هارتس: حكومة نتنياهو حكمت علينا بدوائر لانهائية من الموت والثأر والكراهية
اوري مسغاف
صديق لي، مثقف، واسع الافق وذكي
جدا، كتب صباح أمس "من جهة مدهش. من جهة اخرى مخيف جدا. من جهة ثالثة الويل
للاسرى". كيف أنت لا ترى أن هذه ثلاثة وجوه لنفس قطعة النقد بالضبط.
ما
هو المدهش بالضبط في عمليات الاغتيال في بيروت وطهران التي ستنزل علينا حرب شاملة
مع ايران وامتداداتها في لبنان وفي كل المنطقة، وستحسم مصير الاسرى القلائل الذين
ما زالوا على قيد الحياة بعد عشرة اشهر في انفاق غزة. اقواله هذه تمثل بالطبع ردا
اسرائيليا واسعا على عمليات الاغتيال الهوليوودية لـ "شخصيات رفيعة" من
كل الانواع.
الاحاسيس
وعصارة المعدة تعمل، والحاجة الى الانتقام الشخصي و"البشرى الجيدة" في
كل هذا اليأس والمراوحة في المكان تفعل فعلها. بعد ذلك دائما نستيقظ على الحقائق.
في هذا الصباح يكون قد مر 300 يوم على الحرب الأبدية التي فرضت علينا، في البداية
من حماس وحزب الله، وبعد ذلك من نتنياهو وبن غفير.
1600صهيوني
اصبحوا مدفونين تحت الارض. 115 اسيرا، احياء واموات، يتعفنون في غزة. النقب الغربي
مدمر ومتروك جزئيا. الجليل يتعرض للقصف وجزء منه تم اخلاءه. الكيان معزول اكثر من
أي وقت مضى، مُقاطع ومجذوم. شؤونه تتم مناقشتها في المحاكم الدولية. هرب الأدمغة
والليبراليين في الذروة. ثقافة الرعاع والكذب تقضم كل قطعة جيدة. الحيونة
الاخلاقية والقيمية في الذروة. فقط في هذا الاسبوع حدثت هنا نسخة مشابهة ومقلقة
لاحداث الكابتول في الولايات المتحدة. أي انجاز كبير لا يمكن تخيله سجله السنوار
وحسن نصر الله منذ 7 تشرين الاول!.
في
يوم السبت اغتال جيش الكيان الصهيوني اربعة نشطاء عاديين في حزب الله. حزب الله
اطلق الصواريخ. احد الصواريخ سقط في ملعب لكرة القدم في مجدل شمس وقتل 12 فتى
وطفل. قبل ذلك ببضع ساعات هاجم سلاح الجو دير البلح. بين القتلى هناك كان الكثير
من الاطفال. في المساء عائلة نتنياهو أنهت اسبوع الاحتفال في واشنطن وعادت في
"جناح صهيون" الى اسرائيل، وهي تخفي في جناح الشخصيات الهامة جدا في
الطائرة يئير نتنياهو عن عيون المراسلين والجمهور.
في
هذه الاثناء قتل شاب من كيبوتس هغوشريم. بدأت الاغتيالات وأبو يئير التقط صورة مع
الهاتف الاحمر. الجميع يعرفون أنه في اعقاب عمليات التصفية سيقتل المزيد من
الصهاينة، وربما ايضا يهود في ارجاء العالم. حتى الآن الاجواء العامة هي اجواء
مريحة، نشوة صغيرة. في اوساط معينة هناك نشوة حقيقية مع خصائص نفسية وجنسية.
هذه
الحكومة الفظيعة والرهيبة، بالتعاون مع جهاز الدفاع واخلاص عدد كبير من وسائل
الاعلام الجماهيرية، حكمت علينا بدوائر لانهائية من الموت والثأر والكراهية. لأنه
في نهاية المطاف في اعقاب الضحايا الجدد لدينا نحن سنضطر الى الترديد مرة اخرى بأن
"الانتقام لولد صغير لم يخلقه الشيطان". لننتقم ايضا لموتهم في اطار
"الرد المناسب" و"ارسال رسالة" و"سياسة الردع". وكل
ذلك يشمل التنكيل الذي المثير للفزع في سديه تيمان، ويحدث في الوقت الذي لنا فيه
مخطوفين في يد حماس. حتى أنهم في قطر سألوا أمس: كيف يمكن التوسط في مفاوضات فيها
احد الطرفين يقوم بعمليات اغتيال طوال الوقت للطرف الثاني؟.
هذه
الحرب هي الاكثر فشلا في تاريخ الكيان. هي تجري منذ عشرة اشهر بدون أي خطة
استراتيجية على المستوى السياسي – الامني، سواء في الجنوب أو في الشمال. بخلاف
مطلق مع كل مباديء عقيدة الأمن الاسرائيلية على اجيالها. يوجد لها انجاز واحد
ووحيد وهو ابقاء عائلة نتنياهو ومساعديها ورجال البلاط فيها ومن يعتاشون منها في
الحكم. نحن نشاهد بعيوننا المندهشة دمار الهيكل الثالث، لبنة تلو الاخرى. مثل حادث
طرق بالتصوير البطيء أو بسرعة كبيرة جدا. في داخل هذا الانهيار الداخلي هل من
المفروض أن نبدأ بحرب اقليمية شاملة؟ لا فائدة من التحدث لقلب نتنياهو المتحجر.
شركاؤه ووكلاؤه هم الذين يتحملون المسؤولية في هذه المرحلة. تذكروا ذلك، هو الرئيس
وأنتم المذنبون.