شريط الأخبار
الفراية : لا مؤشرات على تهجير من الضفة للاردن.. وهو خط احمر لن نسمح به الأردن يدعم مقترح معاقبة منتخبات القدم الإسرائيلية في "الفيفا" مقتل مهربين في إحباط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا "اردننا جنة"... تصور جديد لتطوير عمله والتوسع به وفاة 3 أشقاء بحريق منزلهم في عمان موفق محادين رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين الامانة تخطط لفتح مسارات جديدة للباص السريع بشارع المطار ومع السلط ابوعبود: لجنة تحقيق بالاعتداء على محامين من أشخاص خارج الهيئة العامة ابو عبيدة: دمرنا مائة دبابة وقتلنا عشرات الصهاينة اخر عشرة ايام الحموري يطالب بإخلاء الفرق الطبية الاجنبية والعربية المحاصرة بغزة مقتل 5 جنود احتلال شمالي غزة والمقاومة تواصل ضغطها 65 قرشا اجرة الباص السريع من الزرقاء وتخصيص 50 حافلة للخط تمديد فترة استكمال اجراءات المنح والقروض الجامعية الملك: على الحرب أن تتوقف وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية الافراج عن الناشط زياد بحيص 92.2 مليون دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن والبحرين العام الماضي تنياهو: قرار مصر "خطير جدا" وسموتريتش: حان وقت انهيار السلطة الفلسطينية محكمة العدل الدولية تبحث طلب جنوب إفريقيا إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح الإفراج عن المهندس ميسرة ملص بعد اعتقال اسابيع الطاهر: نحن بصدد اطول حرب عربية اسرائيلية ومازالت في بدايتها

3 خسائر استراتيجية في نعش اسرائيل

3 خسائر استراتيجية في نعش اسرائيل


 

ماجد توبه

لا يمكن تفسير حجم الاجرام الصهيوني ومدى الحقد والتحلل من كل القيم في حرب الابادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة سوى بحجم وفداحة الخسارة والانكسار الذي مني به كيان الاحتلال منذ يوم 7 اكتوبر وطوفان الأقصى، وكأن هذه الوحش المسخ الاسرائيلي يقتل ويبيد الاف الاطفال والنساء بمجازر دموية معلنة ومصورة رغبة منه في إعادة التاريخ الى ما قبل تلك اللحظة الفارقة بالتاريخ... لكن هيهات!

ثلاثة معطيات رئيسية يمكن تلمسها بوضوح في الخسائر الاستراتيجية التي لحقت بالكيان المحتل منذ 7 اكتوبر، يشعر الاسرائيليون ومن خلفهم الامريكيون أن نتيجة العدوان الهمجي غير المسبوق على غزة ومهما كانت النتيجة لن تمحوها او تنهي اثرها الاستراتيجي، لذلك يتخبطون باظهار اقسى ما لديهم من قوة نار وتدمير أعمى للبشر والحجر ولكل المؤسسات الفلسطينية بما فيها المستشفيات ومواقع ايواء النازحين التي ترفرف عليها اعلام الامم المتحدة والاونروا.

عندما ييأس كيان متحوش، يملك من فائض القوة الكثير والدعم الامريكي والغربي الأعمى، من اعادة عجلة التاريخ واستحالة الغاء الخسائر الاستراتيجية العميقة التي حدثت وترسخت، وسيكون لها تداعيات كبرى على المدى المتوسط والبعيد على المشروع الاستعمار الاحلالي للكيان، فحينها ستفهم لماذا تكون كل هذه البشاعة والقساوة والاجرام بحرب الابادة، فهو انتقام اليائس والحاقد على تحطم احلامه وأطماعه.

استعرض هنا المعطيات الثلاث من الخسائر الاستراتيجية التي لن تستطيع اسرائيل محوها او تجاوزها حتى لو ابادت اسرائيل غزة عن بكرة ابيها وهذا بعيد عنها.

المعطى الاول، والذي يعد نسبيا الأقل أهمية، هو ان طوفان الاقصى في 7 اكتوبر حفر قبر نتنياهو ونخبته السياسية والعسكرية والامنية القائمة حاليا، عندما فشلوا في توقع الاعصار المقاوم لتنهار حدود الكيان وتتدمر فرقة غزة العسكرية ويقتل 1400  اسرائيلي، ويخطف المئات من الجنود والمستوطنين حتى الان. مقصلة المحاسبة والمحاكمة قادمة قادمة حتى "لو" انتصر العدو بعدوانه.

أما المعطى الثاني؛ فهو الاثر الاستراتيجي لانهيار "الجيش الذي لايقهر" امام طوفان الاقصى باربع ساعات، وتحرير غلاف غزة، وتدمير والسيطرة على فرقة عسكرية كاملة باسلحة بدائية للمقاومة. لقد انهارت يومها اسطورة الامن والاستقرار والقوة والردع، وان هذا الجيش لا يجرؤ احد على تحطيم هيبته وتماسكه.. هي صورة وحقيقة عميقة ستتجذر في النفوس والعقل الجمعي الاسرائيلي ولا يمكن محوها، خاصة وان صف الاعداء للمشروع الاستعماري لا ينتهي حتى لو انتصرت اسرائيل عسكريا بغزة، فالمقاومة الفلسطينية لن تنتهي لا بفلسطين ولا خارجها، وحزب الله، الذي يخيف الاسرائيليين اكثر من حماس سيبقى موجودا ومن خلفه ايران وحلفاء اخرين.

اذا؛ لم تعد هناك قناعة جمعية كانت ترسخت بعقيدة المجتمع الاسرائيلي، بان الجيش الاسرائيلي وقوته الفائضة هو الضمان الاساسي لامنهم واستقرارهم وتوسعهم وازدهارهم. ولن يستطيع كل محللي وسياسيي اسرائيل قبل الاسرائيل العادي التهرب من حقيقة ان الولايات المتحدة وتدخلها السريع ببوارجها واسلحتها واموالها ودعمها السياسي هو ما انقذ اسرائيل من السقوط المدوي بعد زلزال 7 اكتوبر، واعاد التماسك لهذه الكيان.. لكن السؤال سيبقى مدويا في العقل الجمعي الاسرائيلي عن ماهية هذه الدولة التي تتهاوى هيبتها وتماسكها باربع ساعات رغم كل ما تملكه من قوة وتحتاج للقوة العظمى لاعادة تجميع شظايا ما تكسر وتحطم بلمحة عين.

فيما المعطى الثالث، وهو الاخطر والمرتبط بالمعطيين الاول والثاني، فهو المتعلق بالهجرة المعاكسة للاسرائيليين لخارج اسرائيل، والمرتبط ايضا بالنزوح الداخلي من الغرب وغلاف غزة ومن الشمال بمدن وقرى ومستوطنات الحدود اللبنانية.

الأرقام هنا تتحدث عن نفسها، فنصف مليون اسرائيلي نزحوا من غلاف غزة وسديروت ومن شمال الكيان المحادد للبنان هربا من اهوال الحرب، وهؤلاء وبحسب التقارير الاسرائيلية يرفضون حتى لو توقف العدوان على غزة العودة الى منازلهم ومناطقهم، فيما نازحو الشمال أيضا لن يعودوا ليجاوروا صواريخ ومدفعية حزب الله التييمكن ان تنطلق باي لحظة.

اما على مستوى الهجرة المعاكسة، فحسب الاحصائيات الاسرائيلية فإن 240 الف اسرائيلي غادروا الكيان منذ 7 اكتوبر وحتى الان، واغلبهم بلا رجعة، علما ان اغلب الاسرائيليين يعدون من مزدوجي الجنسية، والحديث بات علنا في المجتمع الاسرائيلي عن المقارنة بين العيش بامان في نيويورك واوروبا وبين العيش في بلد معرضة للحرب والصواريخ واستدعاء الاحتياط للموت على الجبهات في اي لحظة!

ما بعد طوفان الاقصى لن يؤثر فقط على مستوى الهجرة الى اسرائيل، بل وهو الاخطر، سيزيد من مستوى الهجرة المعاكسة من اسرائيل بحثا عن اليقين والامن والاستقرار!