اشرف محمد حسن 

    احاديث حول ادانات دولية للكيان الصهيوني وجرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فالكثير من هذه الدول تدين الكيان الصهيوني من جهة وتقدم له الدعم المباشر من جهة أخرى وبعض هذه الدول للأسف توصف بالقوى العظمى وبالدول الديمقراطية فبالرغم من احتجاجات المواطنين في تلك الدول الا ان موقفها معارض تماماً لشعوبها بل وان الكثير من تلك الحكومات حاولت قمع شعوبها ومنعهم من التعبير عن رأيهم فالامر عندما يتعلق بالكيان الصهيوني لا ديمقراطية لديها كون ان الطبقة الحاكمة في تلك الدول هم من التجار الذين لهم الكثير من المصالح مع حركة الصهيونية العالمية فتجد ان اداناتها للمجازر الصهيونية واتلتي لم تستطيع إخفاء ها عن شعوبها هي عبارة عن تصريحات للاستهلاك المحلي فقط وحتى في لقاءات القمة تجد مثل هذه التصريحات تقع ضمن اطار العلاقات العامة فتجد المسؤول يصرح في دولة عربية مثلا بقول وفي أمريكا يقول شيئاً اخر تماما بل وان تصريحات الكثير منهم تتنافى تماما عن سياساتها على الأرض حتى وبعد ما تكشف من كذب ادعاءات الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية عقب معركة طوفان الأقصى ابتداءً  من 7/ أكتوبر وحتى اليوم . 

قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الثلاثاء إن الكيان الصهيوني لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بشكل منفرد أو مشترك وأضاف بعيدا عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي، مشددا على أنه ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين وفي وقت سابق دعا المتحدث باسم الحكومة الصهيونية  إيلون ليفي الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى التعاون مع جهود الكيان الصهيوني لحماية المدنيين من حماس وإجلائهم من منطقة الحرب يحاول الإرهابيون حسب وصفه استخدامهم فيها كدروع بشرية ، ومن جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرييش  من أن الهجوم الصهيوني المتوقع على رفح في جنوب القطاع ستكون له "عواقب مدمرة وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن عقب مباحثات مع الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض، إنه لا ينبغي شن عملية عسكرية في رفح دون خطة تضمن أمن المدنيين كما وأوضح أن واشنطن تعارض التهجير القسري لسكان غزة حسب قوله آنذاك وفي المقابل، قال ناطق باسم الخارجية الصينية، في بيان، إن الصين.. تعارض وتُدين الأعمال التي تضر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي، مضيفاً أن بكين تحض الكيان الصهيوني على وقف عملياتها العسكرية في أقرب وقت ممكن وبذل كل الجهود الممكنة لتجنّب سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.. لمنع كارثة إنسانية أكثر خطورة في منطقة رفح .

 وفي ذات الاطار قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده طلبت هدنة إنسانية  في غزة لكن ذلك لم يحدث، مشيرا إلى أن واشنطن تدفع المنطقة برمتها نحو الكارثة من جهته، دان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الهجمات الصهيونية على مدينة رفح، ووصفها بالوحشية والفظيعة، وقال في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس – الاثنين الماضي - إن الكيان الصهيوني الذي ترتكب إبادة جماعية، هاجم بوحشية المكان الذي لجأ إليه أكثر من مليون فلسطيني اما ايران فقد حذر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من أن الهجمات الصهيونية على مدينة رفح ستكون لها عواقب وخيمة على الكيان الصهيوني ومن ناحيتها فقد قالت باكستان ان تل ابيب تنتهك الإجراءات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية الشهر الماضي، الرامية إلى حماية سكان قطاع غزة من الإبادة الجماعية، وأعربت عن إدانتها الهجوم الصهيوني على رفح كما أعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عن قلقه العميق إزاء الاجتياح البري المرتقب للقوات الصهيونية في مدينة رفح كما أشار إلى أنه على الرغم من رسائله المستمرة، فإن سلوك الكيان وممارساته لم تتغيرا وأيضا حذرت منظمة العفو الدولية من خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك يهدد رفح، حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من القصف  فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين 28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية .

هذا وقد نقلت صحيفة بوليتيكو عن 3 مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لن تعاقب الكيان الصهيوني إذا ما أقدمت على شن حملة عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة دون توفير الحماية للمدنيين في المدينة وقالت الصحيفة إن المسؤولين الثلاثة الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم- أخبروها أن واشنطن لا تخطط لتوبيخ إسرائيل، مما يعني أن القوات الإسرائيلية يمكنها دخول رفح وإلحاق الأذى بالمدنيين في المدينة دون التعرض لأي عواقب من الولايات المتحدة الأميركية ويرى مراقبون أن هذه المعلومات تمثل ضوءا أخضر من الإدارة الأميركية لحكومة رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو للمضي قدما في خطته لاجتياح المدينة التي تعتبر آخر ملجأ لمئات آلاف النازحين، رغم الإدانة الدولية والتحذيرات المتصاعدة مما سيترتب على ذلك من مجازر للمدنيين الأبرياء وتشير التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى أن الاجتياح الإسرائيلي الوشيك للمدينة المكتظة بمليون و400 ألف نسمة لن يؤثر على الدعم الأميركي لإسرائيل، رغم إعلان إدارة بايدن أنها تريد من الصهاينة وضع خطة لحماية المدنيين قبل بدء الاجتياح وقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي عما إذا كان الرئيس الأميركي قد هدد بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدما في خطتها لاجتياح المدينة، إن واشنطن ستواصل دعم الكيان الصهيوني ، وأضاف وسنواصل ضمان حصولهم على الأدوات والقدرات اللازمة للقيام بذلك ومن ناحية أخرى فقد أقر مجلس الشيوخ الأميركي مؤخراً ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، حزمة مساعدات بقيمة 95.34 مليار دولار لللكيان الصهيوني وأوكرانيا وتايوان، وسط شكوك بشأن إقراره في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون وتعليقا على الإقرار، قال بايدن إن "حزمة المساعدات التي أقرها مجلس الشيوخ تستجيب لأولويات أمننا القومي في الشرق الأوسط، وتتضمن دعما كبيرا ( لجنودنا ) هناك الذين يواجهون هجمات مليشيات مدعومة من إيران كما أكد أن المساعدات "توفر للكيان الصهيوني ما يحتاجه لحماية ( شعبه ) من الجماعات الإرهابية مثل حماس وحزب الله وغيرهما حسب وصفه ومن هذه الدول وعلى سبيل المثال لا الحصر ، كندا والتي توصف بانها دولة ديمقراطية وتشهد تظاهرات شعبية حاشدة متزايدة داعمة للشعب في قطاع غزة وللمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي وفتح معبر رفح الحدودي لإدخال المساعدات الإنسانية على الفور حتى ان بعضها  قادها حاخامات ومنها مؤخراً في مونتريال الكندية لدعم غزة ووقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقد قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي للصحفيين إنها قلقة للغاية إزاء ما يحدث في غزة وخصوصا رفح. العملية ستكون مدمرة. وهي مدمرة للفلسطينيين وكل من يسعون إلى الاحتماء وأضافت، ما تطلب منهم حكومة نتنياهو أن يفعلوه، هو المغادرة مرة أخرى، غير مقبول. لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولهذا السبب نحتاج إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم الا انها من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها ودعمها المطلق للكيان الصهيوني وهي أيضا من أوائل الدول التي أعلنت وقف تمويل الاونروا كما انها دعمت ارسال متطوعين للقتال مع الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني ..! 

اما المانيا والتي أعلنت ايضاً دعمها المطلق للكيان الصهيوني وتصف نفسها بالدولة الديمقراطية فالمظاهرات في شوارعها متواصلة المطالبة بوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعمليات الإغاثة وقد تظاهر ما يزيد عن 150 ألف شخص مؤخراً في شوارع برلين بالإضافة الى مظاهرات أخرى في مختلف المدن الألمانية حيث أعلن المستشار الألماني اولاف شولتو دعمه للمظاهرات المناهضة لليمين المتطرف، قائلا -عبر منصة إكس- إن المظاهرات في جميع أنحاء البلاد للتظاهر ضد الكراهية تعد "إشارة قوية إلى الديمقراطية والدستور الألمانيين". فقد أعربت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، عن قلقها تجاه إعلان الكيان الصهيوني القيام بعملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة أن الوضع الإنساني في غزة كارثي وكثير من الأطفال فقدوا أهاليهم كما قالت وزيرة خارجية ألمانيا، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرها الفلسطيني، إن الآلاف توجهوا إلى رفح بناء على تعليمات جيش الاحتلال الصهيوني وعليها ضمان أمنهم، وعلى الكيان الصهيوني توفير ممر آمن للمدنيين قبل البدء بهجوم بري على رفح، مؤكدة أن للكيان الصهيوني الحق في الدفاع عن نفسه ، ولكن ذلك لا يشمل التهجير القسري حيث أضافت «أنالينا بيربوك»: نحن بحاجة إلى هدن إنسانية في غزة، ويجب توفير الحماية للمدنيين، وأن تتواصل عمليات الإغاثة، مشددة على أن بناء المستوطنات الصهيونية غير قانوني ويمثل عائقا كبيرا أمام حل الدولتين  كما حذّرت الوزيرة الألمانية من دعوات وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف لعودة مستوطنين يهود إلى غزة و"تهجير" الفلسطينيين مؤكدة أن "غزة تعود إلى الفلسطينيين وهذا لا رجوع عنه. يجب ألا يطردوا من غزة الا انها من أوائل الدول التي لبت نداء الكيان الصهيوني باعلانها وقف تمويل الاونروا ..! 

ووزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت، قد قالت مؤخراً إن الوضع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مثير للقلق جدا في ظل استعدادات صهيونية لشن عملية عسكرية واسعة على المدينة وأشارت سلوت في منشور عبر منصة إكس الأحد إلى نزوح عدد كبير من سكان غزة نحو الجنوب وشدّدت على أنه في مثل هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، من الصعب عدم رؤية أن العمليات العسكرية واسعة النطاق ستؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وكارثة إنسانية أكبر وأوضحت أن هذا الأمر لا يمكن شرعنته، وأنه من المهم للغاية أن تؤدي المفاوضات بسرعة إلى وقف إطلاق نار إنساني مؤقت وفي نهاية المطاف إلى وقف دائم لإطلاق النار الا ان هولندا من الدول التي كانت قد أعلنت دعمها الكامل للكيان الصهيوني كما وعلى الرغم من تسويق نفسها كدولة ديمقراطية فقد خرج الالاف من الهولنديين في مظاهرات مطالبة بوقف اطلاق النار على قطاع غزة انتقد فيها المتحدثون عدم دعوة الحكومة الهولندية لوقف إطلاق النار رغم الهجمات على غزة الا انها لبت نداء الصهاينة وأعلنت تعليق تمويل الاونروا ..! 

ببساطة يجد المراقب لما يدور ويصدر من تصريحات ومواقف عن تلك الدول ماهي الا لذر الرماد في العيون وان تلك الحكومات لم تتحمل مسؤولياتها بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وكأن هذه الدول تريد فعلاً التخلص من الشعب الفلسطيني عبر إبادة جماعية فهي شريك في تلك الحرب وما تصريحاتهم الإنسانية الا نفاق الدولي وخداع للعرب كالمعتاد .. فهم لا عهد لهم ..