مفاوضات الهدنة تتعثر واجتياح رفح يتقدم: حماس تتوعد بهزيمة الاحتلال والغاء اعادة الاسرى
كشفت مصادر رفيعة المستوى، أن حركة
"حماس” تتجه لاتخاذ قرارً حاسم حول مفاوضات التهدئة "المُعقدة” التي تُجريها مع
الجانب الإسرائيلي، على ضوء التطورات الأخيرة.
وأكدت المصادر وفق ما نُشر على وسائل
إعلام مختلفة، بان "حماس” ستتجه فعليًا لتعليق مشاركتها بالمفاوضات وعدم إرسال
وفدها إلى العاصمة المصرية القاهرة، على ضوء التحرك الإسرائيلي الأخير باجتياح
مدينة رفح جنوب قطاع غزة، المكتظة بالنازحين.
وقالت إن حركة "حماس” أبلغت الوسيطين
القطري والمصري، بأن مشاركتها في مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار بغزة قد تتوقف
بشكل رسمي وباب المفاوضات سيغلق نهائيًا في حال نفذ رئيس الحكومة الإسرائيلية
تهديده وبدأ بعملية الاجتياح البري لمدينة رفح.
وأشارت إلى أن "حماس” كانت تدرك من
البداية أن نتنياهو يستخدم قضية اجتياح رفح كورقة ضغط عليها في المفاوضات، لكن
يبدو أن الحركة لم تتنازل عن شروطها التي وضعتها منذ اليوم الأول من بدء الحرب،
وعلى رأسها وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وهو ما يرفضه
نتنياهو بشكل قاطع رغم الضغوط الأمريكية والأوروبية.
ولفتت إلى أن "حماس” تُمهل نتنياهو مهلة
أخيرة للعدول عن قرار اجتياح رفح، وإلا سيكون ردها الذي سيُسلم خلال الساعات
المقبلة للقاهرة سيكون "حاسمًا”، وستكون هناك أوراق أخرى وشروط أكثر تعقيدًا
وصعوبة على نتنياهو.
وصباح اليوم الإثنين، طلب الجيش
الإسرائيلي، من السكان الفلسطينيين الإجلاء مؤقتا من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح
الى منطقة المواصي جنوبي غرب قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "نيويورك
تايمز”، إن إسرائيل وحماس اقتربتا من التوصل إلى اتفاق تهدئة، لكن تصريحات رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت – والتي نُشرت على لسان مسؤول سياسي كبير” –
دفعت الحركة إلى تشديد مواقفها.
وقال المصدر إن حماس تطالب الآن بضمانات
إضافية بأن إسرائيل لن تنفذ الاتفاق جزئيا ثم تواصل القتال.
من جانبه، أكد رئيس مكتب العلاقات الدولية
بحركة "حماس” موسى أبو مرزوق، أن الحركة تصر على أن يتضمن أي اتفاق تبادل أسرى مع
إسرائيل "وقفاً دائماً لإطلاق النار”.
وكشف في لقاء مع قناة "الأقصى” أن
"الاحتلال يخشى دخول رفح لأن فيها ستكون فضيحتهم ولن يجني إلا الفشل”.
وأضاف أبو مرزوق: "قادة الكيان منقسمون
ويبحثون عن مصالحهم الخاصة، ونحن واثقون من النصر”، وتابع "قيادات الاحتلال تعترف
بالهزيمة أمام حماس، ولا يزال (رئيس الوزراء بنيامين ) نتنياهو يكابر ويعاند”.
ويُصر نتنياهو على وقف مؤقت لإطلاق
النار، دون إنهاء الحرب أو الانسحاب من غزة، التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ
7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تتهم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بمحاولة إفشال
الصفقة مع حركة "حماس”.
وتعثرت جهود سابقة للتوصل إلى وقف
لإطلاق النار بسبب مطالبة حماس بتعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب، في حين تصر إسرائيل
على أن الحرب ستستمر في نهاية المطاف وتهدد باجتياح مدينة رفح التي تؤوي أكثر من
مليون نازح فلسطيني؛ مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.
لكن مساعي الوسطاء في قطر ومصر
والولايات المتحدة لا تزال متواصلة من أجل إقناع الطرفين باتفاق يضمن وقف إطلاق
النار وتبادل الأسرى؛ تمهيداً لإنهاء الحرب على قطاع غزة التي تسببت في أزمة
إنسانية وصحية غير مسبوقة وفي استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني -أغلبهم من الأطفال
والنساء- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي