هل ماتت جامعة الدول العربية؟
محمد سويدان
جامعة الدول العربية.. ياترى من يتذكر هذه المؤسسة العربية؟ هذه
المؤسسة التي كان يؤمل منها الكثير على صعيد العمل العربي المشترك وقضية فلسطين
والدفاع المشترك وتوحيد الدول العربية، باتت يافطة لاتعبر حتى عما تحمله من أسم..
قبل سنوات، وعندما أرادت الدول التي تدير المشهد على المستوى
العالمي والعربي تفعيل الجامعة، لطرد سورية من الجامعة والغاء عضويتها، تم ذلك دون
أي مشاكل... ظن البعض وفي بعض الظن إثم أن الجامعة ستفعل وسيكون لها دور ما في هذا
الخراب العربي..ولكن كما قلنا سابقا فإن هذا الظن قد خاب هذا الظن...
واليوم، وعندما يتعرض الشعب الفلسطيني في غزة لإبادة جماعية غير
مسبوقة بالتاريخ على أيدي العصابات الصهيونية النازية وبدعم مادي ومعنوي من راعية
الأرهاب في العالم الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الجامعة العربية لاتحرك
ساكنا.. صحيح أنها عقدت قمة طارئة في المملكة العربية السعودية في بداية العدوان
المستمر منذ السابع من اكتوبر الماضي، ولكنها غابت منذ ذلك الوقت عن المشهد
الفلسطيني والعربي والعالمي.
غابت الجامعة غيابا كليا، بإستثناء بعض التصريحات التي لاتسمن
ولاتغني من جوع، بهدف القول أنها مازالت حية بينما الواقع يكذب ذلك، ويؤكد أن
الجامعة ماتت وشبعت موتا، وأنها وإن بقيت بالأسم وبعض الاجتماعات واللقاءات
والتصريحات فأنها لن تؤثر بالواقع العربي والعالمي، وأن وجودها شكليا
ويستخدم في الكثير من الاحيان لغايات تعاكس أهدافها الحقيقية.
أضحك كثيرا برغم الحزن والغضب عندما أسمع صوتا يطالب بدور للجامعة
العربية لوقف العدوان على غزة... غزة التي تتعرض لإبادة جماعية.. ففي كل يوم هناك
عشرات المجازر والاحتلال يهدد ويتوعد مدينة رفح التي تضم أكثر من مليون ونصف
المليون انسان فلسطيني بالاجتياح والعدوان والتدمير ، فيما تصمت جامعة الدول
العربية وتقف موقف المحايد الذي يراقب ما يحدث وكأن ما يحدث يحدث في قارة بعيدة
جدا لاعلاقة لها بالعرب والعروبة.
بالرغم من سلبية دور هذه الجامعة ومن وفاتها كلنيكيا، إلا أنها
ستبقى مادام هناك من يعتقد أنها ستفيده لتحقيق بعض أهدافه السياسية، ولكنها في
ضمير الشعوب العربية وخصوصا الشعب الفلسطيني ماتت وشبعت موتا.. البقية في حياتكم!!!