استهداف الدعاية الإسرائيلية للأنروا .. الأسباب والغايات!
جودت مناع
توظف
إسرائيل حملتها الدعائية لاستهداف الأونروا باعتبارها شاهدا على جرائم حرب الإبادة
الإسرائيلية في قطاع غزة باختلاق أكثر من قصة ملفقة.
لكن
وصول الدعاية الإسرائيلية عند ذروتها يصطدم بالتنديد الدولي بحرب الإبادة
الإسرائيلية وتداعياتها الخطيرة على المدنيين الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة.
من
مضامين الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف الرأي العام العربي والأجنبي ثلاثة عناصر
تتلخص في أولا: المزاعم حول اكتشاف نفق عسكري للمقاومة تحت مقر الاونروا في غزة.
ثانيا:
مشاركة عدد من موظفي الاونروا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي على مستوطنات
إسرائيلية وهو ما لم يدعمه جيش الاحتلال بالأدلة القاطعة
وثالثاً:
اتهام الأونروا بمساندة المقاومة الفلسطينية.
وفي
أوج تناقض المزاعم الإسرائيلية مع محيطها الأمني والسياسي يمكن تشخيص الأهداف
الإسرائيلية في هذه المرحلة.
أكثر
ما لفت نظري تصريح للمتحدث الرسمي بإسم الحكومة الإسرائيلية يتضمن مزاعم كاذبة دعا
فيها الأنروا لمساعدة إسرائيل في تأمين ممرات أمنة حسب ادعائه لإجلاء المدنيين
الفلسطينيين من رفح بدلا من إنقاذ "حماس" واستخدامهم دروعاً بشرية
حسب تعبيره.
هذا
التصريح يحمل في مضمونه مفهوماً للعملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح وما
هو المصير الذي ينتظر نحو مليون ونصف المليون فلسطيني لجأوا إلى رفح باعتبارها
منطقة آمنة فوجدوها غير ذلك.
لكن
الأخطر وهو ما يأتي بعد مثل هذه التصريحات لاستكمال أهداف الحملة هو اتهام مفترض
للأنروا والأمم المتحدة بالمسؤولية عن فشل خطة الإجلاء الملفقة التي تستجيب لأحد
أهداف هذه الحرب وهو التطهير العرقي في قطاع غزة.
هذه
التصريحات تتزامن مع قرار إسرائيل منع مسؤولة أممية في حقوق الإنسان من دخول
البلاد تدعى فرنشيسكا ألبانايز مقررة الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في فلسطين،
كما يتزامن مع قرار قد يتخذه الكنيست الإسرائيلي يقضي بإغلاق مقر الأنروا الرئيسي
في القدس المحتلة حيث تقع مكاتب العمليات الرئيسية للأنروا في حي الشيخ جراح
لتحقيق هدفين:
الأول
إلغاء الأنروا ودورها نهائيا وهو أحد أهداف الحرب المستمرة،
و
ثانياً: الاستيلاء على موقع الأنروا في حي الشيخ جراح بمساحته الواسعة لتنفيذ
المخطط الاستيطاني في الحي.
وفي
الوقت الذي يراقب فيه العالم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مكتفيا بالإدانة
والقلق تارة دون اتخاذ قرارات فعلية لوقف الحرب وتداعياتها تسعى إسرائيل ليس
لتقويض عمليات الأنروا في فلسطين المحتلة بل في الدول المحيطة بها لشطب أي دور لها
في في إحدى قضايا الحل النهائي وهو عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وبالإضافة
إلى تلك المساعي التي ستحققها إسرائيل هو تغييب الأنروا عن جلسات محكمة العدل
الدولية وبالتالي تقديم فريق الدفاع الإسرائيلي إلغاء التقارير الصادرة عن الأنروا
بشأن الاتهام الذي تضمنته قضية جمهورية جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب حرب إبادة
ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.