أسدلت محكمة الجنايات الكبرى في عمان الستار على جريمة قتل مروعة عابرة للحدود، إذ أصدرت حكما يقضي بـ "الإعدام شنقا حتى الموت" بحق متهمين اردنيين اثنين ادينا بالجريمة.

وأدانت المحكمة الجانيين، أحدهما تاجر قطع سيارات في إحدى الدول الخليجية بجناية "القتل العمد"، لإقدامهما على قتل صديق لهما في لبنان عام 2024، عن طريق دس مبيد حشري قاتل في طعامه.

وفي سياق متصل، برأت المحكمة متهما ثالثا من جنسية عربية من جناية التدخل بالقتل العمد بالاشتراك.

شبكة "احتيال دولي" وخلافات مالية

كشفت أوراق القضية عن خلفية إجرامية للعلاقة التي ربطت بين الجناة والمغدور؛ حيث كانوا يشتركون جميعا في "افتعال الحوادث على مركبات فارهة" في كل من الأردن وقطر والسعودية، بقصد "الاحتيال على شركات التأمين" والحصول على تعويضات ضخمة.

وتفجرت الخلافات بين الطرفين بعد قيام المتهمين بالاستيلاء على التعويضات المالية "دون إعطاء المغدور حصته منها"

ووفقا للقرار، فإن الضحية كان قد أسر لشقيقه قبل مقتله بأن شركاءه "غدارين"، خاصة بعدما طالبهم بنصيبه من حادث مركبة فاخرة من نوع "مايباخ" وقع في السعودية.

خطة "سم الكارتاب" ورحلة الموت

عقد المتهمون العزم على تصفية شريكهم، فنسجوا خطة لاستدراجه وإقناعه بالسفر إلى تركيا برا عبر سوريا ولبنان بذريعة استلام مبالغ مالية.

ولتنفيذ جريمتهم، قام الجناة بشراء سم مبيد حشري، وقاموا بإخفائه بطريقة مموهة داخل "علبة جل للشعر". وفي البداية، رافق المتهم الثاني الضحية إلى سوريا، إلا أن تردده في تنفيذ القتل هناك دفع المتهم الأول لطلب اللقاء بهما في لبنان لإتمام المهمة.

سندويش قاتل على الشاطئ

في لبنان، تم استدراج المغدور إلى منطقة "مرتفعة عن الشاطئ وبعيدة عن الأنظار". وهناك، أحضر المتهم الثاني الطعام، فيما قام المتهم الأول بتقديم "سندويشة مسممة" للضحية.

وأشار القرار إلى أن المغدور شعر بـ "طعم مر" أثناء الأكل، ولم تمض دقائق حتى بدأ السم يسري في جسده و "خرج الزبد من فمه" مفارقا الحياة.

بعد التأكد من وفاته، قام الجانيان بسرقة مقتنياته الشخصية جواز السفر، والهاتف، والساعة، قبل أن يلوذا بالفرار عائدين إلى الأردن، بعد التخلص من أغراضه على طريق أوتوستراد بيروت.

هاتف مفقود يكشف الجريمة

تكشفت خيوط الجريمة بعد أن عثر شخص لبناني على هاتف المغدور الملقى على الطريق، ونجح في التواصل مع ذويه. وبعد إبلاغ السلطات والبحث، تم العثور على الجثة.