مصر تقترح قوة عربية مشتركة على غرار "الناتو" قبل قمة الدوحة


ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن القاهرة تسعى لجمع
دعم الدول العربية لمبادرة تشكيل قوة عربية مشتركة، تشبه في هيكلها
"الناتو"، لتكون قادرة على التدخل لحماية أي دولة عربية تتعرض لهجوم.
ويأتي
هذا الاقتراح المصري قبيل القمة العربية الإسلامية الطارئة المقررة في الدوحة،
وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قطر، وسط تقارير عن تراجع مستوى التنسيق
الدبلوماسي والأمني بين مصر وإسرائيل منذ بداية الحرب.
وأوضح
مسؤول مصري مطلع أن القاهرة تركز على الحصول على دعم لتنفيذ المبادرة عمليًا، على
الرغم من وجود تحديات تتعلق بتوقيت تدخل القوة وآلية تشغيلها.
وفي
هذا الإطار، تعمل مصر، عبر أذرعها العسكرية، على صياغة مقترحات لآلية عمل القوة
تتيح استخدامها عند مقتضى الضرورة، وتشكيلها بما يتناسب مع التعداد السكاني للدول
العربية وقواتها المسلحة، مع مراعاة التوازنات الإقليمية والسياسية في التشكيل،
سواء بالنسبة إلى إشراك عسكريين من دول مثل المغرب والجزائر، أو تقاسم مناصب
القيادة؛ إذ تريد القاهرة الاحتفاظ بالقيادة الأولى مقابل منح المنصب الثاني
للسعودية أو لإحدى دول الخليج، وفقاً للمسؤول.
وبينما
تقترح مصر إشراك نحو 20 ألف مقاتل من جيشها في القوة العسكرية المشتركة، فهي تسعى
إلى الاستفادة من هذا المقترح في تسريع وتيرة تطوير وتزويد جيشها بأحدث الأسلحة،
مع افتراض أن يكون قائد القوة رئيس أركان الجيش المصري، أو ضابطاً برتبة فريق (أعلى
الرتب العسكرية في الجيش المصري).
وتتواصل
المشاورات العربية بشأن هذا التشكيل، خصوصاً مع السعودية التي ستكون ثانية أكبر
القوات عدداً في القوة في حال تشكّلها.
وفي
الوقت نفسه، يتشارك الدبلوماسيون المعنيون بصياغة إطار هذه القوة، الاعتقاد بوجوب
تجنّب أن يتحوّل تشكيلها إلى إعلان حرب عربية على إسرائيل، قد تتخذ منه بعض الدول
ذريعةً للانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع تل أبيب، على حدّ قول المصدر.
وجاء
أول تعليق إسرائيلي على هذا الموضوع، من رئيس المعارضة يائير لبيد، الذي قال إن ما
تردد بشأن مقترح مصري لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية، يُمثل
"ضربة موجعة لاتفاقيات السلام".
وقال
لبيد في تغريدة على موقع إكس، إن "التقرير المتعلق بمقترح مصر إنشاء قوة
عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية يُمثل ضربةً موجعة لاتفاقيات السلام،
والتي جاءت مباشرةً بعد الضربة الموجعة لاتفاقيات إبراهيم، والتي جاءت مباشرةً بعد
تصويت الأغلبية الساحقة من الدول الحليفة لإسرائيل لصالح إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف
لبيد: "لقد زعزعت هذه الحكومة مكانتنا الدولية. مزيجٌ قاتل من اللامسؤولية
والهواة والغطرسة يُمزقنا في العالم. يجب استبدالهم قبل فوات الأوان".