شريط الأخبار
الحموري يطالب بإخلاء الفرق الطبية الاجنبية والعربية المحاصرة بغزة مقتل 5 جنود احتلال شمالي غزة والمقاومة تواصل ضغطها 65 قرشا اجرة الباص السريع من الزرقاء وتخصيص 50 حافلة للخط تمديد فترة استكمال اجراءات المنح والقروض الجامعية الملك: على الحرب أن تتوقف وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية الافراج عن الناشط زياد بحيص 92.2 مليون دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن والبحرين العام الماضي تنياهو: قرار مصر "خطير جدا" وسموتريتش: حان وقت انهيار السلطة الفلسطينية محكمة العدل الدولية تبحث طلب جنوب إفريقيا إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح الإفراج عن المهندس ميسرة ملص بعد اعتقال اسابيع الطاهر: نحن بصدد اطول حرب عربية اسرائيلية ومازالت في بدايتها المهندسين" تسلم منزلين لأسر عفيفة في مخيم الوحدات وحي نزال.. وترميم ثالث في مخيم الحسين نصرالله : الرضا بالهزيمة.. وإلا حرب استنزاف باعتراف الاحتلال: عملية نوعية توقع عددا كبيرا من الجنود وفاة طفلة باربد اثر تعذيب والدها لها "الامانة" تعلن وتكرم الفائزين بجائزة حبيب الزيودي للشعر أردني يقتل زوجته ويُنهي حياته بامريكا حبسه جاره 26 سنة باصطبل.. فما قصة السحر المقاومة تستبسل.. "القسام" تقتل 7 جنود اسرائيليين وجيش الاحتلال يعلن إصابة 22 إيقاف رئيس نادي الوحدات وتغريمه ألف دينار لانتقاده الحكام

المانيا تحاكي النازية للتخلص من ضحايا ضحاياها

المانيا تحاكي النازية للتخلص من ضحايا ضحاياها


جودت مناع

قرار الحكومة الألمانية مواجهة جمهورية جنوب إفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، محاولة بائسة لتحسين صورة الماضي في زمن الوعي الإنساني المعاصر.

 

لقد ارتكبت ألمانيا أم الجرائم بإبادة ملايين اليهود في ألمانيا ومحيطها وملايين أخرى في روسيا خلال غزو هتلر للاتحاد السوفيتي السابق

 

ولم تدخر المانيا جهداً لمساعدة ضحاياها اليهود للهجرة والاستيطان في فلسطين لمحو عار لصق بها لم ولن يمحوه التاريخ ولو بعد حين.

 

كما فرضت المانيا عقوبات على كل من تسول له نفسه "معاداة السامية" بالتساوق مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها واستخدمت هذا "التشريع" غطاءا لشرعنة ودعم الاستيطان اليهودي في فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.

 

الموقف الألماني من دعوى جمهورية جنوب افريقيا يأتي في سياق سياسة حكومات برلين المتعاقبة المتمثلة في انحيازها لكيان الاحتلال الإسرائيلي ومعاداتها للشعب الفلسطيني. ومع ذلك لا زالت ذيول النازية تؤرق أوروبا بالرغم من إدعاء استئصالها.

 

وتخضع برلين لضغوطات كبيرة من اللوبي الصهيوني العالمي وتمتثل لمطالبه بتقديم المساعدات لسلطة تل أبيب.

 

ولم تغير برلين سياساتها السابقة فواصلت تقديم الدعم المالي التقليدي لسلطة الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من توقيع اتفاق أوسلو بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل الكيان القائم على احتلال فلسطين.

 

في عام ١٩٩٣ أجريت مع وزير التعاون الدولي الألماني آنذاك لقاءا صحفياً حول ما الذي يمكن أن تقدمه المانيا لمساعدة الشعب الفلسطيني بعد توقيع اتفاق أوسلو.

 

في نهاية المقابلة أخبرني الوزير أن ألمانيا طلبت من رئيس وزراء إسرائيل الراحل شمعون بيرس تحويل المنحة الألمانية لإسرائيل " ١٢٠ مليون دولار " سنويا للسلطة الوطنية الفلسطينية لمساعدتها في تأسيس بنية تحتية للدولة الفلسطينية الواعدة فوافق على التنازل عن نصف القيمة وتقديمه للسلطة الفلسطينية بعد أن رفض في بادئ الأمر.

 

وبدلا من أن تعترف ألمانيا بتورطها في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية حين قتل حوالي ٢٥ مليون إنسان في الاتحاد السوفياتي السابق على يد قوات هتلر إلا أن برلين لم تستخلص العبر من أفعالها في تلك الحرب وتواصل لعب دور "الثعلب مع ضحيته" لنيل رضا إسرائيل دون إدراك أن ما قامت وتقوم به يناهض القيم والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.

 

إن موقف المانيا إزاء قضية جمهورية جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل مثال صارخ هو الأحدث في السياسة الألمانية المعاصرة، ويأتي بعد عقود من من دعمها لاحتلال فلسطين

 

وهنا لا بد من تفنيد العلاقة الألمانية الإسرائيلية وفضحها بتحذير أسر ضحايا "الهولوكوست" اليهود وغيرهم من الوقوع ثانية في فخ الماني - صهيوني قد يكرر  كارثة الماضي.

والسؤال هو كيف لإسرائيل المدعية بالحفاظ على التاريخ اليهودي وتمثيلها لضحايا "الهولوكوست" ، قبول استنهاض النازية الألمانية ضد الشعب الفلسطيني واستخدام الأداة نفسها التي حرقت يهود ألمانيا لإبادة الشعب الفلسطيني !

 

الم يدرك أقطاب الحرب في الكيان الإسرائيلي المهمة المناطة بهم بقبول لعب الدور النازي في فلسطين المحتلة الذي مصيره الفشل وسحل "أبطاله" من أمثال نتنياهو وسموتريش وبن غفير في الشوارع و أو محاكمتهم كمجرمي حرب ؟

لذلك لا يمكن فهم تعاطف الموقف الألماني  مع أسر ضحايا "الهولوكوست" ومن يدعي تمثيلهم في اسرائيل الاستعمارية وتشكيكها في حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، أم أن برلين تتغاظى عن تقويم  سلوكها الإجرامي وتهرب إلى الأمام لمحاكاة النازية وتوظيفها ضد الشعب الفلسطيني للتخلص من احفاد ضحاياها وضحايا ضحاياها.