شريط الأخبار
امريكا تتقوقع اكثر.. ترامب يعلق برنامج جرين كارد مذكرة تفاهم بين "صناعة عمان" ومجلس الأعمال الأردني الأمريكي غوشة: ضرورة إدارة المخاطرالكيميائية وبناء أنظمة وقاية تحمي الإنسان والبيئة والاقتصاد الحكومة: اراضي عمرة تعود لخزينة الدولة.. وسنلاحق قانونيا كل قدم معلومات كاذية ومضللة واخيرا.. وزارة الطاقة ترد على الانتقادات والتحفظات لاتفاقية تعدين النحاس في أبو خشيبة العيسوي: النهج الهاشمي الحكيم عزز استقرار وأمن الاردن رغم العواصف طريق حزب الله لدرء الأسوأ بالسيئ الظهراوي: 300 الف مركبة غير مرخصة لمواطنين كادحين النيابة العامة تقرر منع سفر 14 متهما بقضية وفيات مدفاة الشموسة ما الذي يحتاجه الأردن بالاتفاقيات مع المستثمرين الأجانب ياستثمار الموارد الطبيعية الاستراتيجية؟ الاستخبارات الأمريكية تتهم "الناتو" بمحاولة جر واشنطن لحرب مع روسيا ابو هنية يعلق على انتقاد اتفاقيات التعدين: مناقشتها حق مشروع والحسم قرار دستوري تحت قبة البرلمان سمر نصار: التعاقد مع جمال سلامي مشروع كروي طويل الأمد لا يرتبط بالبطولات لو كان أرسطو يعيش في الأردن اليوم: نصائح فيلسوف لبناء دولة حديثة حزب العمال يفجر قنبلة بحضن الحكومة: اتفاقية تعدين النحاس بالخشيبة غامضة ومجحفة وغير قانونية! ولي العهد يترأس اجتماعا للاطلاع على البرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة (غاز العدو احتلال) تحذر من استمرار التهديدات للاردن سياديا وامنيا بملفي الطاقة والمياه تجارة الأردن تشارك في اكبر تجمع اقتصادي للقطاع الخاص العربي مدافيء "الشموسة" تخلف 14 وفاة و9 اصابات.. والنيابة العامة تباشر التحقيق بنك الاتحاد يستحوذ على عمليات وفروع البنك العقاري المصري العربي – الأردن

اليوحة: العمل الجاد يزعج البعض، لكن المهم أن يحافظ الإنسان على وضوح نياته وشفافيته

اليوحة: العمل الجاد يزعج البعض، لكن المهم أن يحافظ الإنسان على وضوح نياته وشفافيته


الكويت 

أكد المهندس علي اليوحة، الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الدور العميق الذي تضطلع به الثقافة والفنون في المجتمع الكويتي وفي العالم؛ بوصفها أداة فاعلة في إحداث التغيرات الاجتماعية والفكرية ووسيلة مهمة لمواجهة الأفكار المتطرفة. كما أوضح أن العمل الثقافي ليس جهدًا فرديًا، بل منظومة أدوات متكاملة تبدأ بالإيمان بأن كافة ألوان الطيف الثقافي، من فنون تشكيلية وموسيقى وأدب ومسرح وتراث وآثار، تستحق مستوى واحدًا من الدعم والاحترام حتى تتمكن من تقديم منتجها للجمهور وتغيير مفاهيم المجتمع نحو الأفضل.

جاء ذلك ضمن حلقة حوار برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي، الذي تنظمه أكاديمية «لابا» للفنون التابعة لمؤسسة «لوياك»، حيث قدم المهندس علي اليوحة شهادة شخصية ومهنية تناولت مسيرته كواحد من رواد العمل الثقافي في الكويت خلال فترة توليه أمانة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدى ثمانية أعوام شهدت خلالها الثقافة والفنون الكويتية حالة من الحيوية الثقافية والفنية المشهودة

شارك في الحوار مجموعة من المتدربين، بإدارة الإعلامية اللبنانية رانيا برغوت؛ التي قدّمت ورشة تدريب إعلامي على مهارات إعداد وإقامة حلقة حوارية ناجحة. والمشاركون هم: آية بيطار، دلال السمحان، مريم الهندي، د. منيرة السلطان، من داخل الكويت،  بالإضافة للمشارك بهاء جانبين من بيروت والمشارك أحمد ياغي من الأردن.

استهلت المشاركة آية بيطار اللقاء بمحور الطفولة والنشأة فأوضح اليوحة أنه وُلد في مستشفى السالمية وهي المنطقة التي شهدت طفولته ونشأته، وأضاف قائلا أن الوالد "كان من بين مؤسسي الحركة النقابية في الكويت، وكانت مسيرتي في الدراسة عادية، لكني تكاسلت قليلا في سنة أولى متوسط. وبسبب ذلك بدأ الوالد يهتم بمتابعتي، وبدأ يصطحبني معه عندما يذهب للنقابة".

وأوضح أن والده كان يذهب لعمله صباحًا ثم يعود للمنزل لقيلولة حتى الساعة الرابعة، فيعود ليذهب للنقابة وبشكل يومي شديد الصرامة والانضباط، الأمر الذي أثر عليه وجعله يميل للانضباط في حياته.  

وأضاف: اعتمدت على نفسي في الدراسة، ولم أحتج إلى دروس خصوصية، وكنت طالبًا هادئًا ومنضبطًا وعندما انتقلت لدراسة الهندسة في موسكو عام 1978 استمرّ هذا النهج؛ فقد كانت حياتي هناك جديّة للغاية، وبرغم ما قد يمر به الشباب عادة من مشكلات في الغربة، إلا أنني لم أواجه صعوبات تُذكر.  

من البلدية إلى المجلس الوطني

وتعقيبًا على أسئلة المشاركة دلال السرحان، التي تناولت الجانب المهني أجاب المهندس علي اليوحة قائلا:

انتقالي من بلدية الكويت إلى المجلس الوطني عام 1996 فتح أمامي عالمًا جديدًا؛ فاحتكاكي بالمسرحيين والموسيقيين والأدباء والتشكيليين والمهتمين بالتراث والآثار وسّع مفهومي للثقافة، وأكد لي أن المعرفة ركيزة أساسية لأي قيادة ناجحة

وفي 2006 أصبحت أمينًا عامًا مساعدًا، ثم في 2011 أمينًا عامًا للمجلس، وهو المنصب الذي ترددت في قبوله أول الأمر لكن تشجيع من أثق بهم أعطاني الثقة. خلال عملي أوليت المكتبة الوطنية اهتمامًا خاصًا باعتبارها أرشيف الدولة، وبدأنا مشروع رقمنة إصدارات المجلس وتحويلها رقميًا، مستفيدين من التقنيات التي ظهرت في تلك الفترة. كما سعينا إلى تطوير إصدارات خاصة تتناسب مع احتياجات وزارة التربية، فإصدارات المجلس لم تكن تحتاج تطوير، ولست مؤسسها، بل أسسها رواد مثل أحمد العدواني وسليمان العسكري، وكان لهما جهود جبارة في صدورها وتطويرها، لكننا عملنا على إعداد كتب مبسطة عن العملات والطوابع والحضارات والتاريخ في الكويت بلغات متعددة، وقدّمناها للوزارة على أمل دعم المناهج، لكن المشروع لم يكتمل

وردَّا على أسئلة المشاركة مريم الهندي التي تناولت محور الإعلام وأثره، أجاب المهندس علي اليوحة موضحا

عملت على تطوير إعلام إلكتروني فعّال، ولم أتردد في اتخاذ القرارات التي رايتها صحيحة، أما الأزمات فتعاملت معها بشفافية وثبات، حتى عندما تم إيقافي عن العمل للتحقيق بسبب عرض مسرحي وحفل موسيقي ونشر كتاب، من قبل وزير الإعلام آنذاك؛ طلبت أن يصلني كتاب رسمي بأسباب الإيقاف، وبعد تغير الوزير أصريت أن يُستكمل التحقيق لأنها مسألة سمعة لي ولزملائي، وتعاملت مع الإعلام بهدوء وثقة. وبعد تجاوز تلك المرحلة ازداد إصراري على إكمال مهمتي، لأن العمل الجاد يزعج البعض، لكن المهم أن يحافظ الإنسان على وضوح نياته وشفافيته

سيرة طيبة

وقامت المشاركة مريم الهندي بعرض تقرير مصور، تضمن لقاءاتها مع كوادر وزملاء ممن عملوا مع المهندس علي اليوحة بالمجلس، قدموا فيه انطباعاتهم عن تلك الفترة وأثنوا على الطريقة التي كان يتعامل بها معهم

ومن بيروت قام المشارك بهاء جانبين بتناول محور الإدارة. وأوضح المهندس علي اليوحة في إجاباته على أسئلته أن العمل الثقافي ليس جهدًا فرديًا، بل منظومة أدوات متكاملة تبدأ بالإيمان بأن جميع ألوان الطيف الثقافي، من فنون تشكيلية وموسيقى وأدب ومسرح وتراث وآثار، تستحق مستوى واحدًا من الدعم والاحترام حتى تتمكن من تقديم منتجها للجمهور

وأضاف: لذلك ركزت خلال سنوات عملي أمينًا عاما على ضمان استدامة المهرجانات والأنشطة، فثبتناها بقرارات مجلس الوزراء لتتوافر لها ميزانيات سنوية تضمن استدامتها. كما اعتمدت على مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها شريكًا أساسيًا لا يمكن للمؤسسة الحكومية أن تنجح من دون إشراكه.

وقال: عملت مع كفاءات في الإعلام والثقافة والفنون، ومنحتهم مساحة من الحرية، وفي القرارات الصعبة أعود لمجموعة من المستشارين والزملاء الذين شكلوا سندًا حقيقيًا وكانوا مستعدين للعطاء.

الانضباط والإنسانية..

 وأكد أن القيادة تبدأ بالأمانة والإخلاص والصدق، وبالقدرة على التعامل كإنسان قبل أن تكون صاحب منصب. وأن العمل الثقافي يحتاج معرفة بالأدب، والفن، والمال، والإدارة معًا

ومن جهته اختار المشارك أحمد ياغي من الأردن محور المنهج الإداري الذي التزم به المهندس اليوحة في عمله والذي أوضح قائلا: أن منصب الأمين العام لم يكن وظيفة إدارية بحتة بل غرفة عمليات تتطلب تجاوز البيروقراطية أحيانًا، والتضحية بالوقت والالتزامات الاجتماعية لضمان سير العمل

وتحدث عن تخصيص مركز جابر الأحمد في فيلكا للتنقيب موضحًا أن الموقع كان قائماً قبل توليه، لكنه مع الأمين العام المساعد لقطاع الآثار عملا على تطوير فرق التنقيب التي كانت صغيرة ومحدودة المدة، فرفعوا عدد أفراد البعثة إلى نحو 15 وزادوا عددها إلى خمس بعثات سنويًا، مع إلزام كل بعثة بإصدار دراسات تُرجمت سبع منها للعربية، ما استدعى إنشاء مقر أكبر قادرًا على استقبال بعثتين في وقت واحد. وأشار إلى أنه واجه مواقف كان لا بد فيها من حماية مصالح الكويت في مواجهة فرق التنقيب الأجنبية، لكن العقود الواضحة التي التزم بها الطرفان أثمرت ثمانية إصدارات عن الاكتشافات الهيلينستية والإسلامية وغيرها.

وقال إن هناك خيطًا رفيعًا بين الحفاظ على أصالة الموقع وتهيئته للزيارة، وإنهم نجحوا بنسبة تقارب 80% رغم الأخطاء، فيما ظلّت صعوبة الوصول إلى فيلكا عائقًا أمام تحويل المواقع إلى وجهات سياحية مفتوحة. أما في ما يخص زيادة ميزانية المجلس، فأوضح أن تجاوز البيروقراطية كان ضروريًا، لذلك كان يتوجه بنفسه لوزارة المالية لمناقشتهم.

وحول تسويق الإصدارات العلمية، بيّن أن قياس أثرها يعتمد على مؤشرات غير مباشرة مثل أرباح دور النشر في معرض الكويت للكتاب، مؤكدا أنه بالرغم من أن الكويت لا تقدم دعماً ماديا للناشرين، ومع ذلك كانت المبيعات قوية وتغطي إيجارات دور النشر السنوية.

تأهيل الكوادر

وإجابة على أسئلة الدكتورة منيرة سعد السلطان شدّد على أن تخيّل المستقبل مرتبط بمعرفة المعطيات الحالية ومدى إيجابيتها في التعليم والثقافة والصحة، مؤكداً أن تكرار كلمة «استراتيجية» في الخطابات الرسمية يعني ضرورة وجود خطط واضحة وأدوات تشغيلية تُحاسَب عليها أجهزة الدولة.وأن القناعة بأهميتها أساس أي إنجاز، مستشهدًا بقول رئيس فرنسي سابق إن الثقافة والفنون هي السلاح الحقيقي في مواجهة الإرهاب.

 كما أكد أن الحفاظ على الهوية يحتاج إلى استراتيجيات طويلة المدى تُنفَّذ عبر مراحل زمنية وأدوات واضحة ورقابة مستمرة، إلى جانب مجتمع متعلم يمتلك الحد الأدنى من الوعي والمعرفة.

يُذكر أن «الجوهر» للتدريب الإعلامي هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، وقد أطلقته أكاديمية لابا لوياك عام 2020، بهدف تمكين الشباب العربي من أسس إعداد وتقديم حلقات حوارية ناجحة، وتدريبه على أبجديات الإعلام على يد نخبة من الإعلاميين العرب المحترفين، وتتوج الورش التدريبية بمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة واضحة في شتى المجالات بالوطن العربي، حيث بلغ عدد ورش «الجوهر» التدريبية حتى اليوم 64 ورشة، وزاد عدد مستفيديه على 568 مستفيداً، وينفّذ البرنامج برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة الجريدة، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون.