أهلا بك في بريطانيا العالم الثالث
روائية ايرلندية تمتنع عن السفر للندن لتسلم جائزة مهمة تجنبا للاعتقال لدعمها "فلسطين أكشن"
امتنعت الروائية الأيرلندية سالي روني هذا الأسبوع عن السفر إلى
بريطانيا لتسلّم جائزة أدبية خشية اعتقالها، على خلفية دعمها لمنظمة "فلسطين
أكشن" التي حُظرت في البلاد. وألغت روني جميع مشاركاتها العامة المقبلة في
بريطانيا، وقالت إنها تطلب حاليًا استشارة قانونية في مسائل قد تؤثر في توفر
أعمالها، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وفازت روني بجائزة "سكاي آرتس" للأدب عن روايتها الرابعة
"إنترمتسو"، وخلال الحفل الذي أقيم الثلاثاء، أُبلغ الحضور بأنها
"لا تستطيع أن تكون هنا"، فتسلّم الجائزة نيابةً عنها المحرر الأدبي،
أليكس بولر، من دار "فابر" للنشر. وقد تلا بولر بيانًا عن روني أوضح فيه
أنه بسبب دعمها "لاحتجاج السلمي ضد الحرب"، أُبلغت روني بأنها "لم
تعد قادرة على دخول بريطانيا بأمان من دون أن تُعتقل".
وفي آب/ أغسطس الماضي أعلنت روني أنها ستخصّص عائدات أعمالها،
ومنها "أناس عاديون" و"محادثات مع الأصدقاء"، بما في ذلك
اقتباساتهما في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، لدعم "فلسطين أكشن"، التي صُنِّفت في بريطانيا منظمةً
إرهابية قبل ذلك بشهر.
وجاء في رسالتها التي قُرئت الثلاثاء: "أنا متحمسة وممتنّة
جدًا لتلقي هذه الجائزة. أحببت كتابة "إنترمتسو"، وبالنسبة لي فإن كون
الرواية وجدت مكانًا صغيرًا في حياة قرّائها يعني العالم بأسره". وأضافت:
"ليتني كنت معكم هذا المساء لتسلّم التكريم شخصيًا. أود أن أشكركم بحرارة على
تقديركم لعملي، وأن أكرر إيماني بكرامة وجمال كل حياة بشرية، وتضامني مع الشعب
الفلسطيني".
وقال المحامي والكاتب صدقات كادري (Sadakat Kadri) لصحيفة
"الغارديان" الشهر الماضي إن "تقديم المال بقصد استخدامه لدعم
الإرهاب يُعد جريمة بموجب المادة 15 من قانون عام 2000"، وبالتالي فإن روني
قد تُعتقل من دون مذكرة باعتبارها "إرهابية". وأشار إلى أن احتمال
مقاضاتها إذا عبّرت عن آرائها، مثلًا في مهرجان أدبي ببريطانيا، يبرز "انعدام
التناسب المطلق" في الحظر.
وفي تصريح لـ"الغارديان" قالت روني: "تبيّن لي أنني
لن أستطيع زيارة بريطانيا من دون المخاطرة بالاعتقال. وللأسف، يعني ذلك أنني
اضطررت إلى إلغاء كل مشاركاتي العامة المقبلة في بريطانيا. ورغم أنني كنت سأكون
سعيدة بتلقي التكريم شخصيًا، فإن هذه نتيجة بعيدة كل البعد عن أشد تبعات حظر
مجموعة احتجاج سلمية. لقد جرى اعتقال متظاهرين سلميين بأعداد غير مسبوقة، ولا تزال
التداعيات على الحياة الفنية والثقافية في بدايتها فقط. وبما أن لجنة التحقيق
التابعة للأمم المتحدة تقر بأن إسرائيل ارتكبت وما زالت ترتكب إبادة جماعية، فلا
شيء أشجع أو أهم من عمل مجموعة "فلسطين أكشن". أقل ما يمكنني فعله هو أن
أوضح أنني أدعمهم وسأواصل ذلك بغضّ النظر عن العواقب".

























