شريط الأخبار
لجنة الحريات بنقابة المهندسين تزور الزميل ميسرة ملص بمكان توقيفه "الأمانة" تقيم حفلا لإعلان نتائج جائزة حبيب الزيودي للشعر صباح الأربعاء الملك يطلع على خطط توسعة لمشروع العبدلي ستوفر 3 آلاف فرصة عمل سنويا ولي العهد يطلع على العمليات اللوجستية في ميناء حاويات العقبة سمارة يعرض مشاريع أعمار واغاثة غزة خلال المؤتمر الدولي للمانحين لماذا يعاني الاردنيون: 50% منهم أجرهم يساوي او أقل من الحد الأدنى للاجور تزايد مخالفات السير بعد "العفو" تنشر "كوابيس اليقظة" بين المواطنين ماساة جديدة.. مركز رعاية يحبس طفلا بين "النافذة والحماية" 8 ساعات يوميا ولي العهد يتابع سير العمل في مشاريع واستراتيجية سلطة العقبة ذبحتونا: دمج وزارتي التربية والتعليم العالي تمهيد لخصخصة الجامعات الرسمية عطلة رسمية بعيد الاستقلال "الاسد المتاهب 2024" ينطلق بمشاركة امريكية وعربية واسعة اول عملية قلب مفتوح من نوعها بوزارة الصحة لطفل بمستشفى الحسين السلط #لا_لإغلاق_اليرموك.. وسم يتصدر منصات التواصل 4 قتلى صهاينة بمعارك شمال غزة وقصف طوسب المدى لبئر السبع “حماس” تعلن رسميًا افشال نتنياهو لمبادرات تبادل الأسرى.. وتدرس تغيير استراتيجيتها مسيرات اردنية واسعة تضامنا مع غزة وتنديدا بحرب الابادة ثورة اميرية في الكويت.. حل مجلس النواب قبل حلفه اليمين وتوعد باجتثاث الفساد الشبول: السرطان ثاني مسبب للوفاة عالميا ولابد من خفض نسبة التدخين والسمنة في المملكة "عامة الاطباء" تطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر

تحوّلات الرأي العام العربي بعد 7 أكتوبر
د. محمد أبو رمان

 

يزخر الاستطلاع الذي أشهره أخيراً المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالمؤشرات والدلالات السياسية المهمة. ووصلت عينة الاستطلاع إلى ثمانية آلاف مستجيب، وشمل 16 دولة عربية؛ دول الخليج (باستثناء الإمارات والبحرين)، واليمن، والمشرق العربي (الأردن، العراق، لبنان، فلسطينيو الضفة الغربية)، باستثناء سورية، ودول شمال أفريقيا (مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا).

أبرز النتائج والدلالات التي يمكن الخروج بها من الاستطلاع، وترتبط بتحوّلات مهمّة ونوعية في اتجاهات الشارع العربي: المسألة الأولى، عودة الزخم الشعبي والوجداني والرمزي والسياسي للقضية الفلسطينية، والتأكيد من الجميع (بما يصل إلى 92% من العينة)، وهو التحوّل المهم في موقف الشارع في دول مثل السعودية والمغرب ومصر، إذ تظهر الأرقام تغيّرات مهمة عن السنوات السابقة، ولم يُخف 97% من المستجيبين أنّهم يشعرون بضغط نفسي نتيجة الحرب على غزّة.

تتمثل أهمية هذه الدلالة في انتهاء النظرية التي روّجتها الإدارة الأميركية وحكومات عديدة من عدم مركزية القضية الفلسطينية، وإمكانية التطبيع وإقامة العلاقات الإقليمية بين إسرائيل والدول العربية، من دون اشتراط قيام دولة فلسطينية، بل ذهبت خطاباتٌ عربية عديدة إلى استبدال البعد السياسي الحقوقي للفلسطينيين بمصطلحات من قبيل "تحسين حياة الفلسطينيين"، والاهتمام تماشياً مع مقاربة إدارة الرئيس جوزيف بايدين قبل الحرب بالتركيز على الجوانب الاقتصادية واليومية (الميكرو) على حساب الملفّات الرئيسية، وقد سقطت هذه المقاربة، حتى أميركياً. ويتأكّد انهيارها مع الاستطلاع الحالي الذي يعيد التأكيد على المركزية الكبيرة والجوهرية للقضية الفلسطينية في مواقف الرأي العام العربي واتجاهاته.

تتمثل المسألة الثانية بالانهيار الكبير في صورة الولايات المتحدة لدى الشارع العربي، ومن الواضح أنّ هنالك تحميلاً لها مسؤولية دعم المجازر الإسرائيلية في غزّة، وهو ما يقفز بها في منظور الشارع إلى العدو رقم 1، حتى قبل إسرائيل التي تصبح العدو رقم 2. وسينعكس هذا التحوّل الكبير بالضرورة على مستويات متعدّدة، في مقدّمتها الأمني، ويردّ الاعتبار لمقاربة القاعدة التي تحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية الكوارث في العالم العربي، وينسجم مع مقاربة إيران التقليدية. ولعلّ الخطأ الفادح الذي ارتكبته الإدارة الأميركية بتبنّي السردية الإسرائيلية لدعشنة حركة حماس (وهو ما رفضه بشكل قاطع وبنسبة كبيرة جداً الشارع العربي في الاستطلاع الحالي)، ما يجعلها في حالة صدام وعداء مع النسبة الكبيرة من الشارع العربي (محور الممانعة، الإسلام السياسي السنّي، الجهاديون)، ما ينسف كل الجهود الأميركية التي بذلت بعد "11 سبتمبر" (2001) تحت عنوان "كسب القلوب والعقول"، وتأسّست برامج الديبلوماسية العامة عليها!

تتمثل المسألة الثالثة في الموقف من إيران وتركيا، وهنالك تغيّرات ملحوظة، مقارنة باستطلاعات عديدة شهدناها، بخاصة منذ الربيع العربي 2011، إذ يبدو الموقف التركي في تراجع مستمرّ في منظور الشارع العربي، وانتقل من موقفٍ يحظى بإعجاب شديد من الجماهير العربية، ويتمتع خلاله الرئيس رجب طيب أردوغان بشعبية كبيرة، إلى موقف جدلي بامتياز، ويصفه أكثر من النصف بالسلبي. في المقابل، يتحوّل الاتجاه الشعبي نحو الموقف الإيراني من اتجاه سلبي كبير (بعد الربيع العربي، إذ وصلت نسبة من يعتقدون أن إيران أحد مصادر التهديد للمنطقة، بعد الربيع العربي إلى أغلبية كبيرة، بوصفها العدو الثاني بعد إسرائيل) إلى أن تراه نصف العيّنة إيجابياً، بينما لم تعد الغالبية العظمى من الرأي العام العربي ترى إيران من مصادر التهديد الإقليمي.

الدلالة الأخيرة أنّ هنالك أغلبية مريحة وكبيرة تتمتع بها حركة حماس في الشارع العربي، إذ تعتبر الأغلبية المطلقة الكبيرة أنّ عملية طوفان الأقصى مشروعة بنسبة 67%، بينما رآها آخرون مشروعة وشابتها بعض الأخطاء 19%، كما أكّد ما يقارب ثلثي الشارع العربي أنّهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني و"حماس"، وهي نسبة كبيرة جداً لقوى إسلامية سياسية، مقارنة بالرصيد الذي تمتلكه الأنظمة العربية في ميزان الرأي العام العربي!

العربي الجديد