قال "المعهد الفرنسي للكتاب المقدس وعلم الآثار" (École Biblique) إن الجيش الإسرائيلي هدّد يوم الأربعاء بقصف مبنى يضم أكبر مجموعة أثرية في قطاع غزة. وخلال اليومين الأخيرين أطلق علماء الآثار عملية لإنقاذ أهم القطع المحفوظة في المستودع، لكن معظم المقتنيات لم تُنقل، ما يجعلها مهددة بالاندثار.

وأصدر  المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، بيان إخلاء خاص لعدد من المناطق في مدينة غزة، بينها مجمّع مبانٍ يحمل الرقم 787 في خرائط الجيش، بحي الرمال. في هذه المنطقة يقع مبنى من عشرة طوابق، يستخدم طابقه السفلي منذ نحو عقد كمستودع لعلماء الآثار. وبحسب مصادر في المعهد، أعطى الجيش إنذارًا محددًا بخصوص هذا المبنى ضمن حملة تدمير الأبراج السكنية في غزة الأسبوع الماضي. على بُعد 400 متر من هناك دمّر سلاح الجو برجًا آخر مخصصًا للسكن.

عقب تلقي التحذير، توجه مسؤولو المعهد إلى جهات في الحكومة الفرنسية طالبين التدخل لمنع الضربة الإسرائيلية. ووفقًا لعدة مصادر مطلعة، فإن فرنسا ومنظمة اليونسكو والبطريرك اللاتيني للقدس ساعدوا في تأجيل القصف بغية تأمين نقل المستودع. لكن عملية الإخلاء واجهت صعوبات كبيرة بسبب نقص الشاحنات في القطاع، والطرق المدمرة، ونقص مواد التغليف لحماية القطع، إضافة إلى الخشية من تضررها أثناء النقل أو تعرضها للنهب.

نُقلت المقتنيات الأثرية الأهم إلى كنيسة داخل مدينة غزة، على أمل أن يمتنع الجيش عن استهدافها هناك. وقال عالم الآثار رينيه ألتر، الذي يعمل مع المعهد، لصحيفة الغارديان: "أنقذنا جزءًا كبيرًا، لكن في عمليات الإنقاذ دائمًا نخسر أشياء ونواجه اختيارات مؤلمة". وأضاف: "كثير من القطع تحطم أو فُقد، لكن تم تصويرها أو رسمها، وبالتالي يبقى العلم محفوظًا. ربما تكون هذه الآثار الوحيدة المتبقية من تاريخ غزة الأثري – في الكتب والمقالات والمكتبات".

يُعدّ "الإيكول بيبليك" واحدًا من أقدم وأكبر المؤسسات المعنية بدراسة التاريخ الأثري لقطاع غزة، وقد تراكم في مستودعاته آلاف القطع. ووفق بيان أصدره يوم الخميس، يحتوي المستودع على نحو 180 مترًا مكعبًا من المكتشفات تعود إلى خمسة مواقع أثرية في غزة، تشمل أواني فخارية، وفسيفساء، وأدوات معدنية، وقطعًا أخرى. وفي يناير 2024 دخل الجيش الإسرائيلي إلى المستودع، وصوّر جنوده داخله، بل ودعوا نائب مدير سلطة الآثار الإسرائيلية لزيارته.