وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
د. عبدالله الطوالبة
يتصرف الكيان الشاذ اللقيط وكأن الوطن العربي من الماء إلى
الماء، بات مستباحًا له. وإذا بقي الوضع العربي على هذا النحو المعيب من الضعف
والتخاذل والإنبطاح واللاإبالية، فقد يعمل الكيان على تكريس ذلك كأمر واقع. ليس
هذا فحسب، بل قد ينتقل إلى التعامل مع العرب بأسلوب "الألو" لتنفيذ
أوامره وإلا !
ألووووو...لبنان؟ أمامكم 72 ساعة، يا ريت تباشروا بعد انتهاء
هذه المكالمة فورًا بإخلاء الجنوب حتى نهر الليطاني، لأننا بمسيس الحاجة لها. ولن
ننسى لكم أنكم أول من سيستجيب لضرورات البدء بقيام اسرائيل الكبرى. لا شك عندنا
أنكم تعرفون ثمن عدم الانصياع والرفض.
ألووووو...سوريا؟ من دون هدر الوقت في مقدمات ومجاملات بلا
طعمة، انسوا الأراضي التي سيطرنا عليها بعد الثامن من كانون أول 2024. وفوقها،
نريد ممرًا على امتداد جنوب سوريا يوصلنا إلى أصدقائنا في السويداء. للتذكير فقط،
أنتم لستم في وضع من بمقدوره قول لا، وإذا ركبتم رؤوسكم فقد أُعذر من أنذر. وقد
تفقدون أراضي أكثر مما ندعوكم إلى تقديمها لنا رغم أنوفكم وعن يدٍ وأنتم صاغرون.
ولا تنسوا أننا على مبعدة كيلومترات قليلة، لا تكاد تُذكر بالمعايير العسكرية عن
دمشق. وبمقدورنا من جبل الشيخ، تصوير ما يجري داخل غرف نوم مسؤوليكم.
ألووووو...الأردن؟ كيف الحال جيراننا. لدينا طلب نتمنى ألا
نُثقل عليكم به. هو صحيح بيننا اتفاقية سلام، لكن في المقابل لضرورات إقامة
اسرائيل الكبرى أحكامها. ألستم ترددون في مناسبات كثيرة "للضرورة
أحكام"؟!
لا بد أنكم تعرفون كما نعرف، ما ورد في التوراة بخصوص مناطق
كثيرة في الأردن. هلَّا لسنا بصدد فتح الملفات كلها، لكن في الوقت الحالي ضروري
ويا ريت بالسرعة الممكنة تسمحوا لنا بالأغوار الأردنية ومرتفعات السلط لضمان أمن
اسرائيل أولًا، وكمساهمة كريمة منكم في إقامة اسرائيل الكبرى. وإذا تفكروا تعطونا
جبل نيبو غربي محافظة مادبا، بكون كرم أخلاق منكم. فأنتم أنفسكم تُقرون وتعترفون
بأن نبينا موسى وقف فوق هذا الجبل، ذات زمن، ونظر إلى أرض الميعاد وباركها...نتمنى
ما نكون أزعجناكم، ولا تنسوا تنفيذ ما طلبنا بسرعة. نعرف أنكم تعملون كل ما يمكنكم
عمله حتى ما نزعل منكم. شالوم.
ألووووو...مصر؟ يا صباح الخير والطعمية والأرانب بالملوخية
والسلام الدائم بيننا. ولكي يستتب هذا السلام من دون ثغرات قد تقوضه، ونحن معجبون
باستخدام العرب كثيرًا لتعبير "يقوض" ومشتقاته، ارتأينا أن من المناسب
ونحن في غمرة الانهماك بإقامة اسرائيل الكبرى، تذكيركم بما تعنيه سيناء لنا.
تعلمون كما نعلم أنها أرض الخروج، خروج بني اسرائيل بقيادة نبينا موسى، الذي
تقدسونه أنتم أيضًا، وتحرصون على ذِكر اسمه متبوعًا بلازمة "عليه
السلام" وهو ما يسرنا. ولا تنسوا أن الخروج كان هربًا من بطش فرعون، باعتراف
الديانات السامية الثلاث. وقد كنا كرماء جدا مع مصر خلال مفاوضات السلام زمن
المرحوم أنور السادات، ولم نطالبكم بتعويضات مادية عن عذابات أجدادنا خلال مسيرة
الخروج الشاقة. ولا نملك نحن البشر النقاش فيما تقرره دياناتنا المقدسة، وليس
أمامنا سوى الإمتثال لأوامر السماء بتسليمنا سيناء كجزءٍ لا يتجزأ من أرض شعب الله
المختار. كلنا أمل بأن تتفهموا طلبنا وتتعاملوا معه كما يجب، خاصة وانه مشروع وحق
بنصوص سماوية. وكلما كان التسليم مبكرًا يكون ذلك أفضل. شالوم.
لم يعد مستبعدًا أن يتعامل الكيان على هذا النحو مع دولنا
ودويلاتنا، مع دمنا غير آبهين ولا نستحي من وضع "الفَسْحَلَة*" الذي نحن
فيه.
وكلما فسحلنا أكثر، يشتط العدو في جنونه، ويتمادى في غيه
وعدوانه. فلا خيار سوى واحد من اثنين، كما نقرأ في رسائله اليومية لنا، فإما الصحو
والدفاع المشروع عن الذات أو الاستباحة، وربما أكثر منها على النحو الذي صوَّرنا.
*ملاحظة لقرائنا ومتابعينا
من الأشقاء العرب: الفَسْحَلَة تعبير شعبي أردني قليل الاستخدام في أيامنا هذه،
يعني الجلوس في وضع تظهر فيه الأعضاء الحساسة في جسم الإنسان.

















