موفق محادين يكتب: على هامش ما يجري في السويداء


أولا، تزامن انفجار الأحداث مع لقاء الجولاني مع ممثل نتنياهو
في أذربيجان، وسيناريو افتعال مشترك للأحداث في إطار تقسيم المنطقة كلها، طرابلس
مقابل جنوب سوريا كله للعدو، وحلب للأتراك، وكيان كردي منزوع السلاح.
ثانيا، مع الإدانة المطلقة لأي
استقواء أو تنسيق مع العدو الصهيوني المجرم، فإن هذا الاستقواء المدان، لا يعفي
ولا يغطي نهج المذابح الطائفية لهيئة تحرير الشام الإجرامية التكفيرية، ربيبة
المخابرات البريطانية والأمريكية، من مذابح الساحل إلى تفجير الكنائس إلى مذابح
جبل العرب (الدروز).
ثالثا، إن تغيير اسم هيئة تحرير
الشام وملابسها وتوصيفها إلى "دولة" ووزارة دفاع وخارجية باسم الأمر
الواقع في القانون الدولي، لا يغير شيئا من حقيقتها كعصابة قتل إجرامية مريضة من
صنع المخابرات البريطانية والأمريكية.
رابعا، بصرف النظر عن الأحداث
الأخيرة، فإن السويداء مدينة عروبية ناصرية وطنية مقاتلة، ثارت على الاحتلال
التركي مرات ومرات حين كان بعض العرب يغطون في نوم عميق، وثارت على الاستعمار
الفرنسي وهزمته في أكثر من معركة وكانت على رأس الثورة السورية بقيادة المجاهد
الكبير سلطان باشا الأطرش (الصورة المرفقة مع جمال عبد الناصر) ومعه ابراهيم هنانو
(الكردي) من زعماء حلب وقادة الشام الوطنيين والشيخ صالح العلي شيخ جبال العلويين،
كما ثارت على حكم الشيشكلي وأسقطته بعد اجتياحه للسويداء وتنكيله بالأهالي،
ولاحقته في منفاه في أمريكا اللاتينية وقتلته.
كما يشار إلى الدور الكبير الذي
لعبه سلطان باشا الأطرش والقيادة الوطنية الدرزية في لبنان بدعم الرئيس جمال عبد
الناصر في إسقاط حكم كميل شمعون المدعوم من واشنطن.
قصف مدينة السويداء بالمدافع
ليس حدثا جديدا، وهذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها، فقد سبق قصفها من
الاحتلال التركي والاستعمار الفرنسي بالمدافع.
خامسا، إن كل ما يجري في وطننا
العربي من اقتتال وفتن داخلية دموية سمحت للعدو الصهيوني والاستعمار القديم -
الجديد والرجعية النفطية، عائد إلى خلط الأوراق والتناقضات والإزاحة عن التناقض
الأساسي مع العدو الصهيوني، وبالتالي لا معنى لأي قراءات أو اصطفافات لا تلحظ هذه
الحقيقة.