شريط الأخبار
ولي العهد يعلن إطلاق رابط التسجيل في جائزة الحسين للعمل التطوعي تخفيض مجز على الضرائب العامة والخاصة للسيارات.. وتثبيت الخاصة على الكهرباء عند 27% البحث الجنائي يقبض على أربعة متورطين بسرقة سركة طلال ابو غزالة العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية وأبنائه الواعين يصوغ من التحديات فرصًا للتقدم كارثة تعاطي مخدرات بدائية وراء وفاة 3 بالزرقاء.. وهذه هي التفاصيل وفد اقتصادي سعودي كبير يزور الأردن في التاسع من الشهر المقبل لتعزيز الشراكات الاستثمارية مكتب BLK يباشر اجراءات قانونية في دبي بخصوص قضية الباخرة الصينية ISL Bohnia غزة.. هدنة مؤقتة ام نهاية للمحرقة صعوبة الامتحان بين الشكوى والتبرير مطبخ الحملة الأردنية يواصل تقديم الطعام في جنوب غزة - فيديو توجه حكومي لخفض الرسوم الجمركية على السيارات الامريكية غدا.. العيد الحادي والثلاثون لميلاد ولي العهد عطية : الكتلة ستتحرك نيابيا وسياسيا ويطالب لجنة التربية عقد اجتماع عاجل وفاة غامضة لثلاثة اشخاص بالزرقاء ما تزال تحير المتابعين الخصاونة: مغتربون اشتكوا تعذر حصولهم على تأشيرات المرور عبر الأراضي السعودية ايران: منفتحون على اتفاق نووي جديد ونوافق على نقل مخزون اليورانيوم المخصب للخارج لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب ينهي حرب غزة خلال اسبوعين ضمن اتفاقيات اقليمية اوسع تعديل ساعات الدوام على جسر الملك حسين الاسبوع المقبل رفض دفع "خاوة" فطعنه القاتل بصدره معهد وايزمن ليس هدفا عاديا

بعد الضربة: الصراع على ايران وحولها

بعد الضربة: الصراع على ايران وحولها


د حيدر البستنجي 

بعد الضربة الامريكية للمنشات النووية الإيرانية نجد انفسنا امام آفاق ميلاد شرق اوسط جديد، بشكل قسري ، هناك مياه عميقة تجري في هذا الشرق الذي نحاول تلمس ملامحه ولذلك سنعود إلى اساسيات الصراع لفهم  المسارات والسيناريوهات الممكنة  فما تريده كل  من أطراف الصراع وما يمكن ان تحصل عليه هو محصلة لموازين قوى وتفاعلات وخيارات القادة في لحظة مصيرية يعاد فيها تشكيل الشرق الاوسط من جديد

ثلاث ملفات رئيسية يرفعها اليمين الإسرائيلي في المواجهة الحالية مع ايران 

١-تخصيب اليورانيوم والخوف من وصول ايران للعتبة النووية وعندها لايعود ممكنا الحديث عن مواجهات مفتوحة كما ان حصول ايران على القنبلة يعني بالضرورة بدء سباق نووي شرق أوسطي متسارع ، فالسعودية ومصر ايضا ستدخل على خط السباق وتبدو السعودية أقرب،  إذا اخذنا بعين الاعتبار دورها الفاعل في البرنامج النووي الباكستاني وإمكانية النقل الفوري للقنابل الجاهزة إلى أراضيها دون انتظار .

٢- برنامج الصواريخ البالستية والذي تبين انه متطور اكثر من توقعات اسرائيل فقد نجحت ايران في إخفاء هذا البرنامج بشكل ربما اكثر فعالية من اخفاءها برنامجها النووي وحرمت حتى اصدقائها وأذرعها من الاستفادة من كل امكانياتها الصاروخيه في سبيل الحفاظ على سرية المشروع.

٣-العلاقة مع اذرع ايران والجماعات العسكرية المعادية لإسرائيل من حزب الله وحماس مرورا بالحوثيين والحشد الشعبي 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد  من ضرب ايران اضعافها بما يكفي لإجبارها على تقديم تنازلات جوهرية في شأنها الملفات الثلاثة مجتمعة

أمريكا من جهتها تريد الحصول على الكعكة الايرانية كاملة ولا يهمها من هذه الملفات سوى الملف النووي ومنع ايران من امتلاك سلاح نووي منعا لسباق تسلح نووي غير محمود في الشرق الأوسط  ، وباستثناء هذا الملف فإن أمريكا تريد نظاماً لا يرفع شعارات الموت لأمريكا وتريد الدخول على قطاع النفط والغاز الإيراني والدخول إلى أسواق ايران وجامعاتها ومراكزها الحضرية ، باختصار تريد دولة متعاونة  ضمن مخططها الأكبر في السيطرة على وسط اسيا لمحاصرة الصين وفي إطار استعدادها للمواجهة الحتمية معها وطبعا في هذا السياق لأيهم الامريكيين ملابس اتباعهم او نوع إيمانهم ولذلك يمكن ان تحقق امريكا كل ما تريد دون إسقاط النظام بل ويمكنها ايضا العمل مع نظام الملالي بعد تعديله ليصبح شريكا لها .ولذلك مثلما اخبر ترامب نتنياهو بالضربة  المنشآت النووية الثلاث الاهم ، اخبر ويتكوف عراقجي انه ستكون هناك  ضربة وربما اخبره بالتوقيت ايضا ومنح ايران  الوقت الكافي لسحب اليورانيوم عالي التخصيب   إلى مكان امن  لتجنب كارثة نووية تاركا موضوعها لمحادثات بين الطرفين كانت العنجهية الأمريكية في اعلى صورها فهي تعرف ان ايران حتى لو عرفت موضع وتوقيت  الضربة لن تقدر على منعها وستمتص الصدمة بهدوء وكما قال الرئيس الامريكي الأسبق روزفلت " أمسكْ بِيدك عصاً غليظةً، ثم تكلّمْ بهدوء" ، المحادثات بعد الضربة ستبدأ بشروط مختلفة وستكون كل الأمور على الطاولة  في سيناريو اقرب لسيناريو اليابان بعد ضربة هيروشيما ولكن دون استسلام معلن وما خفي اعظم .

ايران من جهتها قد لا تمانع من تغيير البوصلة باتجاه أمريكا بشرط الحفاظ على استقرارها والحفاظ على برنامجها الصاروخيّ بعكس ما يعتقد البعض فهو جوهر قوة النظام اما البرنامج النووي فما يهم  ايران هو استمرار  برنامجها النووي السلمي والحفاظ على صورتها الداخلية كنظام  حرص على شعبه  امام الجبروت الأمريكي وقد ابلغ عراقجي ويتكوف بأن طهران "يمكن أن تبدي مرونة في القضية النووية"،  والعلاقة مع واشنطن إذا ضغطت واشنطن على إسرائيل لإنهاء الحرب ضمن هذا السياق.

إذا وضعنا هذه الرغبات في بوتقة واحدة سنجد ان التفاهم الإيراني الأمريكي  بعد الضربة ممكن  وان الجانب الإسرائيلي قد يحصل على تنازل مهم في جانب تحجيم اذرع ايران ومنع ايران  من الحصول على قنبلة نووية  ويستطيع نتنياهو ان ينسب الفضل لنفسه فهو من جر أمريكا للمواجهة، ولكنه غالبا لن يتمكن من ايقاف التقدم الصاروخي الإيراني دون إسقاط النظام  وهو ما يمكن ان يؤجل ليوم آخر  .

هناك فرصة للديبلوماسية في هذه الازمة دون الوصول إلى كارثة نووية ويمكن ان تخرج امريكا منتصرة بالتأكيد وتستطيع كل من اسرائيل وايران ادعاء النصر وتسويقه للجمهور دون الدخول في تفاصيل الاتفاق او ملاحقه السرية  وستكون  الأطراف الخاسرة  في هذه المعادلة اذرع ايران من تيارات المقاومة والجمهور العربي الذي كان يمني النفس بهزيمة اسرائيل وكذلك النظام العربي الذي سيجد نفسه امام حلف جديد بين ايران وأمريكا قد لا يراعي مصالح المنطقة او يأخذها بعين الاعتبار ولا غالب إلا الله.