ملاحظات على الطبعة 19 (2025) لاصدارات "مكتبة الأسرة الأردنية"
اختتم
اليوم الخميس الموافق 6 تشرين الثاني 2025 معرض الكتب في منتدى الفحيص الثقافي،
الذي ينظم كل سنة، بالتعاون مع وزارة الثقافة من أجل تسويق الإصدارات الجديدة من
مشروع "مكتبة الأسرة الأردنية" الذي اطلقته الوزارة عام 2007 في عهد
وزير الثقافة الأسبق المرحوم جريس سماوي.
لا
شك أن المشروع الذي يرفع شعار "القراءة للجميع" يحقق جملة من الأهداف
الوطنية والثقافية المهمة، يأتي في مقدمتها توفير الكتب للمواطن بأسعار زهيدة
بمتناول.. وعلى مدى الأعوام الثمانية عشرة الماضية وهذا العام أعادت الوزارة طباعة
العديد من الكتب القيمة سواء لمؤلفين أردنيين أو عرب او أعمال مترجمة لكتاب أجانب.
من
خلال مراقبة العناوين التي اعيدت طباعتها، يلاحظ بأن مستوى الكتب كان متفاوتا.. في
سنوات كانت الاختيارات موفقة بمعظمها، وفي سنوات أخرى كان مستوى العديد من الكتب
يتفاوت بين الجيد وما دون الجيد؛ كذلك كانت تسحب بعض الكتب بعد أن يكتشف بأنها ذات
"محتوى يخل بالآداب والأخلاق"، كما وقع مع رواية "ميرا" قبل
سنوات، وكتاب المرحوم جمال ابو حمدان السنة الماضية. (وهذا يدل على ضعف الإشراف
على الكتب مسبقا).
يلفت
الانتباه هذه السنة، اصدار العديد من كتب الأطفال الجيدة والجذابة. بالمقابل،
يلاحظ بأن اختيار بعض الكتب للكبار لم يراعي الأهداف الموضوعة لمشروع مكتبة
الأسرة.. وحتى لا نطيل، نتساءل : ما هي الحكمة والفائدة من إعادة طباعة بعض الكتب
المتخصصة والتي لن يباع منها إلا عدد محدود جدا من النسخ، ليس لأنها ليست جيدة أو
ليست قيمة، بل لأنها ذات طبيعة متخصصة.. مثلا، كتاب "بناء القصيدة في النقد
العربي القديم في ضوء النقد الحديث" للدكتور يوسف بكار؟ أو كتاب "َمعجم
أسماء الأدوات واللوازم في التراث العربي"، للأستاذ نايف النوايسة؛ أو كتاب
"المسارات العسكرية للثورة العربية الكبرى في الأرض الأردنية /دراسة ميدانية
وثائقية" ، للأستاذ بكر المجالي، أو كتاب "المرشد اللغوي للمحرر
والصحافي" للدكتور َمحمد القريوتي..بل وحتى كتاب مهم وقيم جدا، مثل كتاب
"يقظة العرب" / تاريخ حركة العرب القومية، لمؤلفه المرحوم الأستاذ جورج
انطونيوس (أشير إلى أن عدد صفحات هذا الكتاب يبلغ 650 صفحة فقط لا
غير! ). إن إعادة طباعة هذه الكتب يكلف أموالا تنفقها وزارة الثقافة، لكن من
المشكوك فيه أن يقبل على شرائها قراء من غير المتخصصين، وبالتالي فإن الكميات
المطبوعة المرتجعة سوف تكون كبيرة وسوف تظل سنوات مركونة في مخزن الكتب في وزارة
الثقافة، ولن يستفاد منها.. ألم يكن الأجدر أن تنفق الأموال نفسها على كتب أصغر
حجما وأكثر اجتذابا للجمهور كالروايات أو المجموعات القصصية لأدباء أردنيين وعرب،
أو روايات مترجمة، أو كتب حول الصراع العربي الص#هيوني الذي يزداد حدة
وخطورة، وايضا التحولات الكبرى، السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي
تجري على مستوى العالم، من أجل رفع الوعي بالجوانب المختلفة لهذا الصراع؟
نتمنى
أن تكون بعض الكتب مرتبطة بالأحداث المصيرية التي تعيشها منطقتنا وشعوبنا.. نتمنى
على وزارة الثقافة أن تعمل على إشراك الهيئات الثقافية كرابطة الكتاب الأردنيين
والجامعات ومؤسسة شومان، بل والمثقفين عموما في اختيار العناوين، من خلال الطلب
منهم اقتراح إعادة طباعة كتب في مختلف مجالات المعرفة والثقافة والادب ، وأن يتم
تعميم ذلك عليهم بوقت مبكر.. ونتمنى ان يتم اختيار الكتب وفقا لمعايير
ثقافية واضحة وشفافة، واستبعاد عوامل التنفيع والمصلحة والمحسوبية التي نأمل ان لا
تكون موجودة في عالم الثقافة في بلدنا.
مع
التقدير لجهود وزارة الثقافة، خاصة فيما يتعلق بمكتبة الأسرة الأردنية..

























