لا بُدِّ تُدفنوا...

 

احتضنوا البيوت بكلّ ما في صدوركم من قوةٍ وحنين... فلا أحد يستطيع إيقاف تلك العاطفة المتدفقة في عروقكم...

 

واعلموا، كما أعلم جيدًا، أني إن خرجتُ... فلن أحظى بالعودة إلى دياري من جديد... مَثَلي كمَثل سائر من مضوا في الطريق قبلنا... ليس الآن فحسب... بل منذ عشرات السنين...

 

لكن، إذا ما بقيتُ ها هنا... واستشهدتُ على ترابها... فستختلط دمائي وعظامي بثرى هذه الأرض، التي لم أنفكُّ أُحبّها يومًا... وسأكون رفيقًا لكلّ من نال شرف الشهادة عليها، إلى يوم يُبعثون...

 

اقصفونا بالقذائف... دمرونا بتلك الصواريخ... أطلقوا صوبنا كلّ ما في جُعبكم من أسلحة... فلربما استطعتم تدمير كلّ ما نما على هذه الأرض... أما الجذور، فستبقى راسخةً في التراب... وستعود لتنبت من جديد، مهما طال عليها الزمان...

 

فذروني أبقى بين أزقّتها... وارحلوا إن كنتم فاعلين... فأنا لم أُخلق لأُفارقها... في الموت كان أو في الحياة...

 

لم يتأنَّ العدو في إجرامهِ، كدأبهِ منذ بدء الاحتلال... فضرب الحيّ بكلِّ ما أُوتي من ظلم... ليُدمِّر كلّ ما فيه... ويُنهي حكاية رجالٍ تشبَّثوا بالحقِّ حتى النهاية... تاركًا أصداء صوتهم تُسافر في المكان... تُنادي أجيالًا تجيب نداءهم بعد حين...

 

أمَّا اليوم، فقد غاب أحمد... غاب مع كلّ البيوت التي اندثرت تحت الرمال... مع كلّ الحنين لأرضٍ ودَّعت كلّ من رحلوا عنها، بدمعهم مُصطلين... ولم يبق فيها بعد الوداع، إلاّ ذاك الشابّ الذي أحبّها بشغفٍ... رغم أنّه لم يُبصرها يومًا بعينيه... لكنّه رآها بقلبه أكثر من كلّ الذين رأوها... جنةً تشبهُ مأواه الأخير