شريط الأخبار
المؤتمر الوطني الثاني للأمن الدوائي يوصي بإنشاء مصنع للمواد الخام ومنصة وطنية للبيانات الصحية أمانة عمان تتيح الاعتراض على أخطاء مخالفات السير "العمل" و"تجارة الاردن": تفاهم يسمح باستقدام عمالة اجنبية للقطاع التجاري مقابل تشغيل أردنيين ما الذي يطبخ لسورية: قاعدة امريكية قرب دمشق ومنطقة حكم ذاتي درزية… وأخرى منزوعة السلاح حول الجولان للمرة الثالثة على التوالي.. اغلاق معصرة زيتون باربد تغش بمنتجاتها عشرات عمال "العطارات" يعتصمون احتجاجا على فصلهم واستبدالهم بعمالة هندية الملك يبحث في طوكيو تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الأردن واليابان الملك يلتقي رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) استقالة مدير عام "بي بي سي" ورئيسة الأخبار لاتهامها بانحياز "منهجي وخطير" وثائق داخلية تكشف: "ميتا" حققت 16 مليار دولار من إعلانات تروّج للاحتيال ومنتجات محظورة فريق الوحدات يتأهل لربع النهائي ببطولة كأس الأردن مذكرة تفاهم تهدف إلى تقديم تسهيلات لترخيص الأبنية القائمة في المحافظات خلال لقائه وفدًا من كلية دي لاسال الفرير "اتحرك": نمو فرص العمل الصناعية يؤكد أثر المقاطعة الإيجابي بدعم الإقتصاد الوطني شاب يعتدي على خطيبته بجرح قطعي بالرس داخل محكمة غرب عمان مطالب موظفي "أمنية" تصل لمرحلة النزاع العمالي.. ووزارة العمل تشكل مجلس توفيقي 16 طالبا ومعلما يصابون باستنشاق غاز الامونيا بمدرسة خاصة الشرع يلعب "السلة" مع أعداء "الأمس" بواشنطن.. واسرائيل "تلعب" باختراق جديد قريبا من دمشق!! (فيديو) وزيرة بريطانية: مستودعات الاردن مليئة بالمساعدات..ويجب الضغط لفتح معابر غزة دول عربية تعارض فخا امريكيا لتقسيم غزة: "الخط الأصفر" قد يصبح دائمًا

الخرافة المفقودة: كيف صُنِعت أسطورة عودة المسيح لتجميع اليهود في فلسطين؟

الخرافة المفقودة: كيف صُنِعت أسطورة عودة المسيح لتجميع اليهود في فلسطين؟


  

د. طارق سامي خوري

 

تسعى الدعاية الصهيونية الحديثة إلى ترسيخ فكرة خطيرة مفادها أنّ المسيح لن يعود إلى الأرض إلا بعد أن يتجمّع جميع يهود العالم في فلسطين، وكأنّ هذا التجمّع شرط إلهي لا بديل عنه. وهذه السردية الممنهجة ليست إلا خرافة لا وجود لها في أي نصّ مقدّس، لا في القرآن الكريم ولا في الإنجيل بعهديه، بل هي صناعة حديثة نَسَجَتْها مؤسسات سياسية ولاهوتية غربية لخدمة مشروع استعماري معاصر.

 

أولاً؛ القرآن الكريم لم يربط نزول المسيح بأي شرط جغرافي أو سياسي، بل قدّم الحدث كعلامة من علامات الساعة، لا علاقة لها بتجمّع قومٍ بعينهم، قال تعالى:

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (الزخرف: 61).

أمّا فساد بني إسرائيل فمذكور بمعزلٍ عن أي "استحقاق خلاصي” أو دور خلاصاني لدولة قومية معاصرة. لا وجود لفكرة الوطن الموعود كشرطٍ لنجاة اليهود.

 

ثانياً؛ الإنجيل نفسه—برغم حديثه عن عودة المسيح—لا يضع فلسطين شرطًا، ولا يجمع اليهود كمقدّمة للخلاص. لم يذكر المسيح في الأناجيل أي تعليم يقول إن اجتماع اليهود سيقرّب مجيئه الثاني، وهو الذي طرد التجار من الهيكل، ووبّخ الكهنوت اليهودي على النفاق والقتل، وقال بوضوح:

"يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء…”

فكيف يُصوَّر اليوم خادمًا لمشروعٍ سياسيٍّ صنعه من طرده بالأمس؟

 

ثالثاً؛ المرويات التي يستند إليها الخطاب الإنجيلي-الصهيوني ليست نصوصًا مقدّسة، بل تفاسير حاخامية وأفكار بروتستانتية ظهرت في أوروبا في القرن السابع عشر، ثم تضخمت في الولايات المتحدة تحت مسمّى "الصهيونية المسيحية”؛ وهي حركة مشبوهة وظّفت الدين لدعم احتلال أرضٍ ليست لها، وتبرير تهجير شعبٍ كامل.

 

رابعاً؛ أخطر ما في هذه الخرافة أنّها تحوّلت إلى أداة تعبئة للأصولية الأميركية والكنائس الإنجيلية، فأصبح الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل مغطّىً بلون "لاهوتي”، بينما جوهره اقتصاديّ واستعماريّ واستراتيجي. هكذا تُساق الجماهير باسم الخلاص الروحي لتغطية مشروع استيطاني على الأرض.

 

خامساً؛ إنّ ربط عودة المسيح بأرضٍ محدّدة وشعبٍ واحدٍ هو تشويه لجوهر الرسالة نفسها. فالمسيح عاش للهُويّة الإنسانية الجامعة، لا القَبَليّة العنصرية المختارة. لا وطن ديني ولا شعب مفضّل أمام العدالة الإلهية، والكتب نفسها ترفض فكرة "الشعب الأعلى”؛ بل تُدين التعصّب، وتعلن أنّ الحقّ عام لا امتياز فيه.

 

الحقيقة أنّ هذه الأسطورة جرى ضخّها في العقول لشرعنة الاغتصاب، وإيهام العالم بأنّ الاحتلال مصيرٌ مكتوب وليس مشروعًا استعمارياً توسعياً. هكذا يُراد لنا أن نقبل الواقع كـ "نبوءة”، وأن نستسلم لحقيقةٍ لم يقُل بها نبيٌّ ولا كتاب.

 

إن مواجهة السرديات المزيفة ليست ترفًا فكريًا؛ بل دفاع عن الحقّ في وجه تزويرٍ مقدّسٍ يُبنى على جهل الناس وتعطّش السياسة للدين. أكلت هذه الأكذوبة عقول الملايين، وحان الوقت لتفكيكها بالنصّ والعقل والتاريخ.

 

فالرسالات الإلهية لا تُقيم دولًا على حساب شعوب، ولا تمنح الشرعية للاحتلال، ولا تُروَّض لخدمة أيديولوجيا متعطّشة للتوسّع. ومن يتستّر بالنبوءات ليبرّر الدماء، إنما يصنع دينًا على مقاس السياسة، لا على مقاس السماء.