نظمت مؤسسة  دعم الشعب الفلسطيني في جنوب أفريقيا، بكيب تاون ندوة لوفد الاتحاد العام للكتاب والأدباء  الفلسطينيين ، بحضور د. علاء الحوراني المحاضر في جامعة كيب تاون، ونخبة من الكتاب، والشعراء الذين ألقوا العديد من القصائد الوطنية دعماً لفلسطين؛ قضية، وثقافة مقاومة.

 و ألقى الأمين العام للاتحاد الشاعر مراد السوداني محاضرة حول العدوان الأخير على غزة، وعموم فلسطين ، تناول فيها ما تعرضت له غزة من قيامة لم يشهدها التاريخ ، وكأنّ زلزال الرعب عصف بها.، فأحالها لصحراء من العدم والتدمير بسبب الدمار الاحتلالي وأهوال آلاف القذائف التي خلفت الخراب  أمام صمت عالمي سمح للاحتلال أن يطلق يد القتل والمحو  في كل الجهات. 

وأضاف: "كتابنا وأدباؤنا في غزة دفعوا ثمناً غالياً في هذه الحرب فقد استهدف الاحتلال قتلاً ما يزيد على  خمسين كاتباً وفناناً ومسرحياً ، منهم أربعة وعشرون من أعضاء اتحادنا ، وكان آخر الشهداء الزميل بسام حسونة ،كما تم تدمير ثمانية عشر مركزاً وجمعية  ومؤسسة ثقافية ،و أربعة عشر مؤسسة من العناوين التراثية  وثمانية دورنشر ، وأهمها دار سمير منصور ، و دار الكلمة،إضافة لاغتيال ما يزيد على مائة من رؤساء  الجامعات،  والمفكرين  والأكاديميين ، وما يزيد على مائة وسبعة وعشرين من الصحفيين.

كل ذلك والعالم غارق في صمته وإدانته الخجولة".

وأوضح السوداني أن الأسرى يتعرضون في ظل الحرب الوحشية على فلسطين إلى اعتداءات إجرامية غير مسبوقة من تعذيب وإذلال وتجويع  وعزل  وآخرها محاولة اغتيال القائد مروان البرغوثي ، عضو اللجنة المركزية لحركة  فتح ، ورفض الاحتلال إطلاق سراح المفكر والكاتب وليد دقة بعد انتهاء محكوميته وقد دخل عامه الأربعين في سجون الاحتلال.

وأشار السوداني إلى ضرورة تشكيل الجبهة الثقافية العالمية لنصرة فلسطين؛ قضية عادلة، ودعم ثقافتها المقاومة التي تواجه رواية النقيض الاحتلالي،  وتكشف وجهه الأسود وزيفه وتزويره، ليكون الكتاب في جنوب إفريقيا عصباً متيناً لهذه الجبهة.

وفي ختام محاضرته قدم السوداني شكره لمؤسسة دعم الشعب الفلسطيني في جنوب أفريقيا على مواقفها الداعمة ونشاطاتها المساندة لفلسطين وهي تتعرض للاستباحة، والتدمير، والإبادة، والإجرام الاحتلالي المنظم.

كما ألقى الشاعر محمد عياد قصيدة مؤثرة عن غزة ، وصف فيها أهوال الحرب وعناد شعبنا في مواجهة الاحتلال واستطالة رعبه .

فيما قدم الشاعر والمناضل  أحد الكبار المؤسسين لثقافة المقاومة ضد الأبارتهايد  في جنوب إفريقيا  (جيمس ماثيوس) مداخلة شرح فيها أهمية الدور الذي لعبه المثقفون وعلى رأسهم الشعراء في تصليب الوعي الجمعي، ورفع طاقة العناد في مواجهة الفصل العنصري، وقرأ قصيدة مقاومة تمثل تللك المرحلة، وعبر عن سعادته بالمشاركة في هذه الندوة حول فلسطين، وما تتعرض له من اغتيال يومي وعلى الصعد كافة.

كما قرأت إحدى الطالبات نصاً عن فلسطين ، وقدم العديد من الطلبة نشيداً حماسياً عن فلسطين ، لتختتم الندوة بالنشيد الوطني الجنوب إفريقي، والنشيد الوطني الفلسطيني وسط هتافات لفلسطين، وقام وفد فلسطين مع رئيس مؤسسة دعم الشعب الفلسطيني بجولة في كيب تاون وساحاتها لمعاينة الجداريات التي توثق الذاكرة الفلسطينية ونضال فلسطين.