اعلام صهيوني: أزمة سياسيّة تقرّب إسرائيل من الانتخابات بعد قبول نتنياهو خطة ترامب


تقول
تحليلات إسرائيلية إن قبول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بخطة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، تقرّب الحلبة السياسية من أزمة قد تفضي إلى انتخابات وشيكة. وكتب يوسي
فيرتر في "هآرتس": "يُنظر إلى قبول نتنياهو بهذه البنود على أنه
تراجع كبير عن مواقفه السابقة التي اعتبرها "خطوطًا حمراء". الأمر يهدد
بتفجير حكومته اليمينية، إذ من غير المرجّح أن يقبل وزيرا المالية والأمن القومي،
بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بانسحاب شبه كامل من غزة أو بفتح طريق نحو دولة
فلسطينية.
ويرى مراقبون أن تفكك الائتلاف والذهاب إلى انتخابات مبكرة مطلع
2026 احتمال واقعي".
وكتب: "من المتوقع أن يعود نتنياهو وزوجته اليوم إلى إسرائيل،
حيث سيواجهان جلسة حكومية صعبة، ستبحث تعيين دافيد زيني رئيسًا لجهاز الشاباك.
وخلال زيارتهما لنيويورك، امتنع الزوجان عن لقاء عائلات الأسرى رغم مطالب متكررة،
ما أثار موجة غضب. وقد ظهر التجاهل جليًا حتى خلال زيارة سارة نتنياهو لقبر
الحاخام من لوبافيتش، حين تجاهلت عائلات طالبتها بكلمة.
ويرى مراقبون أنّ المبادرة الأمريكية وضعت نتنياهو أمام لحظة
حاسمة: إمّا المضيّ قدمًا نحو اتفاق شامل يوقف الحرب ويعيد الأسرى، أو مواجهة
انهيار ائتلافه السياسي، مع ما يحمله ذلك من تبعات شخصية وسياسية".
ورأت موران أزولاي في "واينت" أنه "في أعقاب عرض
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرته، عقدت الليلة الماضية مشاورات حامية في جناح
اليمين المتشدد في الحكومة، بقيادة رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية
بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب "عوتسما يهوديت" ووزير الأمن الداخلي
إيتمار بن غفير، بهدف دراسة تفاصيل الخطة وصياغة الموقف العلني الذي لا يزال
يتبلور في الغرف المغلقة".
وكتبت: "أمس كانت مقررة مكالمة بين رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو وسموتريتش، الذي طالع الخطة وطلب توضيحات، كما أجرت قيادة "عوتسما
يهوديت" اجتماعات داخلية حول الرد المحتمل. وقالت مصادر في الحزبين إن
"الكلام المعسول" في صياغة الخطة لا يخفي أنها تتحدث، بصيغ مهذبة، عن
دولة فلسطينية في الأفق، سواء بوصفها 'مسار تعايش' أو كحق في 'تقرير المصير'.
وأضافت مصادر رفيعة: "من الواضح أننا لا نستطيع العيش مع هذا، لا سيّما إذا
تجسّد بشكل رسمي".
ونقلت عن مصدر كبير في الليكود وصفه ذكر "مسار التعايش بأنه
مصطلح مُعقّم لوجود دولتين في الأفق. وأشار إلى أنّ إشراك السلطة الفلسطينية في
إدارة غزة بعد سلسلة إصلاحات، قد يطيح بدعم بن غفير وسموتريتش، لكنه شكّك في ما إن
كان هذا يهم نتنياهو الآن.
حتى اللحظة، يظل الصمت سائداً لدى أقسى شركاء نتنياهو، بينما
تتصاعد الأصوات الداعمة للخطة داخل الليكود الذي يصفها بـ"الانتصار
المطلق"، في مواقف داعمة على لسان بعض الوزراء. فوزير الاتصالات شلومو كارعي
انتقدها بشعار "سلام من خلال القوة- استسلموا أو اهلكوا!" وصرح أنه
"لن تقوم دولة فلسطينية في أرض آبائنا". بالمقابل، امتدح وزير التعليم
يوآف كيش الخطة باعتبارها "تؤدي لتحقيق أهداف الحرب"، وشكر نتنياهو
وترامب على "التقدم المهم".