اشرف محمد حسن 

       تضمن رد "حماس" على الإطار العام لاتفاق وقف الحرب مع الكيان الصهيوني بندا يشترط أن تكون روسيا وقطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا، دولا ضامنة لتنفيذ الاتفاق وتضمن الرد أيضا ملحقا يتعلق بتفاصيل المرحلة الأولى والتي هي مرحلة إنسانية تهدف إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال (دون سن 19 عاما غير المجندين)، والمسنين والمرضى، مقابل عدد محدد من المسجونين الفلسطينيين، إضافة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية، وإعادة تمركز القوات خارج المناطق المأهولة، والسماح ببدء أعمال إعادة إعمار المستشفيات والبيوت والمنشآت في كل مناطق القطاع، والسماح للأمم المتحدة ووكالاتها بتقديم الخدمات الإنسانية وإقامة مخيمات الإيواء للسكان وفي آخر الملحق طلبت "حماس" أن تتولى مصر وقطر قيادة الجهود مع كل من يلزم من الجهات للإدارة والإشراف على ضمان وتحقيق وإنجاز عدد من القضايا وقد يكون هذا المقترح هو الذي وصفه بلينكن بقوله ان ( هناك أمور من الواضح أنها غير مقبولة في رد حماس ) ونعتقد أن ذلك يفسح مكانا للتوصل إلى اتفاق، ونحن نعمل على ذلك من دون كلل حتى التوصل إليه والسؤال هنا لماذا طلبت المقاومة الفلسطينية ذلك وما الذي يزعج أمريكا والصهاينة في هذه النقطة .؟!؟ 

تاريخ المعاهدات والاتفاقيات التي تمت برعايتها بشأن الصراع العربي الصهيوني التزم بها العرب فقط ولم يلتزم الكيان الصهيوني باي منها اذ انه تنصل منها وبدعم امريكي مباشر بما في ذلك اتفاق أوسلو والذ تم برعايتها وضمانتها منذ اكثر من ثلاثين عاماً ففي وقت سابق قال النتن ياهو في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم 12/ كانون اول من عام 2023م إن عصابات الاحتلال الصهيوني  "لديها خلافات مع الولايات المتحدة بشأن اليوم التالي لحماس في (قطاع غزة) وإنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية كما قال اقدر كثيرا الدعم الأمريكي لتدمير حماس وعودة مختطفينا. فبعد حوار مكثف مع الرئيس بايدن وموظفيه، تلقينا الدعم الكامل للتوغل البري ولكف يد الضغط الدولي لوقف الحرب كما قال ( لن أسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو.. ) ولن أسمح بعد التضحيات الهائلة لمواطنينا ومقاتلينا أن نجلب إلى غزة أولئك الذين يتعلمون الإرهاب ويدعمون الإرهاب ويمولون الإرهاب حسب وصفه .. مشدداً على ان غزة لن تكون (حماسستان) ولا (فتحستان) كما اعلن عدة مرات وفي أوقات سابقة  أن قطاع غزة سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب، مشيراً أن هناك احتمالا لنشوب حرب ضد قوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وهذا يعبر وبشكل واضح عن نواياه المبيتة ، ووجود قرار صهيوني امريكي مسبق بإشعال الضفة الغربية وما يفعله المستوطنين وجيش الاحتلال يومياً في الضفة يؤكد ذلك وهنا لا بد من القول بانه حتى لو وجدت هناك خلافات بينهم فهي تكمن فقط في طرق التنصل من المعاهدات فمنذ اكثر من ثلاثين عام وامريكا تؤكد وتشدد على ضرورة حل الدولتين وتدين الاستيطان ومصادرة أراضي الضفة ولم يتحقق أي شيء بل على العكس تماماً فهي تقدم لهم كامل الدعم والحماية الدولية لإعدام التفكير بوجود دولة فلسطينية فهي رغم الادانات العالمية لاجرام الكيان الصهيوني في حربه ضد الشعب الفلسطيني وارتكابه للمجازر وحرب الابادة الجماعية منذ اكثر من أربعة اشهر الى انها تقدم له الدعم اللا محدود بالسلاح والأموال والحماية في مجلس الامن والمحافل الدولية بل تفرض القيود على هيئات الإغاثة الإنسانية فهي شريك في هذه الحرب ولا يمكن ان تكون ضامن مقبول او راعي لعملية سلام فهي طرف غير محايد ولابد من وجود اطراف أخرى اكثر حيادية ومصداقية لتكون ضامنة لهذه العملية لكن أمريكا تريد ان تبقى هي الحكم وهي الخصم . 

اما هذه الايام وفي خامس زيارة له إلى المنطقة منذ معركة طوفان الأقصى والتي انطلقت في 7/ أكتوبر تشرين الأول 2023، من المنتظر أن يتوقف بلينكن بعد السعودية في كلٍّ من قطر ومصر والكيان الصهيوني وكان قد  شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل الزيارة على ضرورة "الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة" وهيى من اعلن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الاونروا ) بل وامرت كامل الدول التي أعلنت توقفها فوراً عن تمويل الاونروا ، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مرارا ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمرة للحرب، التي تقترب من دخول شهرها الخامس ، على القطاع المحاصر الا ان الإدارة الامريكية تحاول ابتزاز المقاومة الفلسطينية  بهذه المساعدات كما يناقش بلينكن خلالل زيارته مقترح هدنة وُضع خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس الشهر الماضي حيث بات التحرك الدبلوماسي أكثر إلحاحا مع ازدياد الهجمات التي تشنها جماعات تضامنا مع المقاومة الفلسطينية، ما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات مضادة في اليمن وسوريا والعراق أكدت حماس أنه لم يتم بعدُ التوصل إلى أي اتفاق، بينما صرح بعض المسؤولين الصهاينة عن معارضتهم لأي تنازلات حسب وصفهم بينما رئيس الحكومة الصهيوني النتن ياهو على أنه ملتزم بتحقيق ما سمّاه "النصر الكامل" وأن أي وقف للقتال لن يكون إلا بصورة مؤقتة، ما دام مقاتلو حماس طلقاء حسب قوله وقد اشارت حركة حماس الى إنها لن توافق على هدنة أو إطلاق سراح الرهائن، إن لم تحصل على ضمانات كافية بأن جيش الاحتلال الصهيوني سينسحب من غزة وينهي الحرب فالادارة الامريكية تريد ان تبقى وحدها فقط الحكم وهي الخصم فهم .. لا عهد لهم ..