مُسيّرات حزب الله تقُضّ مضاجع الاحتلال وتحذير من فقدان اسرائيل الردع
قال الجنرال الإسرائيليّ في الاحتياط، نوعام تيفون، في حديثٍ أدلى به للقناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ ليلة أمس الأحد، قال إنّ قوّة الردع الإسرائيليّة تدّمرت نهائيًا، قبل هزيمة السابع من أكتوبر وخلال الحرب التي شنّتها إسرائيل وما زالت ضدّ قطاع غزّة، لافتًا إلى أنّ أعداء إسرائيل على جميع الجبهات لا يخشون من قوّة جيش الاحتلال وقدراته، وجاءت أقواله في معرِض الحديث عن جرأة حزب الله اللبنانيّ، الذي حقق، بحسبه، انتصارًا إستراتيجيًا مُهِّمًا، بطرده سُكّان الحدود الشماليّة، حوالي مائة ألفٍ، وإقامة منطقة آمنة داخل الكيان، وليس في جنوب لبنان، كما قال.
جديرٌ بالذكر أنّ إسرائيل ما زالت تتكتّم على الأضرار التي لحقت بقاعدة (ميرون) الاستخباراتيّة، الواقعة على جبل الجرمق، والتي تعرّضت السبت قبل الماضي لقصفٍ من حزب الله، وربّما استخدم الحزب الطائرات الانقضاضيّة الانتحاريّة لتنفيذ المهمة، التي لم تشهدها إسرائيل منذ إقامتها في العام 1948.
إلى ذلك، وبحسب مؤسس مشروع منظومات الدفاع الجويّ الإسرائيليّ، الجنرال احتياط عوزي روبين، فإنّ الطائرات دون طيّار التي تنتجها إيران، قد قلبت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، بل وباتت تهديدًا استراتيجيًا يماثل تهديد الصواريخ الباليستية، علمًا أنّ المخابرات في الكيان تؤكِّد أنّ هذه الطائرات الفتاكّة قد وصلت منذ فترةٍ بعيدةٍ نسبيًا إلى حزب الله اللبنانيّ، الأمر الذي يزيد من خطورة تهديدها.
ورأى روبين أنّ الإيرانيين يُفضِّلون الطائرات دون طيّار الانتحاريّة، حيث يمكن تصنيعها في ورش العمل المرتجلة لوكلائهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة، وهكذا، كما أشار إلى أنّ الجانب الأكثر خطورةً لتهديد الطائرات دون طيّار لإسرائيل، هو إمكانية شنّ غاراتٍ جماعيّةٍ بأسرابٍ متزامنةٍ من مئات، إنْ لم يكن الآلاف، من الطائرات دون طيار.
وقد أعدّ روبين دراسةً حول هذا الموضوع، نشرها موقع (معهد القدس للإستراتيجية والأمن)، جاء فيها "رفعت قدرات الطائرات الإيرانية غير المأهولة المتزايدة الخطر، من مستوى الإزعاج إلى المستوى الاستراتيجيّ، على قدم المساواة مع القذائف الصاروخيّة لطهران وصواريخها”.
واختتم قائلاً: "لم يعد من الممكن النظر إلى الطائرات دون طيّار الإيرانية على أنّها أنظمة أسلحة ثانوية تُستخدم لـ "المضايقة وجمع المعلومات الاستخبارية والردع”، وبدلاً من ذلك، فقد نمت إلى نظام سلاحٍ رئيسيٍّ يمكن، عند تطبيقه بشكلٍ صحيحٍ، أنْ يُغيِّر قواعد اللعبة من تلقاء نفسه، وبقوّة الجيل الجديد من الصواريخ والقذائف الدقيقة لإيران.
من ناحيته أفاد عاموس هارئيل، المحلل العسكريّ لصحيفة (هآرتس)، أنّ "إيران تعتمد على الطائرات دون طيّار كقوّةٍ موازنةٍ لتفوق إسرائيل الجويّ”، مضيفًا أنّ "القيادة العسكريّة العليا لإسرائيل قلقة من انتشار قدرات الطائرات دون طيّار الإيرانيّة إلى المزيد والمزيد من وكلاء إيران”.
على صلةٍ بما سلف، أفاد موقع (القناة الـ 12) في التلفزيون العبريّ بأنّه في ظلّ الصواريخ المضادّة للدبابات وإطلاق الصواريخ، يتزايد تهديد آخر من الطائرات دون طيّار. ففي هذا الأسبوع فقط، تعرضت قاعدة القيادة الشماليّة لهجومٍ بطائراتٍ دون طيّارٍ تابعة لحزب الله.
وأضاف الموقع، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ مطلعةٍ في تل أبيب، أنّه "وفقًا لتقديرات مركز (علما) الذي يُحقّق في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الشمال، فإنّ حزب الله لديه أكثر من 2000 طائرة دون طيّار من جميع الأنواع، لأغراضٍ انتحاريّةٍ وهجوميّةٍ واستخباراتيّةٍ”.
وقال مدير الأبحاث في مركز (علما) لموقع القناة الـ 12 العبريّة، طال باري، إنّ "النماذج المُنتجة ذاتيًا مبنية على النماذج التي جاءت من إيران”، وأضاف: "خلال الحرب، رأينا أيضًا أنّ حزب الله كان يُشغّل طائرات دون طيّاٍر صينية الصنع لجمع المعلومات الاستخبارية. والتي يمكن طلبها عبر الإنترنت بتكلفة تتراوح بين 3000 و3500 دولار”.