الطائفي… عدوٌ متستّر بثوب الدين


طارق سامي خوري
الطائفي ليس إنسانًا
مختلفًا بالرأي، بل كائن مريض يَعبد المذهب لا القيم، ويقدّس الطائفة لا الإنسان،
ويكره بعقيدةٍ لا أخلاق فيها ولا ضمير.
الطائفي لا يحبك إن كنت
ابن أمّته، بل يكرهك إن خالفت طائفته، حتى لو كنت شريفًا، مقاومًا، تُقاتل العدو
الذي ينكّل بأهلك وبأرضك.
الطائفي لا يرى فيك
أخًا في الوطن أو الدين أو الإنسانية… بل يرى مذهبك أولًا، ويحاكمك على دينٍ لم
تختره، وطائفة وُلدت بها لا دخل لك بها.
الطائفي قد يُفضّل
العدو الصهيوني، علمًا أو سرًا، على مقاومٍ شريف يختلف معه بالمذهب.
لا يُقيم وزنًا
للمواقف، للدماء، للتضحيات… بل كل ما يهمه هو: "من أي طائفة أنت؟”
وهنا مكمن الخطر:
فإن كان هذا الطائفي
يكره أخاه في الدين لاختلاف مذهبي، فكيف له أن يُحب شريكه في الوطن من دينٍ آخر؟
وكيف له أن يُفضّل يهوديًّا محتلًا على مسلمٍ موحّد خالفه فقط في التفاصيل؟!
أيّ عقل هذا؟! وأيّ قلب
يحمل كل هذا الحقد؟!
الطائفي العفن…
يشمت إن قُصف من يخالفه.
يُبرّر للمحتل إن استهدف "خصومه”.
يُكفّر من يدافع عنك، ويُبرّر للمحتل إن قتلك.
الطائفي لا يعرف الوطن،
ولا يفقه الكرامة…
هو عبدٌ للطائفة، لا
حرّ في الموقف.
لمن بقي في قلبه بقية
من ضمير:
إذا كنت تعتبر من
يُقاتل الصهاينة "عدوًا” لأنه من طائفة أخرى…
فراجع إيمانك، واغسل
قلبك، وراجع ولاءك.