بعد تهديد نتنياهو لدمشق.. المعارضة المسلحة تباغت السوريين باحتلال حلب
بعد تهديدات نتنياهو لسورية التي
"تلعب بالنار" بحسبه في اشارة الى دعمها مقاومة حزب الله ضد العدو
الصهيوني، وفيما يبدو استغلالا للضربات الكبيرة التي لحقت بالمقاومة اللبنانية من
العدوان الصهيوني الامريكي، عادت مدافع واسلحة الميليشيات المعارضة السورية
المسلحة، وعلى راسها هيئة تحرير الشام، المصنفة امريكيا بـ"الارهابية"،
لتدوي وتقصف بشدة ليس ضد اسرائيل بل ضد حلب السورية، بعد ان صمتت مدافع
"المعارضة الارهابية" منذ انطلاق طوفان الاقصى!
وبصورة مفائجة تعكس تلقيها دعما تركيا
وامريكيا كبيرا، دخلت مجموعات مسلحة بينها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا
الجمعة مدينة حلب في شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد قصفها في
سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن
لفرانس برس إن الفصائل "دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية” لأكبر مدن
الشمال السوري.
وأضاف أنّها سيطرت على خمسة أحياء في
ثاني كبرى مدن البلاد، وزعم أنّ قوات الجيش السوري "لم تبدِ مقاومة كبيرة”.
وهي المرة الأولى تدخل فيها فصائل مسلحة
الى حلب منذ استعاد الجيش السوري السيطرة الكاملة على المدينة في العام 2016.
وأفاد مراسل لفرانس برس دخل إلى حي حلب
الجديدة مع الفصائل المهاجِمة، عن حصول اشتباكات مع القوات السورية ومجموعات
مساندة لها وسط حالة هلع في المدينة .
وأودت العمليات العسكرية بحياة 277
شخصا، وفقا للمرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة تمر بها
منطقة الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله
الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.
ومع حلول يوم الجمعة، كانت الفصائل
سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفقا للمرصد السوري، في أكبر تقدّم
منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السورية.
وكان المرصد أفاد الخميس بأنّ مقاتلي
هيئة تحرير الشام وحلفاؤهم تمكّنوا من قطع الطريق الذي يصل بين حلب ودمشق.
وتعرّض سكن جامعي في مدينة حلب الجمعة
للقصف، ما أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية
(سانا).
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف
شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ووصلت تعزيزات من الجيش العربي السوري
إلى مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري فرانس برس.
وقبل إعلان المرصد دخول هيئة تحرير
الشام إلى المدينة، أشار المصدر الأمني إلى "معارك واشتباكات عنيفة من جهة غرب
حلب”.
وقال "وصلت التعزيزات العسكرية ولن يجري
الكشف عن تفاصيل العمل العسكري حرصا على سيره، لكن نستطيع القول إن حلب آمنة بشكل
كامل ولن تتعرض لأي تهديد”.
أضاف "لم تُقطع الطرق باتجاه حلب، هناك
طرق بديلة أطول بقليل”، متعهدا بأن "تفتح كل الطرق… قريبا”.
وأعلن الجيش السوري في بيان الجمعة مواصلته
"التصدي” للهجوم و”استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات
الماضية”.
وتزامنا مع الاشتباكات، شنّ الطيران
الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وفق المرصد
السوري لحقوق الإنسان، أدّت إلى مقتل شخص.
وفي انحياز لبيادقها من تنظيمات ارهابية
دعت تركيا الجمعة إلى "وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة
المسلّحة في شمال غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر
منصة إكس إنّ الاشتباكات الأخيرة "أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في
المنطقة الحدودية”.
من جهتها أكدت إيران مجددا الجمعة دعمها
الحازم لحليفتها سوريا. وجاء في بيان للخارجية الايرانية أن وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي "شدد على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمتها وجيشها في
كفاحها ضد الإرهاب”، في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ.