شريط الأخبار
استشاري صدرية يتوقع انتشارا غير معتاد للفيروسات.. والذروة لم تأتِ بعد أجواء معتدلة حتى الثلاثاء.. ثم انقلاب ودخول عدم الاستقرار وتوقع امطار ضغوط لاقالة قائد الجيش.. تصريحات خطيرة لمسؤول أميركيّ عن لبنان بوتين وزيلينسكي يرحبان بحذر بخطة ترامب.. والتسوية المقترحة تصب بصالح روسيا الحملة الأردنية الإغاثية توزع وجبات أرز ولحم على النازحين جنوب غزة "ذا ناشونال إنترست": هيمنة "إسرائيل" المحدودة تصاعد اعتداءات عصابات المستوطنين الإرهابية في الضفة نتنياهو بعد اقتحامه جنوب سوريا: سنحمي مصالحنا ومن مصلحة دمشق الاتفاق معنا الجمعة: أجواء معتدلة والحرارة أعلى من معدلاتها بـ6 درجات الحملة الأردنية تتفقد 600 أسرة في غزة ضمن استجابتها العاجلة ببطانيات شتوية* ترامب يضحي بكييف لمصالحه: أبرز بنود مسودة الخطة الأميركية للسلام في أوكرانيا وفد رجال أعمال دمشقي يزور عمّان مطلع الشهر المقبل مجتمع نازي: 80% من اليهود الإسرائيليين يعارضون قيام دولة فلسطينية امبريالية الحشيش والإرهاب والجاسوسية "الفلسطينزم": خريطة وعي فلسطيني جديد . ولي العهد: ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجاهزية القتالية لمكافحة الإرهاب البحري الاستفادة من المعجزة الاقتصادية الفيتنامية: كيف يمكن للأردن أن يستفيد من مسار فيتنام في التعافي والوحدة والنمو وجذب الاستثمارات (توتال) الفرنسية تبيع شركتها في الأردن لـ (فيفو) الهولندية المؤتمر الدولي الخامس لجراحة السمنة يناقش دور الروبوتات والذكاء الاصطناعي في الجراحة اعلان أسماء الفائزين بجائزة غرفة تجارة عمان للبحوث الاقتصادية

تحليل إسرائيلي: بعد خطته لغزة.. هل يسعى ترامب نحو مشروع إقليمي شامل يقلّص النفوذ الإسرائيلي ويعزّز الدور العربي

تحليل إسرائيلي: بعد خطته لغزة.. هل يسعى ترامب نحو مشروع إقليمي شامل يقلّص النفوذ الإسرائيلي ويعزّز الدور العربي


 

 

في تحليل موسّع نشره محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسيفي برئيل، يرى الكاتب أن وقف إطلاق النار في غزة لم يدخل بعد حيّز التنفيذ رسميًا، وأن ما يُسمّى "خطة ترامب" لا تقتصر على صفقة تبادل الأسرى، بل تمهّد لتحوّل إقليمي واسع يجعل من الصفقة مجرد دفعة أولى في مشروع سياسي شامل يعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.

 ووفق برئيل، أحدث ترامب تحوّلًا جذريًا حين تبنّى مواقف الدول العربية الرئيسية مثل السعودية وقطر ومصر، مانحًا إياها مكانة تفاوضية تفوقت على مكانة إسرائيل، ومقلّصًا من نفوذها السياسي الذي طالما احتكر العلاقة مع البيت الأبيض.

يكتب برئيل أن الهدنة لم تُفعَّل بعد رسميًا، وأن المخطط الرامي إلى استعادة جميع الأسرى، والجدول الزمني الدقيق لتنفيذه، والترتيبات التقنية اللازمة لتطبيق المرحلة الأولى منه، ما تزال تتطلّب جولات مفاوضات إضافية "يصعب التنبؤ بمسارها المليء بالألغام". أما المرحلة المركزية في الخطة — وهي نقل السيطرة على غزة إلى هيئة إدارة خارجية قد تستند إلى قوة دولية متعددة الجنسيات — فلا تزال مجرد مسودة أولية على طاولة التخطيط، تحتاج إلى توافقات معقّدة وكثيرة قبل أن تتحول إلى خطة قابلة للتنفيذ.

ويضيف أن ما يميّز هذه الخطة عن المفاوضات السابقة خلال الحرب هو أن صفقة الأسرى لم تعد الهدف النهائي، بل أصبحت الخطوة الافتتاحية في مشروع شرق أوسطي شامل يسعى ترامب إلى بنائه، في محاولة لتسجيل إنجاز تاريخي يتوّجه بجائزة نوبل للسلام.

قبل أن يتضح ما إذا كانت هذه الخطة ستتحول إلى "سمفونية متناغمة"، يرى برئيل أن ترامب أحدث بالفعل تغييرات جيوسياسية عميقة. فبتبنّيه مواقف الدول العربية المركزية — السعودية وقطر ومصر — منحها مكانة تفاوضية جديدة طغت تدريجيًا على مكانة إسرائيل. ويشير إلى أن الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية فقدت الأولوية لصالح المصالح العربية، وأن ترامب بدأ يفسّر إصرار إسرائيل على استمرار الحرب باعتباره دافعًا سياسيًا داخليًا لا يهمّ الإدارة الأميركية.

وبلغت هذه النقلة، بحسب برئيل، ذروتها حين أمر ترامب إسرائيل بوقف القصف في غزة على الفور، بعد ساعات قليلة من تهديده حماس بـ"فتح أبواب الجحيم". هذه الخطوة — التي فاجأت إسرائيل وحماس والدول العربية على حد سواء — أزالت أحد أكثر العقبات تعقيدًا في طريق المفاوضات، وهو مطلب حماس بالحصول على ضمانات أميركية. فبدل أن يصيغ ترامب وثيقة ضمان أو يقدّم وعودًا لفظية بإنهاء الحرب، أنهى الحرب بنفسه، وبذلك جعل الضمانات غير ضرورية.

ولا يزال من غير الواضح، وفق التحليل، ما إذا كان القرار الأميركي بوقف إطلاق النار قد تم بالتنسيق المسبق مع الزعماء العرب ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان — الذي ازدادت مشاركته في مراحل التفاوض الأخيرة وادّعى لنفسه الفضل في القرار — لكن نتائجه السياسية باتت ملموسة وتمتدّ إلى ما وراء حدود غزة.

ويبيّن برئيل أن مصفوفة الضغوط السياسية التي استُخدمت لإنجاز صفقة الأسرى كانت حتى الآن غير متوازنة: إذ مارست الدول الوسيطة، وعلى رأسها مصر وقطر، ضغوطًا مكثّفة على حماس، بينما تمتعت إسرائيل بدعم أميركي ثابت تبنّى سرديتها بأن الضغط العسكري وحده سيؤدي إلى تحرير الأسرى.

لكن التطورات الأخيرة — وعلى رأسها اعتراف واسع بالدولة الفلسطينية، وقيام "رابط المال الكبير" بين ترامب والدول العربية عبر التزامات استثمارية بمليارات الدولارات، فضلًا عن الصدمة العالمية من حجم الدمار في غزة — كلها قوّضت الاستراتيجية الأميركية التقليدية التي منحت إسرائيل الأفضلية السياسية والمفتاح الحصري للبيت الأبيض.

من هذا الواقع، برز — وفق برئيل — "تكتل عربي جديد" قادر على منافسة إسرائيل في التأثير على البيت الأبيض، وحائز على مكانة فاعل رئيسي في صياغة السياسات الإقليمية. ويشير إلى أن هذا التكتل لم يظهر فجأة، بل تعزّز منذ دخول ترامب إلى البيت الأبيض، إذ كان هو من منح شرعية سريعة للرئيس السوري أحمد الشرع، وأقنع ترامب برفع العقوبات عن دمشق، وساهم في إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران.

ويضيف برئيل أن الضغط العربي لم يُجهض فقط مشروع "ريفييرا غزة"، بل أدّى أيضًا إلى تصريح ترامب الحاسم بأنه لن يسمح لإسرائيل بضمّ الضفة الغربية، واضعًا بذلك حدود نفوذها — تمامًا كما يسعى الآن إلى فعل ذلك في غزة.

يخلص تسيفي برئيل إلى أن خطة ترامب، رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولية، تمثّل بداية إعادة هندسة للنظام الإقليمي، حيث تخسر إسرائيل احتكارها التاريخي للعلاقة مع واشنطن، بينما تكتسب الدول العربية موقع اللاعب الرئيسي في تحديد مستقبل غزة والمنطقة بأكملها.