دول عربية تحذر حماس من خطورة عهد ترامب وتطالبها بتنازلات!
كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أن بعض
العواصم العربية قد أرسلت "تحذيرات وتنبيهات” إلى قادة حركة "حماس”، حول طبيعة
المرحلة المقبلة التي أسمتها بـ "الصعبة” بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات
الامريكية ودخوله البيت الأبيض مجددًا.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ” رأي اليوم”، أن
عواصم عربية مُقربة من "حماس” حذرتها بشكل علني وصريح بأن القادم سيكون أشد وأكثر
خطورة على القضية الفلسطينية وقطاع غزة والمقاومة بشكل عام في ظل الحرب المستمرة
منذ ما يقارب الـ400 يوم، وأن مرحلة ترامب قد تكون الأشد خطورة وقسوة.
وذكرت أن الدول العربية كذلك طالبت "حماس” بالقبول
بالمبادرات التي يتم طرحها "عربيًا” من أجل وقف إطلاق النار بغزة ولو بشكل "مؤقت”
لتفويت الفرصة للمصادقة على حرب دامية وطويلة الأمد في قطاع غزة وقد تكون فيها
الخسائر أكثر بكثير من المتوقع، وأن مصير القطاع بأكمله قد يتغير وإلى الأبد.
وتوقعت المصادر ذاتها لـ "رأي اليوم”، أن يمنح
ترامب نتنياهو وحكومته المتطرفة أشهرًا من أجل إكمال أخطر المخططات الإسرائيلية
التي طُرحت في السابق من أجل السيطرة على قطاع غزة وتقسيمه وتهجير وإبادة سكانه،
مقابل دعم مالي وعسكري أمريكي سخي، وحماية من أي تدخلات او انتقادات خارجية.
وذكرت أن ترامب لا يؤيد فكرة بقاء "حماس” أو
المقاومة في قطاع غزة وسيسعى جاهدًا ليس لوقف الحرب بل لإنهاء وجود "حماس” سياسيًا
وعسكريًا، وهو الأمر الذي سيضيف الكثير من التوتر في المنطقة، مع استخدام
"الدبلوماسية الناعمة” مع إيران و”حزب الله” بالتوصل لتفاهمات تمنع الانجرار لحرب
واسعة في المنطقة، رغم التصعيد العسكري الحاصل.
وفي أول تعليق من "حماس” على فوز ترامب، قال
القيادي في الحركة سامي أبو زهري، إن "عليه التعلم من أخطاء بايدن”، وتابع بأن
خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لموقف قيادته "الإجرامي” تجاه غزة.
وأضاف أبو زهري أن فوز ترامب بالمنصب "يجعله أمام
اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات”.
وقالت الحركة في بيان آخر لها، إن موقفها من
الإدارة الأمريكية الجديدة "يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا
الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة”.
وتابع البيان "إنه لمن المؤسف الإشارة إلى أن جميع
الإدارات الأمريكية المتعاقبة، منذ احتلال فلسطين عام 1948م، كانت لها مواقف سلبية
من القضية الفلسطينية، وكانت دائما الداعم الأكبر للاحتلال الصهيوني في جميع
المجالات والمناحي، ولقد سلكت الإدارة الأمريكية السابقة مساراً منحازاً للاحتلال
والعدوان، عبر منح مجرمي الحرب الصهاينة غطاءً سياسياً وعسكرياً، للمضيّ في أبشع
حروب الإبادة التي عرفها التاريخ الحديث، ما ثبّت دورها كشريكٍ كامل في قتل عشرات
الآلاف من أبناء شعبنا من أطفال ونساء وشيوخ”.
وطالبت الحركة في بيانها "بوقف الانحياز الأعمى
للاحتلال الصهيوني، والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا
الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني
الشقيق، ووقف تقديم الدعم العسكري والغطاء السياسي للكيان الصهيوني، والاعتراف
بحقوق شعبنا المشروعة”.
كما وطالبت الرئيس الأمريكي المنتخب "بالاستماع
للأصوات التي تعالت من المجتمع الأمريكي نفسه منذ أكثر من عام على العدوان
الصهيوني على قطاع غزَّة، رفضاً للاحتلال والإبادة الجماعية، واعتراضاً على الدعم
والانحياز للكيان الصهيوني”.