شريط الأخبار
الحموري يطالب بإخلاء الفرق الطبية الاجنبية والعربية المحاصرة بغزة مقتل 5 جنود احتلال شمالي غزة والمقاومة تواصل ضغطها 65 قرشا اجرة الباص السريع من الزرقاء وتخصيص 50 حافلة للخط تمديد فترة استكمال اجراءات المنح والقروض الجامعية الملك: على الحرب أن تتوقف وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية الافراج عن الناشط زياد بحيص 92.2 مليون دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن والبحرين العام الماضي تنياهو: قرار مصر "خطير جدا" وسموتريتش: حان وقت انهيار السلطة الفلسطينية محكمة العدل الدولية تبحث طلب جنوب إفريقيا إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح الإفراج عن المهندس ميسرة ملص بعد اعتقال اسابيع الطاهر: نحن بصدد اطول حرب عربية اسرائيلية ومازالت في بدايتها المهندسين" تسلم منزلين لأسر عفيفة في مخيم الوحدات وحي نزال.. وترميم ثالث في مخيم الحسين نصرالله : الرضا بالهزيمة.. وإلا حرب استنزاف باعتراف الاحتلال: عملية نوعية توقع عددا كبيرا من الجنود وفاة طفلة باربد اثر تعذيب والدها لها "الامانة" تعلن وتكرم الفائزين بجائزة حبيب الزيودي للشعر أردني يقتل زوجته ويُنهي حياته بامريكا حبسه جاره 26 سنة باصطبل.. فما قصة السحر المقاومة تستبسل.. "القسام" تقتل 7 جنود اسرائيليين وجيش الاحتلال يعلن إصابة 22 إيقاف رئيس نادي الوحدات وتغريمه ألف دينار لانتقاده الحكام

دامت "الأحداث الأمنية" حليفة دياركم العامرة!

دامت الأحداث الأمنية حليفة دياركم العامرة!
كمال ميرزا 
كجزء من الحرب الدعائية وحرب المصطلحات، كلما تعرّضت عصابات حرب الكيان الصهيوني إلى صفعة أو انتكاسة على يد أبطال المقاومة، يُطلق مسؤولو الكيان وإعلامه على ذلك مسمّى "حدث أمني".

هذه التسمية مُغرضة وخبيثة على عدّة مستويات:

أولا كلمة "حدث" بحدّ ذاتها فيها تهوين وتقليل من شأن وأهمية ما وقع، والإيحاء أنّه أمر عابر واستثناء وليس النمط السائد أو المتواتر أو المسار "الاعتيادي" للأمور.

ثانيا وصف الحدث بـ "الأمني" يوحي أنّ ما وقع هو خرق للأمن، أو انتهاك للأمن، أي جريمة، والذين يخرقون وينتهكون الأمن هم طبعا مجرمون أو لصوص أو عصابات أشرار أو إرهابيون، وليسوا جيشا شرعيا أو محاربين نظاميين أو مقاومين ومناضلين ومجاهدين.

ثالثا وصف الحدث بالأمني يوحي أنّ ما تقوم به عصابات الحرب الصهيونية في غزّة هو مجرد مهمة أمنية من أجل حفظ الأمن (وليس حرب إبادة وتهجير)، وحماية الناس من "الأشرار" و"المجرمين" الذين يهددون هذا الأمن وينتهكونه، وهذا بدوره يضفي شرعية ضمنية على أفعال وجرائم الكيان ويمنحها مبررا ومسوغا أخلاقيا زائفا.

رابعا وصف الحدث بالأمني يوحي ضمنا أنّ قطاع غزّة هو أراض خاضعة للسيادة الصهيونية، فأنت لا تقوم بمهمات أمنية ولا تحفظ الأمن إلا على أرضك وضمن حدود سيادتك.

خامسا مصطلح "الحدث الأمني"، خاصة عندما تُلحق به أوصافا مثل "صعب" أو "مرير"، فيه خداع لجمهور الكيان الصهيوني نفسه، ومحاولة للتخفيف من وطأة الهزائم والإخفاقات والخسائر التي تُمنى بها عصابات الكيان على يد أبطال المقاومة.

سادسا مسمّى "الحدث الأمني" يمثّل رؤية ومنظور الكيان الصهيوني لما يقع، واستخدام هذا المصطلح كما هو وتداوله على عواهله فيه إقرار ضمني أنّ منظور الكيان وروايته وسرديته هي الأساس، وبقية المنظورات والروايات والسرديات هي فرعية وهامشية وتُقاس إلى السردية الرئيسية.

للأسف، الإعلام العربي يخفق غالبا في التعامل مع حرب المصطلحات، وينجرف وراء معجم العدو وترسانة مسمياته وألفاظه وصياغاته، ويظن أنّه بذلك يمارس "الموضوعية" و"الاحترافية" دون أن يعي أنّ "الموضوعية" و"الاحترافية" وفق المنظور والاستخدام والتوظيف الغربي هما بحدّ ذاتهما مصطلحين دعائيين مُغرضين!

نحن بحاجة لنحت معجم مصطلحاتنا الخاص الذي يعكس منظورنا وروايتنا وسرديتنا، ويعبّر عن ثقافتنا وهويتنا وأصالتنا.

ماذا لو قلنا "مأثرة": مأثرة جديدة في غزّة، مأثرة جديدة لأبطال المقاومة، مأثرة تطيح بعصابة صهيونية متحصّنة في مبنى.. وهكذا.

هل هناك مقترحات أخرى؟

يمكن أن ننهل من معين "الثقافة الشعبية" ونستخدم أيضا صيغة "بشرى سارّة" التي تستخدم في الإعلانات الترويجية التقليدية:

بشرى سارّة افتتاح بقالة الأمانة.. بشرى سارّة وصول تشكيلة جديدة من الملابس والأحذية.. بشرى سارّة مصرع وجرح أربعين مرتزقا صهيونيا في مأثرة جديدة للمقاومة!

ويمكن أن نختم صياغتنا بعبارة تشبه العبارة المشهورة التي تستخدم في بطاقات الدعوة لحفلات الزفاف أو ما يُسمّى "كرت العرس":

دامت الأفراح حليفة دياركم العامر.. دامت المآثر حليفة دياركم العامرة.. وبالنسبة للعدو الصهيوني دامت "الأحداث الأمنية" حليفة دياركم العامرة!