اسرائيل تعيد خلط اوراق الحرب برفض مواقفة حماس واحتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا
بينما
فاجات حركة حماس الاحتلال الاسرائيلي والكثيرين امس بقبولها ورقة صفقة الهدنة مع
اسرائيل المقترحة من امريكا ومصر وقطر، بادرت قوات الاحتلال الى شن عملية عسكرية
عدوانية شرسة مساء امس على رفح، ركزت فيها على احتلال معبر رفح والسيطرة على محور
فيلادلفيا (الحدود المصرية الفلسطينية مع غزة)، ما اعاد خلط الاوراق وفتح الباب
لاشتباك وحرب طاحنة بين المقاومة وقوات الاحتلال برفح والخشية من ارتكاب مجازر
ابادة جديدة واسعة بهذه المدينة الحدودية مع مصر.
وحملت
اوساط اسرائيلية الارهابي بينامين نتنياهو مسؤولية تخريب اتفاق الصفقة التي كانت
ستمكنه من استعادة اسراه، الا ان مسؤولين امريكيين وتسريبات اسرائيلية تشير الى ان
عملية رفح ستكون محدودة وليست اجتياحا كاملا، لكن ذلك بحسب مراقبين لا يعني ان هذه
العملية، وسعي الاحتلال لبقاء سيطرته على معبر رفح ومحور فيلادلفيا، قد تنسف كل
جهود الوصول الى صفقة وفشل المفاوضات والذهاب لمحاولة حسم الحرب غير مكترث
(نتنياهو) بمصر اسراه والمغامرة بالوقوع في ايدي استبسال المقاومة الفلسطينية في
الدفاع عن وجودها في اخر المعاقل المحررة في غزة.
الى
ذلك، قال موقع والا الاسرائيلي اليوم ان حكومة الاحتلال الإسرائيلي فوجشت بموافقة
حركة حماس على مقترح الصفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مساء الاثنين، ولم يمض
وقت قصير، حتى بدأت هجوماً مكثفاً على معبر رفح، وقصفت عدة مواقع في قطاع غزة، كما
تسارعت ردود الفعل الإسرائيلية التي حاولت إيجاد مبررات لرفض الصفقة، تارة بزعم أن
رد حماس "مجرد ألاعيب"، وتارة أخرى بأنّ موافقتها ليست على ذات النسخة
التي اقترحتها إسرائيل.
وذكر
موقع والاه العبري، اليوم الثلاثاء، أنّ إسرائيل تشعر بالإحباط وخيبة الأمل من
السلوك الأميركي في المفاوضات بشأن الصفقة. ونقل عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم
يسمّهم، قولهم إنّ إدارة جو بايدن، كانت على علم بالاقتراح الجديد المتعلّق
بالصفقة التي تفاوضت عليها مصر وقطر مع حماس في الأيام الأخيرة، لكنها لم تطلع
إسرائيل على ما يكفي من المعلومات قبل إعلان حماس قبولها للاقتراح.
ورفض
مسؤول أميركي كبير هذه التصريحات، وفقاً لذات الموقع، وقال إنّ مسؤولين كباراً في
الإدارة الأميركية على اتصال وثيق مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن هذه القضية،
مضيفاً "لم تكن هناك مفاجآت".
وأضاف
الموقع أنّ الطريقة التي سارت بها الأمور في الأيام الأخيرة خلقت في إسرائيل
شعوراً بالحسرة وخيبة الأمل والشك، تجاه الدور الأميركي في المفاوضات حول صفقة
المحتجزين، الأمر الذي قد يزيد من التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويؤثر
على مستقبل الجهود للإفراج عن المحتجزين.
وقال
المسؤول الأميركي، الذي لم يسمّه الموقع، إنّ التفاوض بشأن الصفقة عملية معقّدة
للغاية لأنها تتم من خلال وسطاء في القاهرة والدوحة. وأضاف أنّ الولايات المتحدة
تعتقد أنّ إسرائيل أجرت المفاوضات بدافع حسن نية وأنّ العرض الذي قدمته إسرائيل في
نهاية إبريل/ نيسان كان "الأكثر سخاءً" حتى الآن. وتابع القول: "من
أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، على حماس ببساطة إطلاق سراح المختطفين".
وأعلنت
حركة حماس، مساء الاثنين، أنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ هاتفياً رئيس
الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات
العامة المصرية عباس كامل، بموافقة الحركة على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق
النار في غزة، في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية القطرية أنّ الوفد القطري سيتوجه
صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين عبر
الوسطاء.