هل كانت الإنتخابات النيابية السابقة المحطة الأخيرة للأحزاب ثمّ قالت .. وداعا ؟
كتب / محرر الشؤون
المحلية
سؤال يتردد كثيرا
؛ ماذا يجري في الحياة الحزبية الأردنية ، وأين أصبحت هذه الأحزاب ، وأين صوت
غالبيتها ؟ لا أحد يملك إجابة وافية عن هذا السؤال ، ولكن يبدو أن معظم الأحزاب
السياسية اكتفت بالإنتخابات النيابية السابقة ، سواء ربحت أو خسرت ، ثمّ قالت
للجمهور الأردني من شماله حتى جنوبه .. وداعا ، وتصبحون على خير !
في عام 1992 صدر
قانون للأحزاب بعد الإنفراج الديمقراطي ، كان عدد المؤسسين خمسين شخصا ، وشهدنا
حالة حزبية ناضجة نوعا ما ، كان هناك نشاط لافت للأحزاب ، مشاركات فاعلة ،
ائتلافات وتحالفات ومجالس تنسيقية ، رغم فقر الأحزاب وعدم وجود أي نوع من الدعم
المالي ، سوى بعض التبرعات البسيطة من الأعضاء .
في أوقات سابقة
وخلال ندوات مختلفة ، أشار كثيرون ممن خبروا العمل الحزبي بأنّ عدد المؤسسين لا
يصنع حزبا سياسيا حقيقيا ، فالحزب الجاد والفاعل هو الذي يتمتع بقاعدة شعبية مؤازرة
وداعمة له من خلال الإقتناع ببرامجه وأهدافه ، وليس شرطا أن يكون هؤلاء أعضاء
فعليين في الحزب .
وحين جرى تعديل
القانون وصولا إلى خمسمائة عضو مؤسس ، ووجود دعم حكومي ، تراجع الأداء الحزبي
كثيرا وبصورة لافتة ، واليوم أصبح عدد المؤسسين ألفا ، وهذا لم يقدّم ما يشفي
الصدور ، فبقي الحال على ماهو عليه ، بل نشهد تراجعا واضحا في الحالة الحزبية
الراهنة .
ما الذي يجري ؟ هل
كان طموح الأحزاب هو المشاركة في الإنتخابات السابقة فقط ؟ هل العمل الحزبي هو
مجرّد انتخابات نيابية وبلدية أم غير ذلك ؟ من الواضح أنّ الكثيرين ممن ركبوا
الموجة الحزبية يجهلون تماما ألف باء العمل الحزبي ، وإذا ما بقيت الأمور على هذا
النحو ، فنحن سائرون باتجاه سراب حزبي ليس إلّا .
مؤخرا طرح النائب
خميس عطية اقتراحا بإقامة حوار متخصص حول التجربة الحزبية ، وهو أمر محمود في ظل
الواقع الراهن الذي يثير فينا المزيد من الإستغراب والدهشة وآلاف علامات الإستفهام
.