شريط الأخبار
فلسطين تخرج من كاس العرب بخسارة مشرفة امام السعودية الزرقاء: وفاة اربعة اشخاص من عائلة واحدة اختناقا بغاز المدفئة شراكة بين العقبة الاقتصادية ونقابة المهندسين لتعزيز فرص تشغيل الشباب وفاة شخصين واصابة 3 بحادث سير بالكرك اردني عشريني يقتل والده في شيكاغو "النواب" يقر مشروع الموازنة العامة 2026 بعجو 2.1 مليار دينار غزّة… تغرق بالمطر كما غرقت بالدم مشعل: حماس تطرح هدنة طويلة لكنها لن تسلم سلاحها "النواب الامريكي" يلغي قانون "قيصر" عن سوريا.. وعدم التعرض لاسرائيل شرط لابقاء الالغاء الأونروا على مذبح الولايات المتحدة: فرض عقوبات وتجفيف مالي قد يصل لاعلانها "منظمة ارهابية" البنك المركزي يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اختلالات متراكمة بموازنة 2026 .. ولا جهود جادة للشروع ببناء اقتصاد وطني قادر تعمق المنخفض الجوي وترقب امطار غزيرة وسيول.. والامانة والامن يحذران الامطار والسيول تغرق خيم غزة.. والاحتلال يواصل اعتداءته وشهداء ومعاناة متواصلة لأول مرة في تاريخ سوريا.. تأسيس أول جمعية يهودية لـ”حماية الموروث اليهودي وترميم الكنس” الخواجا يحذر من التراجعات الكبيرة بملف الحريات العامة والتضييق على العمل الحزبي طبعا الاقل دخلا وأجرا.. الاردني الاكثر عملا من ناحية ساعات الانتاج الامطار الغزيرة تصل الوسط بعد الجنوب.. وتحذير من السيول الملك يلتقي متقاعدين عسكريين: رفاق السلاح سيبقون رمزا للعطاء البدء باستقبال طلبات تأجيل خدمة العلم لمن تنطبق الشروط عليهم

وسائل التواصل الإجتماعي.. إنزلقت نحو البذاءة اللفظية

وسائل التواصل الإجتماعي.. إنزلقت نحو البذاءة اللفظية


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

وسائل التواصل الإجتماعي ، وسائل حديثة ، متطورة ، راقية ، تشكِّل وسيلة راقية للتواصل مع الآخرين ، وهي متنفساً للتعبير عن الذات ، وللإفصاح عن المشاعر ، ووسيلة لإبداء الآراء ، والحوار الحضاري البعيد عن التعنت ، والتعصب

 

من يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي ويتفننون في إستخدامها ، يفترض ان غالبيتهم  من جيل الشباب ، الذي يفترض انه جيل متفتح ، متحضر ، يتقبل الرأي الآخر ويحترمه . ونأمل فيهم الخير ، والصلاح ، والإنفتاح ، والتحضر في التعامل . ولهذا يفترض فيمن يستخدمها ان يؤمن بحرية التعبير ، ويحترم الآخر ، ولا يتعصب لرأيه ولا يعتبر ان رأيه هو الأصوب والأصح ، وانه يحتكر معرفة الحقيقة ، وانه منزّه عن الخطأ في الفهم والتعبير

 

لكن مع كل الألم والأسف ، ما ان تتصفح وسائل التواصل الإجتماعي الا وتجد الكثير مما يكدر خاطرك ، ويغث بالك ، ويؤلمك ، ويشعرك ان استخدامك لهذه الوسائل الحضارية يسحبك للإسفل ، بدل ان ترتقي بك

 

مع كل الألم والأسف ، أصبحت هذه الوسائل الحضارية تعج بالألفاظ البذيئة ، والسِباب ، والشتائم ، والتهديد ، والوعيد ، والتعصب للرأي ، وكأن الواحد هو الذي يمتلك الحقيقة ، والرأي السديد ، وغيره جاهل ، بل غبي ، او مأجور ، عميل ، بدون رأي ولا قيم . كما تشعر بأن البعض يتلذذون بإهانة الآخر ، والإساءة اليه ، والنيل من كرامته

 

كما انه أصبح من السهل على المتابع ان يعرف اذا الزوجين تخاصما ، او تراضيا . فإذا تخاصما يتم البدء بنشر ما يعبّر عن الندم على الإرتباط ، ويمجِّد الأهل ، والحنين لفترة ما قبل الزوج . وما ان يتراضيا حتى يتم نشر صورٍ تجمعهما مترافقة مع عبارات كحبيب العمر ، ورفيق الدرب الدافيء ، المُحب ، الودود

 

ومن السهل ان تعرف أسرار العائلات ومشاكلها العائلية التي يفترض ان لا يعرف بها أحد . لا بل يعرف المتابع من التي طبخت ، هل الزوجة ، او إحدى الصبايا ، وماذا طبخت ، وهل أجادت الطبخ ، وتُعرض الصواني مغلفة بعبارات المديح والإشادة . وإذا كانت الوليمة تكريماً لمدعوين ، فيتم إعداد فيلم يصّور المائدة العامرة بما لذّ وطاب ، وتتطوف الكاميرا على المدعوين ، وهم في أوضاع غير لائقة ، بل مُحرجة ، فهذا فاغراً فاه ، كأنه لم يمسس ولم يتذوق طعاماً من قبل ، وذاك نافخاً شِدقيه كأنه قد تلقى لكمة من مصارع محترف ، وآخر يمد يده ، وثانٍ يسحب يده ، فتتشابك الأيدي كأنها في صراع . وتحولت دعوة التكريم الى فضيحة موثقة بالشهود ، والأدلة ، والصور ، يعني أصبحت ( مِعْيار ) ، والغاية منها التباهي ، والإستعراض

 

ومما يُعكِّر مزاج المتابع عندما ينشر الإخوة خلافاتهما على الميراث او غيره للعامة ، وأحياناً يطرحون المشكلة ويطلبون آراء ونصائح من القراء . ما هذا !؟ كما يُفرض على المتابع ان يعرف المناسبات الخاصة وماذا اهدى الزوج لزوجته ، حتى نوع الكعكة وألوانها في بثٍ مباشر معروض على العامة

 

والمُضحك المُحزن عندما ينشر البعض بعض العبارات الغريبة ، مثل : — على فلان مغادرة صفحتي وإلا !؟ من لا يؤيد الدولة الفلانية او التنظيم الفلاني او فريق كرة القدم العلاني لا يشرفني وجوده على صفحتي وسوف أشطب إسمه او اعطيه ( block ) . حتى وصل الأمر الى التهديد ، مثل : فلان .. إذا إنك رجُل لاقيني في المكان الفلاني !؟ أما إستخدام الرموز والتلميح للإساءة للآخرين فحدِّث ولا حرجْ

 

أصبحت بيوتنا مكشوفة الأسرار ، وعلاقاتنا مفضوحة . والمؤلم ان الألفاظ البذيئة يقرأها نساء واطفال ورجال كِبار بالعمر يصعب عليهم تقبُّل كشف عورات الناس والبيوت، لأنهم عاشوا حياة سِترٍ ، ولا يمكن ان يتقبلوا بذيء القول

 

كما أود ان أُقدِّم نصيحة عامة ملخصها : صديق التواصل الإجتماعي لا تندم ، ولا تتحسر ، ولا تكتئب ،  ولا تتوتر ، ولا تزعل إذا خسرته ، لأنه مِثلُ الهباء . فالعلاقة سطحية ، غيبية ، شكلية ، آنية ، لا ترتكز الى مرتكزات المعرفة الشخصية التي فيها تفاعل دائم يسبر أغوار الشخص لتختبره وتعرف خصاله .

 

وأختم وأقول : لكل من يسيء إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي ، أرجوكم إرأفوا بنا ، وإرحمونا ، لأننا مجبرون على إستخدامها ، لنتماشى ، ونتعايش مع هذا العصر ، ولأنها وسائل للتواصل وليس للتباغض ، والتناحر ، والشتم ، والقطيعة . فإرتقوا برقيها ، ولا تنحدروا بها الى دركٍ وضيع يشوهها ، ويؤذينا . ولا تنسوا انه لا أحد يحتكر الحقيقة او يمتلكها ، وأن للآخرين رأي مثله ، وانه ليس رأيه هو الصحيح ورأي غيره قبيح .