اسرائيل تعرقل اتفاق وحرب الارادات تستعصي القاهرة
استؤنفت في القاهرة السبت المحادثات
الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، على خلفية
اتّهامات متبادلة بين الطرفين.
ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها
السابع، واصلت إسرائيل شنّ غارات جوية على أنحاء مختلفة من القطاع المحاصر، خصوصا
رفح قرب الحدود مع مصر والتي يقيم فيها أكثر من مليون فلسطيني نزحوا في معظمهم من
مناطق أخرى في القطاع جراء الحرب.
وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة
أنه "وصل للمستشفيات 32 شهيدا و41 إصابة” خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة
حتى صباح السبت.
وحذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج
الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن شمال قطاع غزة "مجاعة شاملة” تتمدد إلى جنوب
القطاع.
وقال مسؤول إسرائيلي السبت إن حماس
"تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق” تهدئة في غزة بإصرلرها على وقف الحرب في القطاع.
واعتبر المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته
أن "المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على
تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب، غير دقيقة. إلى
الآن، لم تتخلَّ حماس عن مطلبها وضع حد للحرب، وهي بذلك تعرقل إمكان التوصل إلى
اتفاق” بشأن مقترح للتهدئة بعد نحو سبعة أشهر على اندلاع الحرب.
من جهته أكّد مسؤول كبير في حماس مساء
السبت أنّ الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال” على اتفاق هدنة في غزة لا يتضمن
صراحة "وقفا دائما للحرب”.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن
اسمه إنّ "حماس لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما
للحرب على غزة”، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنّه "يعرقل
شخصيا” جهود التوصل لاتفاق هدنة وذلك لما اعتبره "حسابات شخصية”.
وتابع المسؤول أنّ "تعنت الاحتلال قد
يعطّل المفاوضات ونتانياهو يتحمل كامل المسؤولية” عن فشلها.
وأفاد بأنّ "حماس طلبت أن يتضمن الاتفاق
نصا واضحا وصريحا يقول +الاتفاق على وقف كُلّي ودائم لإطلاق النار+”، مشيرا إلى
أنّ "إسرائيل ترفض هذه النقطة حتى الآن”.
وتتواصل جهود الوساطة بقيادة مصر وقطر
والولايات المتحدة، سعيا للتوصل إلى هدنة والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع،
لقاء إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ووصل وفد من الحركة الى مصر برئاسة عضو
مكتبها السياسي خليل الحية. وكانت الحركة أكدت خلال الأيام الماضية أنها تدرس
المقترح الأخير بـ”روح إيجابية”، مع تمسّكها بأهم مطالبها في هذه المرحلة، وهو أن
تؤسس الهدنة الى وقف شامل لإطلاق النار يضع حدّا للحرب.
وقال مسؤول في حماس الفلسطينية لوكالة
فرانس برس إن المحادثات التي جرت السبت في القاهرة مع الوسطاء (مصر وقطر والولايات
المتحدة) لم تشهد "أي تطورات”.
وأضاف "انتهى يوم من التفاوض (السبت)
وغدا جولة جديدة”.
– تظاهرة في تل أبيب –
ولم ترسل إسرائيل وفدها إلى القاهرة.
وكان مسؤول إسرائيلي كبير قد شدد على أن إرسال وفد من الدولة العبرية إلى العاصمة
المصرية رهن لمس "تطور إيجابي” بشأن إطار صفقة الرهائن.
وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأميركي
بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه” وليام بيرنز موجود في القاهرة.
وكانت حماس أوضحت في بيان الجمعة "إننا
عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب
قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل
جادة”.
مساءً، تظاهر آلاف الأشخاص بينهم أقارب
رهائن في تل أبيب لمطالبة حكومة نتانياهو بالتوصل لاتفاق يتيح الإفراج عنهم.
وكُتب على لافتة كبرى تحمل صورة
لنتانياهو "أنت تقوّض أي اتفاق”.
وحتى الآن، رفضت إسرائيل، وخصوصا
نتانياهو، الموافقة على وقف دائم للنار في غزة.
وبعدما توعدت الدولة العبرية بـ”القضاء”
على الحركة، تلوّح منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بحوالى 1,4
مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك.
ويشدد نتانياهو على أن هذا الهجوم ضروري
"للقضاء” على آخر كتائب حماس، مهدّدا بالمضيّ به "مع اتفاق أو من دونه”، في إشارة
لمباحثات الهدنة.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس حسام
بدران أن تصريحات نتانياهو هدفها "إفشال أي إمكان لعقد اتفاق”.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج
الأغذية العالمي في مقتطف أذيع الجمعة من مقابلة مع قناة "إن بي سي” الأميركية
ستبث كاملة الأحد، "هناك مجاعة، مجاعة شاملة في شمال (غزة)، وهي تتجه نحو الجنوب”.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة
إن الوضع الغذائي تحسن بشكل طفيف في القطاع الفلسطيني، لكنّ خطر المجاعة قائم.
تخضع المساعدات الدولية لرقابة
إسرائيلية صارمة، ويمر معظمها من مصر عبر معبر رفح، وتصل بكميات غير كافية على
الإطلاق نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان غزة.