شريط الأخبار
"الأمانة" تقيم حفلا لإعلان نتائج جائزة حبيب الزيودي للشعر صباح الأربعاء الملك يطلع على خطط توسعة لمشروع العبدلي ستوفر 3 آلاف فرصة عمل سنويا ولي العهد يطلع على العمليات اللوجستية في ميناء حاويات العقبة سمارة يعرض مشاريع أعمار واغاثة غزة خلال المؤتمر الدولي للمانحين لماذا يعاني الاردنيون: 50% منهم أجرهم يساوي او أقل من الحد الأدنى للاجور تزايد مخالفات السير بعد "العفو" تنشر "كوابيس اليقظة" بين المواطنين ماساة جديدة.. مركز رعاية يحبس طفلا بين "النافذة والحماية" 8 ساعات يوميا ولي العهد يتابع سير العمل في مشاريع واستراتيجية سلطة العقبة ذبحتونا: دمج وزارتي التربية والتعليم العالي تمهيد لخصخصة الجامعات الرسمية عطلة رسمية بعيد الاستقلال "الاسد المتاهب 2024" ينطلق بمشاركة امريكية وعربية واسعة اول عملية قلب مفتوح من نوعها بوزارة الصحة لطفل بمستشفى الحسين السلط #لا_لإغلاق_اليرموك.. وسم يتصدر منصات التواصل 4 قتلى صهاينة بمعارك شمال غزة وقصف طوسب المدى لبئر السبع “حماس” تعلن رسميًا افشال نتنياهو لمبادرات تبادل الأسرى.. وتدرس تغيير استراتيجيتها مسيرات اردنية واسعة تضامنا مع غزة وتنديدا بحرب الابادة ثورة اميرية في الكويت.. حل مجلس النواب قبل حلفه اليمين وتوعد باجتثاث الفساد الشبول: السرطان ثاني مسبب للوفاة عالميا ولابد من خفض نسبة التدخين والسمنة في المملكة "عامة الاطباء" تطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين في التحضير لليوم التالي لطوفان الاقصى...الى العشيرة در!

إسرائيل تغرق في وحل غزة ونتنياهو يوزع الوعود الشعبية العبثية

إسرائيل تغرق في وحل غزة ونتنياهو يوزع الوعود الشعبية العبثية


هآرتس- عاموس هرئيل   

مثلما هي الحال في المخطط الهرمي الذي يقترب من النهاية الحزينة، فإن كل وعود الاستراتيجية التي نثرها بنيامين نتنياهو في العقد والنصف الأخيرين انهارت وأحدثت ضجة كبيرة. في 7 تشرين الأول من السنة الماضية، تم الكشف مؤخرا عن رئيس الوزراء على اعتبار أنه نوع من بيرني مايدوف الإسرائيلي، الذي أشرف لسنوات كثيرة على عملية تحايل مالي ضخم. لم يبق الكثير الآن من الإنجازات الكبيرة التي تفاخر بها نتنياهو وأتباعه.

الإسرائيليون الآن لم يعودوا يتمتعون بالعقد الأمني الأكثر هدوءاً، الذي أراد نتنياهو أن ينسبه لنفسه فقط قبل ثلاث سنوات. بالعكس، عدد القتلى في البلاد في العام 2023 كان الأعلى منذ خمسين سنة، منذ حرب يوم الغفران. الشعور بالأمان، في البيت وعلى الحدود، اهتز تماما، الردع أمام حماس وحزب الله والأعداء المحتملين الآخرين، ضعف. إسرائيل تقف أمام معركة متعددة الساحات حيث نتنياهو ورجاله يتجادلون حول هل الحديث يدور عن 6 أو 7 أو 8 تهديدات مختلفة فقط.

التفكير بأنه يمكن تجاوز النزاع الفلسطيني بواسطة اتفاقات سلام وتطبيع مع دول الخليج، تم دحضه، ومثله أيضا الفكرة الخيالية حول تمكين حماس على حساب السلطة الفلسطينية، على أمل أنه سيكون بالإمكان تطبيق وإلى الأبد، في المناطق، سياسة "فرق تسد"، التي ستمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. الركيزة الأميركية لإسرائيل ثبت أنها قوية، لكن ليس بفضل نتنياهو بل رغم أنفه. الإدارة الأميركية الحالية تعبر في كل مناسبة عن الاشمئزاز من رئيس الحكومة، في حين أن توقع أي جدوى بديلة من العلاقات مع دول عظمى أخرى مثل روسيا والصين، بفضل العلاقات الشخصية التي نسجها نتنياهو (الذي هو من نوع آخر) مع زعماء هذه الدول، هي أيضا تحطمت منذ الهجوم الإرهابي لحماس على بلدات الغلاف.

إسرائيل يجب عليها السير الآن في واقع استراتيجي جديد غير متعاطف، في الوقت الذي تحاول فيه تقليص التفوق الكبير الذي سجلته حماس في اليوم الأول للحرب نفسها، عندما قام رجالها بذبح وتعذيب وأسر 1400 مواطن وجندي تقريبا. الضرر والقتل الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بالهجوم المضاد في القطاع أكبر بدرجة واضحة من كل ما فعلته حماس. معظم البيوت في شمال القطاع تم تدميرها أو أنها أصبحت غير قابلة للسكن، والجيش الإسرائيلي يقدر بأن قتلى حماس أكثر من تسعة آلاف. وزارة الصحة الفلسطينية التي تتحكم بها حكومة حماس تحدثت عن أكثر من 24 ألف قتيل و7 آلاف مفقود. هذا تقدير معقول حتى بالنسبة للجيش الإسرائيلي، لكن حماس لا تقول عن عدد المقاتلين بينهم. في هذه الأثناء حتى في القناة 14 بدأوا يشككون بهذا الأسلوب الذي لا يؤدي الى انتصار سريع، حتى لو أن الجيش الإسرائيلي استمر في الهجوم، فهو سيحتاج الى الكثير من الوقت الى أن يهزم حقا حماس.

خلال الحرب حماس تلعب الروليت الروسية بحياة المخطوفين. 136 مدنيا وجنديا بقوا في القطاع والجيش الإسرائيلي أعلن عن موت 25 منهم، رغم أن العدد الحقيقي يمكن أن يكون أعلى. ظروف الأسر، كما شهد على ذلك المخطوفون الذين عادوا قبل شهرين تقريبا، هي ظروف غير محتملة وتقرب موت مخطوفين آخرين.

كلما أصبح الواقع في القطاع فوق الأرض وتحتها أكثر قتلا وخطرا، فإن سلوك رئيس الحكومة والوزراء يظهر معزولا أكثر عما يحدث حوله. يبدو أن وزير التربية والتعليم، يوآف كيش، عبر في الأسبوع الحالي عن وضع كل الحكومة عندما في مقابلة تلفزيونية تمت مشاهدته وهو يرقص مع أبناء الشبيبة في ساحة العملية في رعنانا التي قتلت فيها في اليوم السابق مواطنة مسنة وأصيب 17 مواطنا آخر.

شبكة "ان.بي.سي" نشرت أمس، بأن الإدارة الأميركية تفكر بـ"اليوم التالي لنتنياهو" في الشرق الأوسط، الذي سيشمل خطة إعادة إعمار القطاع بتمويل السعودية وتسوية سياسية إقليمية وإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية، مع إعطاء دور لـ"سلطة فلسطينية محدثة" في إدارة القطاع (رئيس الحكومة يحارب الآن بشكل ضد البندين الأخيرين).

عمليا، يبدو أن اهتمام الولايات المتحدة في ما يحدث هنا الآن انخفض قليلا. الإدارة الأميركية حصلت من نتنياهو على أمرين كانت تريدهما، وهما تقليص ما في الهجمات الجوية التي تؤدي الى القتل الجماعي للغزيين المدنيين وتقليص القوات في القطاع. هذا ليس بالضبط الإطار المحدد للقتال الذي أمله الأميركيون، لكنه أقل سوءا بالنسبة لهم مما حدث هناك من قبل. الرئيس الأميركي بدأ يركز الاهتمام على الحملة الانتخابية للرئاسة، حيث دونالد ترامب يبدو أنه أصبح الآن مرة أخرى تهديدا جديا على ولايته القادمة.

رغم أن الواقع في الضفة الغربية مقلق جدا للمستوى العسكري، إلا أن نتنياهو مقيد من قبل وزراء اليمين المتطرف، وتحت ضغطهم ليس فقط لا يعمل بجدية على الدفع قدما بصفقة تبادل، ويرفض بشدة دمج السلطة الفلسطينية في أي حل مستقبلي في القطاع، هو أيضا يصمم على استمرار حظر دخول العمال الفلسطينيين من الضفة الى داخل حدود إسرائيل ويصمم على استمرار تجميد أموال الضرائب. أمس نشر في أخبار 12 أن الكابنت سيناقش تحرير الأموال التي جمدت بضغط من أميركا.

سياسة الرفض تزيد حدة الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية، وتزيد احتمالية الاشتعال. يبدو أنه نفدت لدى نتنياهو الأفكار من أجل التوصل الى مخرج من الوضع الذي حدث في المناطق. رئيس الحكومة يقضي وقته في نثر الوعود العبثية الشعبوية. عندما يجد نتنياهو نفسه في الزاوية، فهو يضطر الى نثر تصريحات مصداقيتها مشكوك فيها، مثلما في قضية تزويد الأدوية للقطاع أول من أمس.

لكن عندما يكون الحديث يدور عن بقائه، فإن نتنياهو يبدو أكثر حدة. أتباعه في الليكود وممثلوه في وسائل الإعلام ينشغلون في التشهير المستمر برئيس الأركان هرتسي هليفي، وفي الإشارة الى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وفي الشاباك كمسؤولين حصريين عن الفشل الذي أدى الى المذبحة وإلى الحرب. عملية مراقب الدولة، متنياهو انغلمان، التي بدأت بفحص سريع لأحداث الحرب تحقق نتائج فورية. الضباط الكبار، كل واحد منهم يغرق في بناء خط دفاعه في الوقت الذي يشير فيه المراقب الى أنه ينوي التوصل الى نتائج في شهر تموز المقبل.

يمكن الرهان على تسريبات متزامنة جيدا من عمل المراقب طوال الأشهر القريبة القادمة. حسب جهات رفيعة في الليكود، فإن نتنياهو على قناعة بأنه ستتم تبرئته في الرأي العام كمسؤول عن الكارثة بفضل ليلة 7 تشرين الأول، عندما قام كبار قادة الجيش والشاباك بعقد جلسة مشاورات في أعقاب بعض المعلومات عن نشاطات استثنائية لحماس في القطاع، دون الاهتمام بإبلاغه عن ذلك.