شريط الأخبار
أمانة عمّان تبدأ تطبيق الخصومات الجديدة على "المسقفات" هل كان المسيح يهوديًا؟ مقاربة علمانية– تاريخية لتفكيك الادعاء العِرقي الصهيوني (دراسة تحليلية) وعود بضخ مليارات الدولارات السعودية لسورية.. وتوجه لإنشاء سكة حديد بين البلدين عبر الأردن موسم زيتون مجبول بالدم الفلسطيني والارهاب الاسرائيلي في الضفة عباس: مصر والأردن أفشلتا مخطط التهجير.. والدولة الفلسطينية ستقوم خلال خمس سنوات اعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لفتح جبهة جديدة في العراق العيسوي يرعى انطلاق مبادرة "شاشة أمل" الإنسانية للأطفال المرضى والأيتام واللاجئين مايكروسوفت: الأردن الثالث عربيا و29 عالميا في مؤشر انتشار الذكاء الاصطناعي وفاة شخصين واصابة اثنين اخرين إثر محاصرتهم داخل بئر مياه في إربد عاجل. خفض طفيف على سعر البنزين بنوعيه وتثبيت سعر الديزل والكاز زين تستضيف انطلاقة مسيرة "سيدات هارلي" لدعم مصابات السرطان من غزة عاجل. نقص خطير بأدوية السرطان بالمستشفيات الحكومية.. والمريض مطالب بشرائها من بنغلادش والهند محلل روسي: فشل لقاء ترامب وشي جين بينغ كان متوقعا.. الحرب الكبرى باتت وشيكة تسعيرة طريق العمري الحرانة: 85 قرشا للمركبات و2.5 دينار للشاحنات عاجل. الأمن يطيح بطاعن طليقته باربد الولايات المتحدة تدفع نحو خطة نهائية لتشكيل قوة أمنية دولية في غزة زيارة اردني "مزعوم" لحائط البراق بالاقصى: مديح صهيوني وتنديد شعبي اردني واسع.. وتبرؤ عائلته منه فيديو "سي إن إن": إيران تكثف اعادة بناء برنامجها للصواريخ الباليستية بدعم صيني تجار "الحرة" يحذرون من خسائرهم.. ويطالبون بتمديد مهلة التخليص على المركبات كلب ضال يعقر أبا دافع عن طفله في الزرقاء

خِطاب وزير خارجيتنا .. يُمَثِّلنا

خِطاب وزير خارجيتنا .. يُمَثِّلنا


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

في خطاب غير مسبوق بلهجته ، وحدته ، ووضوحة ، وإنتقاء مفرداته ، وتوصيفه  لأفعال لعدو ، ألقى وزير الخارجية الأردني السيد / أيمن الصفدي خطاباً أثناء جلسة مجلس الأمن ، التي تم عقدها بعد الضربة الصهيونية لدولة قطر الشقيقة . لقد كان خطاباً حاداً في لهجته ، مُعبراً في المفردات المنتقاة عن غطرسة ، وتجبُّر هذا الكيان الإحتلالي ، الإحلالي ، المتغطرس ، المُنفلت

 

بصدقٍ ، وصراحة تامة ، لم أُلقِ  بالاً ، ولا إهتماماً للخطاب في اليوم الذي أُلقي فيه . لأنني سئمت كما غيري من الأردنيين والعرب ، من إنتقاء مفردات ( ممجوجة ) مكررة ، منتقاة ، تُدلل على الضعف ، والإستسلام ، والإستكانة . تعودنا على كلمات مُرتجفة ، ضعيفة ، ركيكة ، تصطك أسنان من يُلقيها خوفاً ، وفزعاً ، ورعباً ، مُستجدياً العدو ومن وآلاه المسامحة ، والتماس العذر ، للإضطرار للحديث بتلك اللهجة لانه تمت صياغتها لتتماشى مع الشحن الشعبي ، مع أنها لا تلامس نبض الشارع مطلقاً ، ومداراة العدو فاقعة في مفرداتها

 

يسعدني ان أسرد بعض الفقرات من الخطاب للتأمل ، كما يلي :— [[ الزملاء الأعزاء ، حكومة مارقة ، ملطخة بدماء الأبرياء ، مجبولة على التطرف والكراهية ، لا تكترث بقانون دولي ، ولا ترتدع بقيمة إنسانية ، ترى نفسها فوق القانون ، وتعتمد البطش لفرض عقائدية عنصرية ، وتحقيق أهداف توسعية ، تهدد السلم والأمن في المنطقة والعالم

هذه هي حقيقة الحكومة الإسرائيلية ، التي آن للمجتمع الدولي ان يتحرك فوراً وبفاعلية للجم غطرستها ، وحماية المنطقة كلها من كارثية أفعالها

خلال الأشهر الثلاثة والعشرين الماضية قتلت اسرائيل اكثر من ( ٦٥,٠٠٠ ) فلسطيني في غزة ، وزهقت حيوات ( ٥٤٠ ) من عاملي الإغاثة الإنسانية ، و ( ٢٤٧ ) صحفياً

إستخدمت التجويع سلاحاً ، فارتقى نتيجة المجاعة التي صنعتها في غزة  ( ٤١١ ) فلسطينياً ،  بينهم ( ١٤٢ ) طفلاً .

جعلت اسرائيل غزة أرض موت للإنسان والقيم الإنسانية . صار القتل والموت مادة ترويجية لجنود الإحتلال . وبات قتل اكثر من ( ١٠٠ ) فلسطيني يومياً حدثاً عادياً لا يُتوقف عنده

ولا تترك هذه الحكومة وسيلة إلا واستخدمتها لزيادة التصعيد ، وتفجير العنف ، وتعميق الصراع ، والدفع نحو الفوضى

تستمر في الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، حيث يواجه اكثر من مليون فلسطيني في غزة المدينة الموت جوعاً ، او قتلاً ، او التهجير الى مخيمات دمرت اسرائيل حيوات  من أجبرتهم على النزوح اليها . مخيمات في أرض أحالتها اسرائيل يباباً ، لا تمتلك أدنى مقومات إدامة الحياة ، وتمنع اسرائيل عنها المساعدات الإنسانية والطبية ، وتمنع دخول الخبز والماء وحليب الأطفال

وتوسع اسرائيل مستوطناتها اللا شرعية في الضفة الغربية المحتلة ، وتحمي إرهاب المستوطنين الذين يشنون ما معدله ( ٤ ) هجمات ارهابية يومياً على الفلسطينيين ، وتصادر المزيد من الأراضي الفلسطينية ….

وفي خرق فاضح آخر للقانون الدولي ، وتصعيد خطير ، تنتهك إسرائيل سيادة دولة (( قطر )) الشقيقة . وتشن على عاصمتها الدوحة هجوماً جباناً . في تجسيد فَجّ للغدر بدولة لم تنفك تعمل بلا إنقطاع بشراكة مع مصر وامريكا للتوصل لإتفاق تبادل يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار ، وينهي المعاناة ، ويفتح الباب امام العودة للدبلوماسية لتحقيق السلام والأمن للجميع

ندين هذا العدوان الغاشم على قطر ، ويقف الأردن مع قطر بالمطلق في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها

فأمننا وأمن قطر واحد واستقرار قطر واستقرار المنطقة واحد ، ورؤيتنا مشتركة ، وخيار قطر وخيارنا واضح بيّن

تكذب الحكومة الإسرائيلية ومتطرفوها في كل ما يسوقون من مزاعم لتبرير غدرهم بقطر ، بعد كل ما بذلته من جهود لإنجاز اتفاق تبادل وإنهاء الحرب

يحمل مجلسكم الكريم مسؤولية حماية الأمن والسلم ، ويملك أدوات ذلك . إستخدموا هذه الأدوات . طبقوا القانون الدولي ، وميثاق الأمم المتحدة ، اللذين يشكلان أساس شرعيتكم

استخدموا هذه الأدوات لفرض قبول اتفاق التبادل ، لإنهاء المجاعة ، لفرض إدخال المساعدات الإنسانية ، لحماية ما تبقى من صدقية للقانون الدولي ،  والقانون الدولي الإنساني، لإعادة الإيمان بأن القيم الإنسانية والقانون الدولي وُجِدِوا ليُطبَّقوا من دون تمييز او إنتقائية ، لتأكيد ان لا حصانة لِمُعتدٍ ، وان لا دولة فوق القانون .. الخ ]] . إنتهى الإقتباس لجزءٍ من الخطاب

 

أعتبر هذا الخطاب خطاباً موفقاً ، تماشى مع نبض الشارع الأردني ، وتجاوز كافة الخطوط الحمراء التي تقيد بها وزراء الخارجية في الأردن منذ عقود طويلة . كانت لهجة الخطاب غير مسبوقة ، وتميزت لهجته بالحدة ، والشدة ، وتجاوز ، بل قفز على الحذر الزائد ، وإبتعد عن العُرف الدبلوماسي المعهود لخطابات وزراء الخارجية العرب بعامتهم ، ووزراء الخارجية الأردنيين خاصة

 

بالطبع ، وزير الخارجية لا يقدح من رأسه ، ولا من بنات افكاره ، ولا يعتبر انه تمرد وتجاوز مستوى خطابات وزراء الخارجية الأردنيين منذ سبعة عقود . بالتأكيد المطلق هو لم يقدح من رأسه ولم يتجاوز الخطوط المرسومة له والتي يستحيل عليه تجاوزها . كما انه لم يشرب حليب سباع ، ويتنطع ، ويتصدر ويلقى خطاباً بهذا التوصيف الدقيق الصحيح للعدو الصهيوني . كما انه لم يستند الى تفويض من الحكومة الأردنية مطلقاً . وزير الخارجية تم شحنه ، و( تكويكه ) ، وشرب حليب السباع بتفويض من ملك البلاد مباشرة . وكلنا يعرف ان وزير الخارجية في الأردن يرتبط بشخص الملك مباشرة ودون تدخلٍ من أي طرف رسمي آخر ، لأن ملف الشؤون الخارجية حصراً مرتبط بتوجيهات ملك البلاد شخصياً

 

أُحيي وزير خارجيتنا على دقة ، وحدة توصيفه للعدوان الصهيوني على فلسطين عامة وغزة خاصة . كما أشكره على عمق توصيفه للعدوان الصهيوني على دولة قطر الشقيقة . وهذا ليس مستغرباً من الأردن الذي لم يخذل يوماً اي قُطرٍ عربي إحتاج الى المساندة ، والمساعدة ، والدعم حتى لو بتقديم الدماء والأرواح

 

وزير خارجيتنا ، شكراً على خطابك لقد كان ( بِفِشْ الغُلّْ ) . وزير خارجيتنا ، لقد كان خطابك جماهيرياً ، شعبياً ، وطنياً ، قومياً  بإمتياز . وزير خارجيتنا لقد مَثّْلْتَنَا .