شريط الأخبار
انطلاق الحملة الطبية الإغاثية الرابعة للاجئين السوريين بالأردن بني مصطفى: قانون الانتخاب الحالي يشكل فرصة تاريخية أمام المرأة الاردنية مكافحة المخدرات تضبط عددا كبيرا من تجار ومروجي المخدرات البلبيسي حول "لغط" أسترازينيكا: اي مضاعفات للمطعوم تظهر خلال شهرين العيسوي: الملك بمواقفه وضع العالم أمام مسوؤلياته لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الجازي : تحصين إسرائيل من القانون الدولي يجب أن ينتهي الملك يتصل برئيس الامارات معزيا مسيرات تضامن واسعة مع غزة بمحافظات الاردن الملكة رانيا تستنكر "العقاب الجماعي" بحق الفلسطينيين وتدعو للتطبيق المتساوي للقانون الدولي المناضل قراقع من "منتدى العصرية":معاناة الأسرى الفلسطينيين دخلت مرحلة جديدة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن "أنصار الله" تعلن بدء استهداف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر المتوسط إصابة 8 عسكريين سوريين بضربة إسرائيلية في محيط دمشق تواصل القصف العدواني الاسرائيلي والمقاومة ترد باتجاه محور نتساريم "الأطباء الأردنية" تنعى استشهاد عضوها د. البرش تعذيبا بغزة اتحاد العمال يطالب برفع الحد الادنى للاجور السلطات الامريكية تقمع بقوة احتجاجات الطلبة وفض اعتصام جامعة كولومبيا عالجوا انتهاكات حقوق العمال قبل أن تحتفلوا بعيدهم.! الملك يهنيء ابناء الوطن وبناته بعيد العمال نقيب المهندسين : الحاجة ملحة لمشروع نهضوي عربي

يوم الأرض.. حكاية الصمود والبقاء الفلسطيني

يوم الأرض.. حكاية الصمود والبقاء الفلسطيني


جلال أبو صالح

قبل 47 سنة، وفي ساعة متأخرة من ليل 29 آذار/ مارس عام 1976، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدات سخنين وعرابة ودير حنا في الجليل (شمال فلسطين)، وأطلق جنوده الرصاص عشوائياً لترويع السكان ولمنعهم من المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الشامل الذي دعي له باليوم التالي 30 مارس/ آذار، رفضاً للتهويد والاستيطان على أراضيهم وعلى حساب وجودهم.

 

ليتحول هذا اليوم، أي "30 آذار" إلى محطة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يواصل في العقد الثامن للنكبة خوض معركة الصمود والبقاء والتصدي للاستيطان والتهويد في كل فلسطين التاريخية، في مشاهد تُبقي مأساة اللجوء وحلم العودة راسخة في الذاكرة وفي النضال الجماعي الفلسطيني.

 

وفي الذكرى 47 ليوم الأرض، الموافق اليوم الخميس، والذي جاء بعد هبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ضد سياسات الاقتلاع والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، حيث انتفض الفلسطيني في وجه الاحتلال رفضاً لمصادرة أراضيه لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل"، فارتقى في هذا اليوم ستة شهداء، وأصيب 29 واعتقل جيش الاحتلال 300 فلسطيني، ليصبح هذا اليوم رمزا وذكرى سنوية لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتخليدا لشهداء يوم الأرض.

 

* أول مواجهة مباشرة مع الاحتلال 

 

ويعتبر يوم الأرض أول مواجهة مباشرة لفلسطينيي 48 مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ النكبة، حيث استشهد خلال أحداثه 6 فلسطينيين من الجليل والمثلث وطولكرم، وجرح المئات بالرصاص الإسرائيلي، كما زُج بآلاف إلى السجون خلال مواجهات استمرت 3 أيام.

 

وجاءت أحداث يوم الأرض بعد قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين ووزير الأمن شمعون بيرس، تحريك مخطط التهويد والاستيطان في الجليل بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي سهل البطوف  والمَل والشاغور، والتي تعود ملكيتها لمزارعين من سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد.

 

في أعقاب القرار الإسرائيلي، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي في الداخل مع رؤساء البلديات المحلية العربية لبحث سبل التصدي لقرار المصادرة ومخططات التهويد والاستيطان في الجليل

 

* ماذا تبقى من فلسطين؟

 

من 1.682 كم2 من أرض فلسطين التاريخية التي استغلها اليهود في عهد الانتداب البريطاني بنسبة 6.2% إلى أكثر من 85% احتلها الكيان الصهيوني من المساحة الكلية للأراضي الفلسطينية، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

 

وقد بلغ عـدد الفلسطينيين المقدّر في نهاية العام 2021 حوالي 13.8 مليوناً، يعيش 5.3 ملايين منهم فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.6 مليون فلسطيني في أراضي 1948، وبلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.2 ملايين فلسطيني، في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية حوالي 738 ألفاً.

 

فيما شهد العام 2022 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، حيث صادقت سلطات الاحتلال على نحو 83 مخططاً لبناء أكثر من 22 ألف وحدة استعمارية في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس

 

ووفق الأرقام التي وردت في التقرير، فقد بلغ عـدد الفلسطينيين المقدر في العالم في نهاية عام 2022 حوالي 14.3 مليونا، يقيم 5.4 ملايين منهم فـي المناطق الفلسطينية، وحوالي 1.7 مليون فلسطيني في أراضي 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.4 مليون فلسطيني، وحوالي 761 ألفاً في الدول الأجنبية، في حين يبلغ عدد اليهود في فلسطين التاريخية 7.1 مليون فرد، وبذلك يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية مع نهاية العام 2022 بواقع 7.1 مليون فرد لكل منهم

 

غير أن التقرير أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية، مع العلم أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني حتى العام 1947 استغلوا فقط 1,682 كم 2 شكلت ما نسبته 6.2% من أرض فلسطين التاريخية

 

وبين الإحصاء أن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب بلغ نحو مائة ألف شهيد، منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم داخل وخارج فلسطين

 

* تطور الوعي الجمعي 

 

وبكل تأكيد يشكل هذا اليوم نقطة مفصلية ومحورية في تطور الوعي الجمعي لدى الشعب الفلسطيني في صموده وتصديه للمشاريع الإسرائيلية التهويدية والاستيطانية، مبقياً على حلم التحرير والعودة في الذاكرة الفلسطينية، ويسهم في إبقاء ذاكرة المجتمع الدولي أيضاً حية في تعاطيه مع ملف القضية الفلسطينية وجعله على أجنداته وأولوياته، دفاعاً عن قراراته التي من الضروري أن تنتصر للفلسطيني في صراعه مع الاحتلال، في ظل مخططات حكومة، بنيامين نتنياهو، التي تشكل خطراً وتهديداً وجودياً بالنسبة للجميع من خلال تشريعاتها وسياساتها المدمرة.

 

"كأننا عشرون مستحيل"

 

من القدس إلى الخليل وبيسان والأغوار وبيت لحم ونابلس، وكل فلسطين، حيث تبجح الدخيل، يؤكد الفلسطينيون في كل لحظة أنهم صامدون على أرض فلسطين، وأنّهم باقون في رائحة الورد والماء والطين، فيوم الأرض لا تنبع أهميته من كونه يوم تحد للسلطة المغتصبة فحسب، وإنما لكونه يتمحور حول المركب الأكثر أهمية في الوجود الفلسطيني تاريخياً وإنسانياً وحضارياً، ألا وهو العلاقة العضوية بين الشعب والأرض

 

وهو ما يذكرنا به قول الشاعر العروبي الراحل، توفيق زياد

 

"هنا على صدوركم باقون، كالجدار.. نجوع، نتعرى، نتحدى

 

ننشد الأشعار ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات

 

ونملأ السجون كبرياء.. ونصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيل

 

كأننا عشرون مستحيل.. في اللد، والرملة، والجليل".

 

 

 نقلا عن "هنا صوتك"