شريط الأخبار
رويترز: واشنطن تستعد لتأسيس قاعدة عسكرية جوية في دمشق واشنطن تطرح رسمياً مشروع قرار بشأن غزة على مجلس الأمن الدولي فتح باب استيراد زيت الزيتون من الاحد.. وتوقع خفض اسعاره قانون "التأمين" يسري على جميع العقود أيا كانت حالة الشركة الملك يبدأ زيارة إلى اليابان السبت في مستهل جولة عمل آسيوية “حزب الله” يُحذر من استدراج لبنان وإيقاعه في فخ “التفاوض السياسي” مع إسرائيل ويؤكد حقه في مقاومة الاحتلال أكسيوس": واشنطن تتواصل مع السلطة الفلسطينية حول مرحلة ما بعد الحرب في غزة الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائر مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية يلوح بتصعيد عسكري بوجه إيران راي اقتصاي: تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الموازنة العامة لعام 2026 الحكومة تقر مشروع قانون الموازنة العامة تمهيدًا لإرساله لمجلس الأمة "المستقلة للانتخاب": تلقينا مئات الاستقالات الحزبية "صحتنا حق" تؤكد تجاوب وزير الصحة ولجنة صحة الأعيان لشكوى نقص ادوية للسرطان الافراج بالكفالة عن النائب السابق محمد عناد الفايز الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش العثور على فتاة متغيبة عن منزل ذويها منذ شهر امريكا تلوح بالعصاة الاسرائيلية وبالحرب على لبنان.. وحزب الله يستعد عمدة نيويورك المنتخب: سنقف مع النقابات بمواجهة مقاولي العقارات مثل ترامب قذيفة اسرائيية أبادت 4000 جنين في غزة.. كيف حصل ذلك؟! القبض على مطلوبين: محتال بـ 3 ملايين دينار واخر محكوم بالحبس 20 عاما

عن اللغة والسياسة والإعلام

عن اللغة والسياسة والإعلام


 

بلال حسن التل 

 

يظن البعض ان الدفاع عن اللغة العربية  هو دفاع عن الأبجدية، بينما هو في الحقيقة  عمل سياسي تحرري لأن الدفاع عن اللغة هو دفاع عن الحرية والاستقلال والسيادة, بل وعن وجود الأمة وهويتها،  فاللغة تدخل في صلب أية معركة حرية وتحرر, لذلك نقرأ في أدبيات السياسة أن اليابان وافقت على كل شروط الاستسلام في الحرب العالمية الثانية إلا الشرط المتعلق بلغتها, ونقرأ أيضاً أنه طيلة حرب تحرير فيتنام ظل القائد هوشي منه يردد قوله "ولا انتصار لنا على العدو إلا بالعودة إلى لغتنا الأم" وقد سبق ذلك كله مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون عندما قال في مقدمته " إن غلبة اللغة بغلبة أهلها. وأن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم" لذلك رأينا المستعمر يستهدف أول ما يستهدف لغة الشعب الذي يحتل أرضه ولعل محاولة فرْنَسَنة الجزائر مثالاٌ واضحاٌ على ذلك ليس أكثر منه وضوحاً إلا المشروع الصهيوني الذي قام على إحياء لغة ميتة, مستهدفاً إحلالها محل لغتنا العربية في فلسطين. إنطلاقاً من إيمان مؤسسي الحركة الصهيوينة بأن اللغة هي الرابط الحقيقي بين أبناء الأمة, وقد عبر عن هذة الأهمية التي تلعبها اللغة في وجود الأمة وحريتها أديب العربية مصطفى صادق الرافعي عندما قال "ما ذلّت لغة شعب إلا ذَلَّ، ولا أنحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار؛ ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة، ويركبها بها ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثة في عمل واحد: أما الأول، فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً، وأما الثاني فالحكم على ما فيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال يضعها، فأمرهم من بعدها لأمره تبع" وإنطلاقاً من هذا الدور الذي تلعبه اللغة قامت تكتلات سياسية ضخمة على أساس اللغة لعل من أشهرها منظمة الفرنكفونية, والتي من أهم أهدافها دعم وتعزيز اللغة الفرنسية كأداة للتواصل والتفاهم, واستمرار السيطرة الناعمة على الشعوب التي كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي المباشر, ومثلها منظمة الكمنولث بين الدول الناطقة باللغة الإنجليزية, أما الصين وللحفاظ على وحدتها وقوتها فقد أتخذت قراراً بأعتماد لغة واحدة في كل معاملاتها هي لغة "الماندين".

     إنطلاقاً من هذا الفهم لدور اللغة, إضافة لأدوارها الأخرى جاء المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية, الذي كان من أهم إنجازاته صياغة قانون حماية اللغة العربية ومتابعة جميع مراحله حتى صار قانوناً نافذاً كجزء من جهود المشروع للدفاع عن وجود أمتنا, كما أن الدفاع عن اللغة العربية  جزء من معركة تحرير فلسطين من خلال الحفاظ على هويتها وثقافتها العربية من خلال الدفاع عن اللغة العربية وبقائها حية في حياة الصامدين على أرض فلسطين.

    وقبل ذلك كله فإن  الدفاع عن اللغة العربية يدخل في لب الدفاع عن الأردن ثقافةً ولغةً وهويةً ووجوداً,  والدفاع عن ذلك كله هو المسؤولية الأولى للصحفي والإعلامي الملتزم بقضايا أمته ووطنه, لذلك كان قرار اللجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية أن يكون هذا اللقاء مع الأسرة الصحفية والإعلامية الأردنية وهو اللقاء الذي تم يوم الإثنين الماضي.