طارق خوري يرثي والده: في الذكرى الثامنة لرحيل أبي سامي حنّا خوري


ثماني سنوات مرّت وما زال حضوره بيننا أقوى من الغياب.
رحل جسدًا وبقي أثره في كل من عرفه: في قيمه، في كلماته، في
مواقفه التي لم تعرف المساومة على الحقّ ولا الانحناء أمام الباطل.
كان أبًا يُعلّم أبناءه أنّ وقفات العزّ ليست شعارًا بل
سلوكًا يوميًّا، وأنّ خدمة الأمّة والوطن أسمى أشكال الوفاء.
وكان رفيقًا وأمينًا يزرع الثقة حيث مرّ، ويترك بصمة عزّ في
كلّ من التقى به.
وكان دائمًا ينشد نشيد "أنا يا أخي آمنتُ بالشعبِ المضَيَّعِ
والمكبَّلِ وحملتُ رشّاشي”، ويتغنّى بالعمل الفدائي الذي مارسه في شبابه، واليوم
تُثبت الأحداث أنّ المقاومة وحمل الرشاش في وجه العدوّ والعمل الفدائي هي الحلّ،
كما كنتَ تقول لنا.
في هذا اليوم نحيّي ذكراه لا بالبكاء على المُنتقَل، بل
بتجديد العهد أن تبقى القيم التي عاش لها باقية فينا: الصدق، الجرأة، الكرامة،
ووفاء المرء لفكره وأمّته.
سلامٌ لذكراه التي علّمتنا أنّ الرجال يُعرفون بثباتهم على
المبدأ وبقدرتهم على أن يظلّوا أوفياء حتى اللحظة الأخيرة.
إنّ فينا حياةً لا تُقهر بالموت، لأنّها حياةٌ للأمّة والحقّ
والواجب.
ذكراك باقية فينا حيّة، تُلهمنا أن نتابع الدرب الذي آمنتَ به
وعشتَ له.
د. طـارق سـامي خـوري