بايدن ينسحب من سباق الرئاسة ويدعم ترشيح نائبته كامالا هاريس
اعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء الاحد انسحابه من
السباق الرئاسي لولاية ثانية في البيت الأبيض، في إعلان مفاجئ يأتي قبل أقل من
أربعة أشهر على الانتخابات وبعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بوضعه الجسدي
والذهني، وفي ظل الضغط المتزايد الذي تعرض له من قادة الحزب الديمقراطي في
الكونغرس بعد أدائه "الكارثي" في مناظرة أمام المرشح الجمهوري، دونالد
ترامب.
وأكد بايدن أنه يدعم ترشيح الحزب الديمقراطي
نائبته كامالا هاريس لانتخابات 2024 الرئاسية بعد انسحابه من السباق. وقال بايدن
عبر منصة إكس "أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا
هذا العام"؛ واعتبر أن "قراره الأول كمرشح الحزب للرئاسة عام 2020،
اختيار هاريس نائبة للرئيس، أفضل قرار" اتخذه.
وقال بايدن "رأيت أنه من مصلحة حزبي والدولة
أن أتنحى وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي"،
وأضاف أنه "سأتحدث إلى الأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل
بشأن قراري"، وعبّر عن شكره لنائبته، كامالا هاريس، لكونها "شريكة
استثنائية".
وأضاف بايدن الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاما
في بيان نشره على منصة "إكس" بينما يتعافى من فيروس كورونا في منزله
بديلاوير، "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدمكم كرئيس". وأضاف
"أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى
حين انتهاء ولايتي".
وأوضح بايدن أنه "سيتحدث إلى الأمة في وقت
لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل حول قراري"، فيما يغرق القرار الحزب
الديمقراطي في حالة من الفوضى، إذ يتعين عليه العثور على مرشح جديد لانتخابات
تشرين الثاني/نوفمبر، ونائبة الرئيس كامالا هاريس هي الشخصية الأوفر حظا لنيل
بطاقة الترشح.
وتجعل هذه الخطوة بايدن أول رئيس في تاريخ
الولايات المتحدة ينسحب في وقت متأخر جدا من السباق الانتخابي، وأول رئيس ينسحب
بسبب مخاوف بشأن صحته العقلية، علما بأنه أمضى بايدن أكثر من ثلاثة أسابيع في
مقاومة الدعوات للانسحاب من السباق الرئاسي في أعقاب مناظرة 27 حزيران/ يونيو
الماضي.
بدوره، عبر الرئيس الإسرائيلي عن "شكره لجو
بايدن على صداقته ودعمه الثابت للشعب الإسرائيلي طوال مسيرته المهنية التي استمرت
لعقود من الزمن"، واعتبر أنه "بصفته أول رئيس أميركي يزور إسرائيل في
زمن الحرب، وحاصل على وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي، وحليف حقيقي للشعب اليهودي،
فهو رمز للرابطة غير القابلة للكسر بين شعبينا".
هاريس تتعهد بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي
و"هزيمة دونالد ترامب"
وأشادت نائبة الرئيس الأميركي، هاريس، بالقرار
"الوطني" الذي اتخذه الرئيس بايدن بعدم الترشح لولاية ثانية، وتعهدت
بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وهزيمة ترامب.
وقالت هاريس، في بيان، "بهذا الصنيع الوطني
المتفاني، يفعل الرئيس بايدن ما فعله طوال حياته في الخدمة: وضع الشعب الأميركي
وبلدنا فوق كل اعتبار".
وأضافت هاريس: "يشرفني أن أحصل على تأييد
الرئيس ونيّتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به... سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب
الديموقراطي - وتوحيد أمتنا - لهزيمة دونالد ترامب".
ترامب: بايدن لم يكن "مؤهلا لأن يكون
مرشحا" ولا ليكون رئيسا
بدوره، قال المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس
الأميركي السابق، ترامب، مساء الأحد، إن بايدن "لم يكن مؤهلا لأي يكون
مرشحا" و"بالتأكيد غير مناسب للخدمة" بعد إعلان الرئيس الأميركي
انسحابه من السباق الانتخابي.
وأورد ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية
"تروث سوشيال" بعيد إعلان الرئيس، أن "جو بايدن لم يكن مؤهلا لأن
يكون مرشحا للرئاسة، وبالتأكيد ليس مناسبا للخدمة".
وأضاف "لم يكن كذلك أبدا... سنعاني كثيرا
بسبب رئاسته، لكننا سنعالج الضرر الذي أحدثه بسرعة كبيرة. لنجعل أميركا عظيمة
مجددا".
وانتقد فريق حملة ترامب الأحد الرئيس، هاريس،
بعد أن دعمها بايدن للترشح عن الحزب الديمقراطي، في بيان، جاء فيه أن هاريس
"ستكون أسوأ بالنسبة لشعبنا من جو بايدن. لقد كانت هاريس عامل التمكين
الرئيسي لجو الفاسد طوال هذا الوقت. إنهما يملكان سجلات بعضهما البعض، ولا يوجد
اختلاف بين الاثنين".
أوباما يشيد بقرار بايدن الانسحاب من السباق
الرئاسي ويحذّر من "آفاق مجهولة"
وأشاد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما،
بقرار الرئيس بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، وقال إن الخطوة تشكل دليلا على
"حبّ البلاد"، لكنه حذّر من "آفاق مجهولة" في المسار نحو
استحقاق الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وجاء في بيان لأوباما أن بايدن "لديه كل
الحق" في الترشح لولاية ثانية، مشيدا بسجل الأخير وواصفا إياه بأنه
"وطني من أعلى مستوى". لكن الرئيس الأسبق حذّر من "آفاق مجهولة في
الأيام المقبلة" معربا في المقابل عن ثقته بقدرة قادة الحزب على "وضع
مسار يمكن أن يفضي إلى مرشح بارز".
بور-ست/ود/ح س
زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يشيد ببايدن
في المقابل، أشاد زعيم الديمقراطيين في مجلس
الشيوخ، تشاك شومر، بالرئيس بايدن ووصفه بأنه "وطني عظيم" بعد إعلان
انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض.
وقال "من الواضح أن اتخاذ قراره لم يكن
سهلا، لكنه وضع مرة أخرى بلاده وحزبه ومستقبلنا في المقام الأول"، مضيفا
"جو، هذا اليوم يظهر أنك وطني عظيم".
رئيس مجلس النواب الأميركي: على بايدن الاستقالة
"فورا"
واعتبر رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري
مايك جونسون، أنه يتعين على بايدن الاستقالة "فورا"، بعدما أعلن الأخير
انسحابه من السباق الرئاسي على خلفية ضغوط شديدة بسبب سنه.
وجاء في بيان لجونسون: "إذا كان جو بايدن
غير مؤهل للترشح للرئاسة، فهو غير مؤهل لكي يكون رئيسا. عليه أن يستقيل فورا".
مسار الانسحاب
وإعلان بايدن الصادم، حتى لو كان متوقعا رغم
النفي المتكرر، يدخل بلبلة على حملة شهدت بالفعل العديد من التقلبات، في مقدمتها
محاولة اغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في 13 تموز/ يوليو.
وكان من المفترض أن يتم ترشيح جو بايدن رسميا في
مؤتمر الحزب الديمقراطي في منتصف آب/ أغسطس في شيكاغو.
وتعد نائبة الرئيس كامالا هاريس خيارا طبيعيا،
ولكنه ليس تلقائيا، لتصبح المرشحة الديمقراطية.
وتعود الكلمة الفصل برسم مندوبي الحزب
الديمقراطي، وهم 3900 شخص من خلفيات متنوعة للغاية وأغلبهم غير معروفين تماما
لعامة الناس.
وجاء انسحاب بايدن بعد أسابيع من الضغوط التي
بدأت بأداء كارثي في المناظرة الرئاسية مع دونالد ترامب في 27 حزيران/ يونيو.
في ذلك اليوم، ومنذ الثواني الأولى للمعركة
الخطابية التي دعا إليها هو نفسه، ظهر بايدن ضعيفا جدا أمام أنصاره. وخلال
المناظرة، ارتبك بايدن أكثر من مرة، ولم يتمكن أحيانا من إنهاء جمله.
وسلط هذا المشهد الضوء على المخاوف المحيطة
بتقدم بايدن في السن، والتي حاول المقربون منه إخفاءها.
وسرعان ما تتالت الدعوات للانسحاب، بدءا من
أعضاء كونغرس ديمقراطيين غير معروفين نسبيا، ووصولا إلى شخصيات ذات وزن ثقيل في
الحزب.
وتخلت عن بايدن الأسماء الكبيرة في الحزب، واحدًا
تلو الآخر، مع تدهور شعبيته في استطلاعات الرأي التي تظهره خاسرا، وخوفا من فوز
ساحق لدونالد ترامب.
وأوردت وسائل إعلام أميركية، نقلا عن مصادر لم
تسمها، أن الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي
والزعيمين الديمقراطيين في الكونغرس تشاك شومر وحكيم جيفريز، أعربوا عن قلقهم.
كما أن صور جو بايدن بعد إصابته بكورونا، وهو
يواجه صعوبة من أجل النزول في ممر طائرته، لم تؤد إلا إلى تفاقم التوتر في معسكره.