منظمة النهضة (أرض) تطلق مشروع “تقارُب” لتعزيز الحوكمة التشاركية
أطلقت
منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) مشروع "تقارُب” في الأردن،
المموّل من برنامج (إنتيريرج نكست ميد) التابع للاتحاد الأوروبي؛ لتعزيز الحوكمة
التشاركية وربط شبكات القرب المحلية، وذلك خلال طاولة مستديرة عُقدت في 15 كانون
الأول/ديسمبر 2025، بمشاركة جهات حكومية ودولية وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع
الخاص.
ويأتي
إطلاق المشروع في إطار جهود منظمة (أرض) المستمرة لتعزيز التعاون المتوسطي، وتطوير
نماذج حوكمة شاملة تضع احتياجات المجتمعات المحلية في صلب السياسات العامة.
وشكّلت
الطاولة المستديرة الانطلاقة الرسمية لمشروع "تقارُب – ربط شبكات القرب المحلية
لدعم الحوكمة التشاركية”، وهو مبادرة إقليمية تهدف إلى تعزيز الحوكمة المحلية
وتوسيع مشاركة السكان في ست دول من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. ويُنفَّذ
المشروع من خلال ائتلاف تقوده مؤسسة مركز دانيلو دولتشي للتنمية الإبداعية – خدمات
التدريب الأوروبية (إيطاليا)، ويضم في عضويته شركاء استراتيجيين هم: يوروترينينغ
(اليونان)، جامعة أليكانتي (إسبانيا)، جهود للتنمية المجتمعية والريفية (فلسطين)،
منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية – أرض (الأردن)، وبلدية المختارة
(لبنان(.
ويُنفَّذ
مشروع "تقارُب” خلال الفترة 2025 حتى 2027، لتعزيز الخدمات والحقوق الاجتماعية في
دول حوض المتوسط، لا سيما في الأردن ولبنان وفلسطين واليونان وإسبانيا وإيطاليا.
ويركّز على تمكين منظمات المجتمع المدني والسلطات العامة من تطوير خدمات اجتماعية
أكثر استجابة لاحتياجات السكان، خصوصًا في المناطق المهمَّشة والريفية.
وفي
سياق إطلاق المشروع، أكدت مديرة المشروع، ملاك سليمان، الأهمية الاستراتيجية
لمشروع تقارب، حيث يمثل محطة نوعية في مسيرة منظمة النهضة، إذ يرسّخ مكانتها كجهة
رائدة في إرساء دعائم الحوكمة التشاركية المحلية في الأردن، مبينة أنه ليس مبادرة
عابرة، بل تتويج لاستثمار استراتيجي في إرث المنظمة وتراكم خبراتها في قضايا الحكم
المحلي والحوكمة الرشيدة. كما تطمح (أرض) إلى ضمان ديمومة أثر المشروع من خلال
تطوير منهجية مرنة وقابلة للتكرار في مختلف محافظات المملكة، بما يسهم في مأسسة
العمل التشاركي وبناء جسور فاعلة للتعاون بين المواطنين وصنّاع القرار، خدمةً
للمجتمع وتعزيزًا للشمولية والاستدامة.”
إل
ذلك، يهدف المشروع إلى إنشاء "شبكات قرب محلية” في الدول الست الشريكة، تجمع بين
السلطات العامة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بهدف تصميم حلول مبتكرة
تعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة، وتسهم في تحسين جودة الخدمات
الاجتماعية.
وحول
التطبيق العملي لهذا النموذج، أوضحت خبيرة المشروع، مرح خياط، أن تقارب يسعى إلى
جعل "لجنة مستقبل حي جبل عمّان” نواة لشبكة القرب المحلية في الأردن؛ لصون الهوية
التاريخية للحي، وإحياء تراثه الحضري بما ينسجم مع معايير الشمولية المعاصرة.
ولفتت إلى أن الشبكة منصة تفاعلية تجمع القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع
المدني، بما يضع احتياجات السكان وتطلعاتهم في قلب عملية التخطيط وصنع القرار،
ويحوّل المنطقة إلى نموذج للمجتمعات المرنة القادرة على تقديم خدمات نوعية
ومستدامة.”
بالمحصلة،
يسهم مشروع "تقارُب” في ترسيخ حوكمة تشاركية عابرة للحدود عبر شبكات محلية فاعلة
في كل من إيطاليا وإسبانيا واليونان وفلسطين والأردن ولبنان، ويعمل على تطوير
منهجيات تقديم الخدمات الاجتماعية من خلال تعزيز القدرات المؤسسية والإدارة
المشتركة، بما يدعم شفافية الخدمات وملكية المجتمعات المحلية لقراراتها، ويعزّز
التعاون الإقليمي وصولًا إلى رفاه اجتماعي وتماسك مجتمعي مستدام.















