غضب في إدارة ترامب من سلوك إسرائيل في سوريا:"نتنياهو تصرف كالمجنون"


قال تقرير للقناة "12" اليوم الأحد، إن إدارة ترامب التي
نجحت في فرض وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وسوريا ووقف القتال بين الدروز والبدو
في السويداء، عبّرت عن قلق كبير من سياسة حكومة نتنياهو بشأن استخدام القوة
العسكرية في سوريا والمنطقة، بحسب ستة مسؤولين أمريكيين تحدثوا للقناة.وهذا يتلاقى
مع تقرير آخر، بشأن غضب الافنغليين الامريكان من الاعتداء على كنيسة طيبة رام الله
والتضييق على جمعيات مسيحية افنغيلية.
ووفق القناة قال أحد المسؤولين في البيت الأبيض: "نتنياهو
تصرّف كالمجنون، يقصف كل شيء يتحرك. هذا قد يضر بما يحاول ترامب تحقيقه في سوريا
والمنطقة".
مسؤول آخر أشار إلى حادثتي مقتل الفلسطيني-الأمريكي في الضفة
الغربية والقصف على الكنيسة في غزة، واللتين دفعتا الرئيس ترامب للاتصال بنتنياهو
وطلب توضيحات. وأضاف: "الإحساس هو أن كل يوم هناك حادث جديد. ما الذي يجري
بحق الجحيم؟"
مسؤول أمريكي ثالث قال إن هناك تصاعدًا في الشكوك تجاه نتنياهو
داخل إدارة ترامب، مع شعور بأنه "يضغط على الزناد بسهولة"، وأضاف:
"أحيانًا يبدو نتنياهو كطفل لا يعرف كيف يتصرف".
وفق
القناة، هذه الانتقادات جاءت بعد أيام قليلة من زيارة ناجحة لنتنياهو إلى واشنطن،
حيث التقى ترامب مرتين وبدا التنسيق بينهما وثيقًا على خلفية إنجازات الحرب مع
إيران. ومع ذلك، ورغم الإحباط في البيت الأبيض، تجنّب ترامب حتى الآن توجيه أي
انتقاد علني لسياسة إسرائيل في سوريا.
يوم الثلاثاء، قصفت إسرائيل قافلة دبابات تابعة لجيش سلطة الأمر
الواقع في سوريا كانت في طريقها إلى السويداء. إسرائيل برّرت القصف بأن القافلة
دخلت منطقة في جنوب سوريا تطالب بنزع سلاحها، وأن "الجيش السوري شارك في هجمات
ضد الدروز".
المبعوث الأمريكي توم باراك طلب من الجانب الإسرائيلي، الثلاثاء،
وقف الهجمات لإتاحة المجال أمام حل دبلوماسي، وأكد الإسرائيليون التزامهم بذلك،
وفق مسؤول أمريكي. لكن بعد توقف قصير، صعّدت إسرائيل ضرباتها، فقامت يوم الأربعاء
بقصف مقر الجيش السوري ومنطقة قرب القصر الرئاسي في دمشق، ما أثار غضب ترامب، إذ
قال أحد المسؤولين:"هذه الضربات فاجأت الرئيس والبيت الأبيض. ترامب لا يحب أن
يشاهد على التلفاز قصفًا في بلد يحاول تحقيق السلام فيه، خاصة بعد إعلانه التاريخي
عن نيته المساهمة في إعادة إعمار سوريا".
في اليوم نفسه، اتصل وزير الخارجية ماركو روبيو بنتنياهو ومستشاره
رون ديرمر وطلب منهما وقف الهجمات، فوافق نتنياهو مقابل انسحاب الجيش السوري من
السويداء.
خلال ذلك، وجّهت دول مثل تركيا والسعودية رسائل غاضبة لإدارة ترامب
بشأن الضربات الإسرائيلية، بينما قدّم عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين شكاوى
مباشرة للرئيس ضد نتنياهو، بينهم باراك والمبعوث ستيف ويتكوف، وهما من المقربين
لترامب.
وفق التقرير، الرأي السائد في البيت الأبيض بعد الهجمات
الإسرائيلية كان أن نتنياهو أمر بالقصف بسبب ضغط سياسي داخلي من الطائفة الدرزية
في إسرائيل ودوافع سياسية أخرى. وقال مسؤول أمريكي: "الأجندة السياسية
لنتنياهو هي التي تقوده، وهذا سيتحول إلى خطأ استراتيجي كبير على المدى الطويل".
مسؤول آخر أضاف أن إسرائيل غير مدركة تمامًا لحجم الضرر الذي لحق
بصورتها في واشنطن خلال الأسبوع الأخير، وقال: "الإسرائيليون بحاجة لإخراج
رؤوسهم من الرمال".
من الجانب الإسرائيلي، عبّر مسؤولون عن استغرابهم من الانتقادات
الأمريكية، مشيرين إلى أن ترامب كان في بداية ولايته يشجع نتنياهو على الاحتفاظ
بمناطق في سوريا ولم يعترض على أنشطة إسرائيل هناك. المسؤول الإسرائيلي شدد على أن
"العمليات الإسرائيلية جاءت بعد تلقي معلومات استخباراتية واضحة عن تورط
الحكومة السورية في الهجمات على الدروز، نافياً أن تكون اعتبارات سياسية داخلية
أثرت على القرار".
في المقابل، قال مسؤول أمريكي إن واشنطن تريد الحفاظ على استقرار
الحكومة السورية الجديدة ولا تفهم لماذا تهاجم إسرائيل سوريا بسبب هجمات ضد
الدروز، مضيفًا: "السياسة الحالية لإسرائيل ستؤدي إلى سوريا غير مستقرة،
وسيدفع الدروز وإسرائيل الثمن في سيناريو كهذا".
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة هآرتس، اليوم، تقريرا قالت فيه، إن حالة
الغضب على اسرائيل تنتشر في صفوف قيادة الطائفة الافنغيلية المسيحية، وهي طائفة
معروفة بتوجهاتها المتصهينة، وتشكل عامل قوة في اليمين الامريكي وفي الادارة
الامريكية.
وتزايد الغضب بعد اعتداءات المستوطنين الارهابية على كنيسة ومقبرة
طيبة رام الله قبل نحو اسبوعين، حتى قام امس السبت السفير الامريكي بزيارة القرية،
مطالبا بمعاقبة الجناة، وهو من دعاة ضم الضفة لاسرائيل.
كذلك اشتكى الافنغليون والسفير من أن اسرائيل تضع عراقيل امام دخول
جمعيات مسيحية افنغيلية الى اسرائيل، لدوافع تبدو عنصرية، رغم توجهات هذه الطائفة.
وقالت
الصحيفة إن السفير بعث برسالة الى وزير الداخلية موشيه أربيل هدد فيها باعادة
النظر في قرار الغاء التأشيرة الامريكية للمواطنين في اسرائيل.